المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حفصة بنت عمر


vip_vip
08-27-2010, 11:14 PM
حفصة بنت عمر

أم المؤمنين



السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ،
ولدت قبل المبعث بخمسة أعـوام ، وتزوّجها
النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- سنة ثلاث من الهجرة ، بعد أن
توفي زوجها المهاجر ( خنيـس بن حذافـة السهمـي ) (http://www.ataaalkhayer.com/)الذي توفي
من آثار جراحة أصابته يوم أحـد ، وكان من السابقين الى
الإسـلام ، هاجر الى الحبشـة وعاد الى المدينة وشهد بدراً وأحداً
فترمَّلت ولها عشرون سنة

الزواج المبارك
تألم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لابنته الشابة كثيراً ،
ولألمها وعزلتها ، وبعد انقضاء عدّتها أخذ يفكر لها بزوج جديد
، ولمّا مرت الأيام ولم يخطبها أحد قام بعرضها على أبي بكر -
رضي الله عنه- فلم يُجِبّه بشيء ، وعرضها على عثمان بن عفان
-رضي الله عنه- فقال :( بدا لي اليوم ألا أتزوج ) فوَجَد عليهما
وانكسر ، وشكا حاله الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال
له :( يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوّج عثمان من
هو خير من حفصة )

ومع أن عمر -رضي الله عنه- من الهمّ لم يفهم معنى كلام
الرسـول الكريـم ، إلا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خطبها ،
ونال عمر شرف مصاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوَّج
النبي عثمان بابنته ( أم كلثوم ) بعد وفاة أختها ( زينب ) ، وبعد
أن تمّ الزواج لقي أبو بكر عمر -رضي الله عنهما- فاعتذر له
وقال :( لا تجـدْ عليّ ، فإن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم-
كان قد ذكر حفصة ، فلم أكن لأفشي سِرّه (http://www.ataaalkhayer.com/)، ولو تركها لتزوّجتها )

بيت الزوجية
ودخلت حفصة بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثالثة الزوجات
في بيوتاته عليه الصلاة والسلام ، بعد سودة وعائشة ، أما
سودة فرحّبت بها راضية ، وأمّا عائشة فحارت ماذا تصنع بابنة
الفاروق عمر ، وسكتت أمام هذا الزواج المفاجيء ، الذي تقتطع
فيه حفصة ثلث أيامها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن
هذه الغيرة تضاءلت مع قدوم زوجات أخريات ، فلم يسعها إلا أن
تصافيها الودّ ، وتُسرّ حفصة لودّ ضرتها عائشة ، وعندها حذّر
عمر بن الخطاب ابنته من هذا الحلف الداخلي ، ومن مسايرة
حفصة لعائشة المدللة ، فقال لها :( يا حفصة ، أين أنت من
عائشة ، وأين أبوكِ من أبيها ؟)

الجرأة الأدبية
سمع عمر -رضي الله عنه- يوما من زوجته أن حفصة تراجع
الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالكلام ، فمضى إليها غاضباً ،
وزجرها قائلاً :( تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله ،
يا بُنيّة ! لا يغرنّك هذه التي أعجبها حسنها وحبُّ
الرسول -صلى الله عليه وسلم- إياها ، والله لقد علمت أن
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لولا أنا لطلّقك (http://www.ataaalkhayer.com/) )
ولكن على الرغم من تحذير أبيها لها ، كانت تتمتع حفصة بجرأة
أدبية كبيرة ، فقد كانت كاتبة ذات فصاحة وبلاغة ، ولعل هذا ما
يجعلها تبدي رأيها ولو بين يدي
الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ، فقد رويَ أن
الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- قد ذكر عند حفصة أصحابه
الذين بايعوه تحت الشجرة فقال :( لا يدخل النار إن شاء الله
أصحاب الشجـرة الذين بايعوا تحتها ) فقالت حفصـة
:( بلى يا رسـول الله ) فانتهـرها ، فقالت حفصـة الآية الكريمة
قال تعالى :"( وإنْ منكم إلا واردُها كان على ربِّك حتماً مقضياً ") (http://www.ataaalkhayer.com/)

فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-
قال الله تعالى :"( ثم ننجي الذين اتقوا ونذرُ الظالمين فيها جثِيّاً ") (http://www.ataaalkhayer.com/)


الطـلاق
طلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- حفصة طلقةً رجعية ، وذلك
لإفشائها سِرّاً استكتمها إيّاه ، فلم تكتمه ، وقصة ذلك أن
النبي -صلى الله عليه وسلم- خلا يوماً بمارية -رضي الله عنها-
في بيت حفصة ، فلمّا انصرفت مارية دخلت حفصة حجرتها
وقالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- :( لقد رأيت من كان عندك ،
يا نبي الله لقد جئت إليّ شيئاً ما جئت إلى أحدٍ من أزواجك في
يومي ، وفي دوري وفي فراشي ) ثم استعبرت باكية ، فأخذ
الرسول -صلى الله عليه وسلم- باسترضائها فقال :( ألا ترضين
أن أحرّمها فلا أقربها ؟) قالت :( بلى ) فحرّمها وقال لها :
( لا تذكري ذلك لأحدٍ ) ورضيت حفصة بذلك ، وسعدت ليلتها
بقرب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا أصبحت الغداةَ ، لم
تستطع على كتمان سرّها ، فنبّأت به عائشة ، فأنزل الله تعالى
قوله الكريم مؤدِّباً لحفصة خاصة ولنساء النبي عامة

قال الله تعالى :"( وإذْ أسَرَّ النَّبِيُّ إلى بَعْضِ أزْوَاجه حَديثاً ، فلمّا (http://www.ataaalkhayer.com/)

نَبّأتْ بِهِ وأظهَرَهُ اللّهُ عليه عَرَّفَ بعضَه وأعْرَض عن بَعْضٍ فلمّا (http://www.ataaalkhayer.com/)

نَبّأهَا بِهِ قالت مَنْ أنْبَأكَ هَذا قال نَبّأنِي العَلِيمُ الخَبيرُ " (http://www.ataaalkhayer.com/)

)سورة التحريم آية ( (http://www.ataaalkhayer.com/)3 )

فبلغ ذلك عمر فحثا التراب على رأسه وقال :( ما يعبأ الله بعمر
وابنته بعدها ) فنزل جبريل -عليه السلام- من الغَدِ على
النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال :( إن الله يأمرك أن تُراجِعَ
حفصة رحمة بعمر ) وفي رواية أن جبريل قال :( أرْجِع حفصة ،
فإنها صوّامة قوّامة ، وإنها زوجتك في الجنة )

اعتزال النبي لنسائه
اعتزل النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه شهراً ، وشاع الخبر
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد طلّق نساءه ، ولم يكن أحد
من الصحابة يجرؤ على الكلام معه في ذلك ، واستأذن عمر عدّة
مرات للدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤذن له ،
فذهب مسرعاً الى بيت حفصة ، فوجدها تبكي فقال :(
لعلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قد طلّقك ؟ إنه كان قد طلّقك
مرةً ، ثم راجعك من أجلي ، فإن كان طلّقك مرّة أخرى لا أكلمك
أبداً )

ثم ذهب ثالثة يستأذن في الدخول على
الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأذِنَ له ، فدخل عمر
والنبي -صلى الله عليه وسلم- متكىء على حصير قد أثر في
جنبه ، فقال عمر :( أطلقت يا رسول الله نساءك ؟) فرفع
-صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال :( لا) فقال عمر :( الله أكبر )
ثم أخذ عمر وهو مسرور يهوّن على
النبـي -صلى الله عليه وسلم- ما لاقى من نسائـه ، فقال عمر :
( الله أكبر ! لو رأيتنا يا رسـول اللـه وكنّا معشر قريش قوماً نغلِبُ
النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم فطفق
نساؤنا يتعلّمن من نسائهم ، فغضبتُ على امرأتي يوماً ، فإذا هي
تراجعني ، فأنكرت أن تراجعني ، فقالت :( ما تُنْكِر أن راجعتك ؟
فوالله إن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليراجعْنَهُ ، وتهجره
إحداهنّ اليوم الى الليل ) فقلت :( قد خاب من فعل ذلك منكنّ
وخسِرَتْ ، أفتأمَنُ إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذاً هي قد هلكت ؟)
فتبسّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فقال عمر :( يا رسول الله ، قد دخلت على حفصة فقلت :
( لا يغرنّك أن كانت جاريتك -يعني عائشة- هي أوْسَم وأحبُّ إلى
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منك ) فتبسّم
الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثانية ، فاستأذن
عمر -رضي الله عنه- بالجلوس فأذن له
وكان -صلى الله عليه وسلم- أقسم أن لا يدخل على نسائه شهراً
من شدّة مَوْجدَتِهِ عليهنّ ، حتى عاتبه الله تعالى ونزلت هذه الآية
في عائشة وحفصة لأنهما البادئتان في مظاهرة
النبي -صلى الله عليه وسلم- والآية التي تليها في
أمهات المؤمنين
قال تعالى :( إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا عَلَيه

فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك

ظهيرٌ ** عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُ أزواجاً خَيْراً منكُنَّ (http://www.ataaalkhayer.com/)

مُسْلِماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ ثَيَّباتٍ وأبكاراً ) (http://www.ataaalkhayer.com/)

000سورة التحريم آية ( 4 - 5 ) (http://www.ataaalkhayer.com/)

فما كان منهن وآيات الله تتلى على مسامعهن إلا أن قلنَ
قال تعالى :( سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير )



وارِثة المصحف
لقد عكِفَـت أم المؤمنين حفصـة على تلاوة المصحف وتدبُّره
والتأمـل فيه ، مما أثار انتباه أمير المؤمنين عمر
-رضي الله عنه- مما جعله يُوصي الى ابنته ( حفصة )
بالمصحف الشريف الذي كُتِبَ في عهد أبي بكر الصدّيق بعد
وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وكتابته كانت على العرضة
الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام
وفاته -صلى الله عليه وسلم- ولمّا أجمع الصحابة على أمر أمير
المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمامٍ
ينسخون منه مصاحفهم ، أرسل أمير المؤمنين عثمان الى أم
المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- :( أن أرسلي إلينا بالصُّحُفِ
ننسخها في المصاحف )فحفظت أم المؤمنين الوديعة الغالية بكل
أمانة ، وصانتها ورعتها

وفاتها
وبقيت حفصة عاكفة على العبادة ، صوّامة قوّامة إلى أن توفيت
أول ما بويع معاوية سنة إحدى وأربعين ، وشيّعها أهل المدينة
الى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات (http://www.ataaalkhayer.com/)المؤمنين - رضي الله عنهن-