المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقسيم الثمار و الزروع في خيبر


adnan
02-26-2014, 12:14 AM
الأخ / مصطفى آل حمد




تقسيم الثمار و الزروع في خيبر
من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير يرحمه الله
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14463ce4d6eb9609&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
تقسيم الثمار و الزروع في خيبر بين المسلمين و اليهود بالعدل‏.‏
ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما افتتح خيبر
عامل يهودها عليها على شطر ما يخرج منها من تمر أو زرع‏.‏
وقد ورد في بعض ألفاظ هذا الحديث على أن يعملوها من أموالها،وفي بعضها،
وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏ نقركم ما شئنا‏ ‏‏)‏‏.‏

وفي السنن‏:‏
أنه كان يبعث عليهم عبد الله بن رواحة يخرصها عليهم عند استواء
ثمارها ثم يضمنهم إياه، فلما قتل عبد الله بن رواحة بمؤتة، بعث جبار
بن صخر كما تقدم‏.‏وموضع تحرير ألفاظه، وبيان طرقه، كتاب المزارعة
من كتاب ‏(‏الأحكام‏)‏ إن شاء الله وبه الثقة‏.‏

قلت‏:‏
قد ادعى يهود خيبر في أزمان متأخرة بعد الثلثمائة أن بأيديهم كتاباً من
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أنه وضع الجزية عنهم، وقد اغتر
بهذا الكتاب بعض العلماء حتى قال بإسقاط الجزية عنهم، من الشافعية
الشيخ أبو علي خيرون، وهو كتاب مزور مكذوب مفتعل لا أصل له، وقد
بينت بطلانه من وجوه عديدة في كتاب مفرد‏.‏وقد تعرض لذكره وإبطاله
جماعة من الأصحاب في كتبهم كابن الصباغ في مسائله، والشيخ أبي
حامد في تعليقته، وصنف فيه ابن المسلمة جزءاً منفرداً للرد عليه، وقد
تحركوا به بعد السبعمائة، وأظهروا كتاباً فيه نسخة ما ذكره الأصحاب في
كتبهم‏.‏وقد وقفت عليه فإذا هو مكذوب، فإن فيه شهادة سعد بن معاذ، وقد
كان مات قبل زمن خيبر، وفيه شهادة معاوية بن أبي سفيان ولم يكن أسلم
يومئذ‏.‏وفي آخره‏:‏ وكتبه علي بن أبي طالب وهذا لحن وخطأ، وفيه وضع
الجزية ولم تكن شرعت بعد، فإنها إنما شرعت أول ما شرعت وأخذ من
أهل نجران‏.‏ وذكروا أنهم وفدوا في حدود سنة تسع، والله أعلم‏.‏

ثم قال ابن إسحاق‏:
‏ وحدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال‏:‏ خرجت أنا،
والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود إلى أموالنا بخيبر نتعاهدها، فلما
قدمنا تفرقنا في أموالنا‏.‏قال‏:‏ فعدي عليَّ تحت الليل، وأنا نائم على فراشي
ففدعت يداي من مرفقي، فلما استصرخت عليَّ صاحباي فأتياني فسألاني‏:‏
من صنع هذا بك‏؟‏فقلت‏:‏ لا أدري، فأصلحا من يدي، ثم قدما بي على عمر
فقال‏:‏ هذا عمل يهود خيبر‏.‏ثم قام في الناس خطيباً فقال‏:‏ أيها الناس إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا
شئنا، وقد عدوا على عبد الله بن عمر، ففدعوا يديه كما بلغكم مع عدوتهم
على الأنصاري قبله، لا نشك أنهم كانوا أصحابه، ليس لنا هناك عدو
غيرهم، فمن كان له مال من خيبر فليلحق به، فإني مخرج يهود، فأخرجهم‏.‏

قلت‏:‏
كان لعمر بن الخطاب سهمه الذي بخيبر، وقد كان وقفه في سبيل الله،
وشرط في الوقف ما أشار به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو ثابت
في الصحيحين، وشرط أن يكون النظر فيه للأرشد فالأرشد من بناته وبنيه‏.‏

قال الحافظ البيهقي في ‏(‏الدلائل‏)‏‏:‏
جماع أبواب السرايا التي تذكر بعد فتح خيبر، وقبل عمرة القضية، وإن
كان تاريخ بعضها ليس بالواضح عند أهل المغازي‏.‏

سرية أبي بكر الصديق إلى بني فزارة

قال الإمام أحمد‏:‏
حدثنا بهز، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا أياس بن سلمة، حدثني أبي قال‏:‏
خرجنا مع أبي بكر بن أبي قحافة وأمَّره رسول الله صلى الله عليه وسلم
علينا، فغزونا بني فزارة، فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر فعرَّسنا، فلما
صلينا الصبح أمرنا أبو بكر فشننا الغارة فقتلنا على الماء من مر قبلنا‏.‏
قال سلمة‏:‏ ثم نظرت إلى عنق من الناس، فيه من الذرية والنساء نحو
الجبل، وأنا أعدو في آثارهم فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فرميت بسهم
فوقع بينهم وبين الجبل‏.‏قال‏:‏ فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر حتى أتيته
على الماء، وفيهم امرأة من فزارة عليها قشع من أدم، ومعها ابنة لها من
أحسن العرب‏.‏قال‏:‏ فنفلني أبو بكر بنتها‏.‏قال‏:‏ فما كشفت لها ثوباً حتى
قدمت المدينة، ثم بت فلم أكشف لها ثوباً‏.‏قال‏:‏ فلقيني رسول الله صلى الله
عليه وسلم في السوق، فقال لي‏:‏

‏(‏‏ ‏يا سلمة هب لي المرأة‏ )‏‏.‏

قال‏:‏ فقلت والله يا رسول الله لقد أعجبتني، وما كشفت لها ثوباً‏.‏
قال‏:‏ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني، حتى إذا كان من الغد
لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال‏:‏

‏(‏‏ ‏يا سلمة هب لي المرأة‏ ‏‏)‏‏.‏

قال‏:‏ فقلت يا رسول الله والله لقد أعجبتني، وما كشفت لها ثوباً‏.‏
قال‏:‏ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني، حتى إذا كان من
الغد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق‏:‏

‏(‏‏ ‏فقال يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك‏ ‏‏)‏‏.‏

قال‏:‏ قلت يا رسول الله والله ما كشفت لها ثوباً وهي لك يا رسول الله‏.‏
قال‏:‏ بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، وفي أيديهم
أسارى من المسلمين، ففداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة‏.‏
وقد رواه مسلم، والبيهقي، من حديث عكرمة بن عمار به‏.‏

سرية عمر بن الخطاب إلى تُرَبَة وراء مكة بأربعة أميال
ثم أورد البيهقي من طريق الواقدي بأسانيده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ثلاثين راكباً إلى عجز هوازن
بتربة، ومعه دليل من بني هلال، وكانوا يسيرون الليل ويكمنون النهار‏.‏
فلما انتهوا إلى بلادهم هربوا منهم، وكرَّ عمر راجعاً إلى المدينة، فقيل له‏:‏
هل لك في قتال خثعم‏؟‏فقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرني
إلا بقتال هوازن في أرضهم‏.‏

سرية عبد الله بن رواحة إلى يسير بن رزام اليهودي
ثم أورد من طريق إبراهيم بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، ومن
طريق موسى بن عقبة، عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعث عبد الله بن رواحة في ثلاثين راكباً، فيهم عبد الله بن رواحة إلى
يسير بن رزام اليهودي، حتى أتوه بخيبر‏.‏وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه يجمع غطفان ليغزوه بهم، فأتوه فقالوا‏:‏ أرسلنا إليك رسول الله صلى
الله عليه وسلم ليستعملك على خيبر، فلم يزالوا به حتى تبعهم في ثلاثين
رجلاً، مع كل رجل منهم رديف من المسلمين‏.‏فلما بلغوا قرقرة نيار، وهي
من خيبر على ستة أميال، ندم يسير بن رزام، فأهوى بيده إلى سيف
عبد الله بن رواحة، ففطن له عبد الله بن رواحة فزجر بعيره‏.‏ثم اقتحم
يسوق بالقوم حتى استمكن من يسير ضرب رجله فقطعها، واقتحم يسير
وفي يده مخراش من شوحط، فضرب به وجه عبد الله بن رواحة فشجه
شجة مأمومة‏.‏وانكفأ كل رجل من المسلمين على رديفه فقتله غير رجل
واحد من اليهود أعجزهم شداً، ولم يصب من المسلمين أحد‏.‏وبصق رسول
الله صلى الله عليه وسلم في شجة عبد الله بن رواحة فلم تقيح، ولم تؤذه حتى مات‏.