المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفحة يوم الجمعة


adnan
03-07-2014, 09:23 PM
الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين



فادى نضال
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144974f2141ed57c&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1

أعطني قلبك، ماذا دهاك ؟!
ما لي أراك تزفر نارًا تكاد تحرق مَن حولك،
وعبراتك تخنقك كحبل من مسَدٍ لفَّ على نحرك؟!
قال: أحبابي قد ظعنوا وارتحلوا بلا رجعة.
قلت: سل الله أن يحفظهم، وتوكَّل عليه فهو حسبك، وهو الكفاية،
واعلم أن لكل شيء نهاية، وأن لكل شيء موعدًا،
فإن لم يتركوك اليوم فسيتركونك غدًا،
وإن لم يتركوك فأنت - لا محالة - تاركهم بفجيعة،
فالموت يرحل بأحدكم بلا رجعة للدنيا،
ولو أن كل من أحبَّ شيئًا في الدنيا ناله وطاله، لما رأيت حزينًا فيها،
ولا كئيبًا بمآسيها، ولكنها الأقدار،
والسعيد مَن رَضِي وسلَّم لله الواحد الجبار، فهذا حال الدنيا:
ساعة حلوة وساعة مرّة، فاشكر الله على الحلوة،
واستعن به على المرة، واعلم أن الكل صائر إلى زوال،
وما طلعت شمسٌ إلا من بعد مغيب، وما وجبت من غير زوال،
وما فاد في يوم عويل ولا نحيب،
فسل الله الثبات والصبر والشفاء من فجيعتك، والإجارة في مصيبتك،
وارضَ بالمقسوم والمكتوب تَعِش حُرًّا؛ فعسى أن يكون ذلك خيرًا،
فإن الذي ابتلاك بهذا لهو أرحم الراحمين،
وهو يعلم داءك ودواءك وهو المعين، وما ابتلاك ليهلكك
وإنما ليطهرك ويصنع منك رجلاً جلدًا،
وتذكَّر أن الأنبياء أشد الناس ابتلاء، ثم مَن كان في دينه صلدًا،
واعمل على إن لم تجتمع بهم في الدنيا أن تجتمع بهم في الجنة،
وسل الله - سبحانه وتعالى - ذلك؛ إنه الوكيل ذو المنّة،
فالمرء مع مَن أحب يوم القيامة، فلتكونوا مع بعضكم في جنة وسلامة،
ولا تكونوا مع بعضكم في سواها.

أَلاَ إِنَّمَا الدُّنْيَا غَضَارَةُ أَيْكَةٍ إِذَا اخْضَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ جَفَّ جَانِبُ
وَمَا الدَّهْرُ وَالآمَالُ إِلاَّ فَجَائِعٌ عَلَيْهَا وَمَا اللَّذَّاتُ إِلاَّ مَصَائِبُ
فَلاَ تَكْتَحِلْ عَيْنَاكَ مِنْهَا بِعَبْرَةٍ عَلَى ذَاهِبٍ مِنْهَا فَإِنَّكَ ذَاهِبُ