المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ذي الكفل ( 1 - 2 )


adnan
01-30-2014, 10:21 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله



قصة ذي الكفل ( 1 - 2 )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143ddefd967ee2d8&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
تكرر اسم ذي الكفل في القرآن الكريم مرتين:
الأولى: في قوله سبحانه:

{ وَإِسْمَاعِيل وَإِدْرِيس وَذَا الْكِفْل كُلّ مِنْ الصَّابِرِينَ }
(الأنبياء:85).

والثانية: في قوله تعالى:

{ وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيل وَاَلْيَسَع وَذَا الْكِفْل وَكُلّ مِنْ الْأَخْيَار }
(ص:48).

ولم يأت ذِكْرٌ لذي الكفل في غير هذين الموضعين من القرآن الكريم.
والذي عليه أكثر المفسرين أن ذا الكفل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجمعين

قال الرازي:
"والأكثرون أنه من الأنبياء عليهم السلام".

وقال ابن كثير:
"وأما ذو الكفل فالظاهر من السياق أنه ما قُرن مع الأنبياء إلا وهو نبي".

وقال الآلوسي:
"وظاهر نظم ذي الكفل في سلك الأنبياء عليهم السلام أنه منهم
وهو الذي ذهب إليه الأكثر".

وقال ابن عاشور:
"وأما ذو الكفل فهو نبي اُختلف في تعيينه فقيل: هو إلياس المسمى في
كتب اليهود (إيليا) وقيل: هو خليفة اليسع في نبوة بني إسرائيل.
والظاهر أنه (عُوبديا) الذي له كتاب من كُتب أنبياء اليهود وهو الكتاب
الرابع من الكتب الاثني عشر وتعرف بكتب الأنبياء الصغار".

وذهب آخرون إلى أن ذا الكفل ليس بنبي بل كان رجلاً صالحاً

وقد روي عن مجاهد في قوله سبحانه:

{ وَذَا الْكِفْل }.

قال: رجل صالح غير نبي تكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه ويقيمهم
له ويقضي بينهم بالعدل ففعل ذلك فسمي: ذا الكفل.

ونقل القرطبي في هذا الصدد أن الذي عليه الجمهور أنه ليس بنبي
وهذا يخالف ما نُقل عن أكثر المفسرين. وقد توقف شيخ المفسرين
الطبري في هذا الأمر فلم يقطع بنبوة ذي الكفل ولم يقطع بكونه غير نبي.

وقد استدل الرازي على كون ذي الكفل نبيًّا بأدلة ثلاثة هي:

الأول: أن ذا الكفل يحتمل أن يكون لقباً وأن يكون اسماً والأقرب أن يكون
مفيداً لأن الاسم إذا أمكن حمله على ما يفيد فهو أولى من اللقب.
إذا ثبت هذا فيقال: (الكفل) هو النصيب
قال تعالى:

{ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ }
(الحديد:28). والظاهر أن الله تعالى إنما سماه بذلك على سبيل التعظيم فوجب أن يكون
ذلك الكفل هو كفل الثواب فهو إنما سمي بذلك لأن عمله وثواب عمله كان
ضعف عمل غيره وضعف ثواب غيره ولقد كان في زمنه أنبياء ومن ليس
بنبي لا يكون أفضل من الأنبياء.

الثاني: أنه تعالى قرن ذكره بذكر إسماعيل وإدريس والغرض ذِكْرُ
الفضلاء من عباده ليُتأسى بهم وذلك يدل على نبوته.
الثالث: أن السورة ملقبة بسورة الأنبياء فكل من ذكره الله تعالى فيها فهو
نبي. ولم يتعرض القرآن الكريم لقصة هذا النبي من قريب أو بعيد بل غاية
ما فعل أن ذكره ضِمْن عدد من الأنبياء وصفهم بالصابرين والأخيار.