المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفارس مجزأة بن ثور السدوسى


adnan
03-21-2014, 03:06 PM
الأخت / الملكة نـــور


الصحابي الفارس مجزأة بن ثور السدوسي

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144da1f3d6dcd5ec&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1

أصدر الخليفة عمر بن الخطاب أمره إلى جيش المسلمين بقيادة أبي موسى الأشعري

بالتوجه إلى الأهواز لتتبع الهرمزان والقضاء عليه ، و تحرير مدينة (تُسْتر)

الفارسية . و قد جاء في الأمر الذي وجهه الخليفة لأبي موسى الأشعري

أن يصحب معه الفارس الباسل مجزأة بن ثور السدوسي . صدع أبو موسى

بالأمر فجهز جيشه ، و انطلق إلى مدينة تستر ، التي انحاز إليها الهرمزان

حيث كانت هذه المدينة أكثر مدن فارس جمالاً ، و أبهاها طبيعة ، و أقواها تحصُّن .



عسكرت جيوش المسلمين حول خندق تستر، و ظلت ثمانية عشر شهراً

( و يقال ثمانية أشهر فقط )) لا تستطيع اجتيازه ، وخاضت مع جيوش

الفرس خلال تلك المدة ثمانين معركة .



و قد أظهر مجزأة بن ثور في هذه الحروب شجاعة نادرة ، أذهلت العقول ،

قد تمكَّن من قتل مائة فارس مبارزة ، فأصبح اسمه يثير الرعب في نفوس

الفرس ، و يبعث النخوة و العزة في صدور المسلمين .



ثم انتقل المسلمون بعد هذا الصبر الطويل من حال سيئة إلى أخرى أشد

سوءاً ؛ فقد أخذ الفرس يمطرونهم من أعالي الأبراج بسهامهم الصائبة

و جعلوا يدلُّون من فوق الأسوار سلاسل من الحديد ، في نهاية كل سلسلة

كلاليب متوهجة من شدة ما حميت بالنار ، فإذا أراد أحد جنود المسلمين

تسلق السور أو الاقتراب منه أنشبوها فيه ، فيحترق جسده ويتساقط لحمه

وبينما كان أبو موسى الأشعري يتأمل سور تستر العظيم يائساً من اقتحامه ،

سقط أمامه سهم ، قُذف نحوه من فوق السور ، فنظر فيه فإذا فيه رسالة



تقول : " لقد وثقت بكم معشر المسلمين ، وإني أستأمنكم على نفسي ومالي

، ولكم عليَّ أن أدلَّكم على منفذ تنفذون منه إلى المدينة .فكتب أبو موسى

أماناً لصاحب السهم وقذفه إليه ، تسلل صاحب السهم إلى المسلمين في الليل



و قال لأبي موسى :

" لقد آثرتُ عدلكم على ظلم الهرمزان ـ فقد عدا علينا و قتل ونهب ،

و عزمت أن أساعدكم في الوصول إلى داخل المدينة ، فأعطني إنساناً قوياً

عاقل ، يتقن السباحة حتى أرشده إلى الطريق ".



ـ فقال مجزاة :

" اجعلني ذلك الرجل أيها الأمير ".



فقبل أبو موسى .مضى مجزأة بن ثور تحت جنح الظلام مع ذلك الرجل

الفارسي ، فأدخله في نفق تحت الأرض يصل بين النهر والمدينة .

عاد مجزأة بن ثور بعد أن تعرف على الطريق ، و كان أبو موسى قد أعدَّ

ثلاثمائة فارس من أشجع جنود المسلمين ، و أقدرهم على السباحة ، و جعل

التكبير علامة على دعوة جند المسلمين لاقتحام المدينة ، و مضى بهم تحت

جنح الظلام .



* ظل مجزأة بن ثور وجنده البواسل وقتاً طويلاً يصارعون عقبات الطريق

و لما بلغوا المنفذ المؤدي إلى المدينة ، وجد مجزأة أن الطريق لم يُبق له

من أصحابه سوى ثمانين رجل ... و ما إن وصلوا أرض المدينة حتى جردوا

سيوفهم ، و انقضوا على حماة الحصن فأغمدوها في صدورهم ، ثم فتحموا

الأبواب وهم يكبرون ، و تدفق المسلمون على المدينة عند الفجر ، ودارت

بينهم و بين أعداء الله معركة حامية الوطيس ، قلما شهد تاريخ الحروب مثله .



وفاته

و فيما كانت المعركة قائمة أبصر مجزأة بن ثور الهرمزان في ساحتها

فقصده ؛ و تبارزا مجزأة و الهرمزان بسيفهم ، فضرب كل منهما صاحبه

ضربة قاضية ، فارتد سيف مجزأة وأصاب سيف الهرمزان ، فخرَّ البطل

الباسل صريعاً على أرض المعركة و عينه قريرة بما حقق الله على يديه .

و واصل جند المسلمين القتال حتى كتب الله لهم النصر ، و وقع الهرمزان

أسير ، وانطلق المسلمون إلى المدينة يحملون بشائر النصر للفاروق عمر ،
ويعزونه باستشهاد الصحابي الفارس مجزأة بن ثور السدوسي