المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا بد من قبول المحل


adnan
01-31-2014, 08:42 PM
الأخت / الملكة نـــور

لا بد من قبول المحل
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143e3010eceddcc7&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
فائدة لا بد من قبول المحل
لما يوضع فيه أن يفرغ من ضدّه
قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضدّه. وهذا كما أنه
في الذوات والأعيان فكذلك هو و الاعتقادات و الرادات . فإذا كان القلب
ممتلئا بالباطل اعتقادا و محبّة , لم يبق فيه لاعتقاد الحق و محبّته
موضع , كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع,, لم يتمكن صاحبه
من النطق بما ينفعه, إلا إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل . وكذلك
الجوارح إذا اشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة إلا إذا فرغها
من ضدها فكذلك القلب المشغول بمحبّة غير الله وإرادته , والشوق إليه
لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه إلا بتفريغه
من تعلّقه بغيره . و لا حركة اللسان بذكره, والجوارح بخدمته إلا إذا
فرغها من ذكر غيره و خدمته . فإذا امتلاء القلب بالشغل بالمخلوق ,
و العلوم التي لا تنفع, لم يبق فيها موضع للشغل بالله و معرفة أسمائه
و صفاته و أحكامه .

و سر ذلك :
أن إصغاء القلب كإصغاء الأذن, فإذا صغى إلى غير حديث الله , لم يبق
فيه إصغاء , و لا فهم لحديثه , كما إذا مال إلى غير محبّة الله , لم يبق فيه
ميل إلى محبّته . فإذا نطق القلب بغير ذكره , لم يبق فيه محل للنطق
بذكره كاللسان .

ولهذا في الصحيح عن النبي أنه قال :

( لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا )
أخرجه البخاري في الأدب 10\564 (6155) , ومسلم في الشعر
, و أبو داود , و الترمذي, و جميعاً من حديث أبو هريرة .

فبيّن أ، الجوف يمتلئ بالشعر فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات
والتقديرات التي لا وجود لها, والعلوم التي لا تنفع, و المفكّهات
والمضحكات والحكايات ونحوها . و إذا امتلاء القلب بذلك جاءته
حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته فلم تجد فيه فراغا لها
ولا قبولا , فتعدته وجاوزته إلى محل سواه , كما إذا بذلت النصيحة
لقلب ملآن من ضدها لا منفذ لها فيه فانه لا يقبلها , ولا تلج فيه
لكن تمر مجتازة لا مستوطنة ,

و لذلك قيل :

نزّه فؤادك عن سوانا تلقنا فجنابنا حل لكل منزّه
و الصبر طلسم لكنز وصالنا من حلّ ذا الطلسم فاز بكنزه

و بالله التوفيق .