المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زينب بنت جحش


vip_vip
08-31-2010, 05:50 PM
زينب بنت جحش

أم المؤمنين


" أسرعكـنّ لِحاقاً بي أطولَكُـنَّ يداً " (http://www.ataaalkhayer.com/)


حديث شريف

زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صيرة بن مرّة بن كثير بن
غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ، أم المؤمنين وأمُّها أميمة بنت
عبد المطلب عمّـة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولدت
بمكة قبل البعثة بسبع عشرة سنة وكانت من المهاجرات الأول ،
أسلمت قديماً

زواجها من زيد (http://www.ataaalkhayer.com/)
كان زيد بن حارثة مولى للسيدة خديجة -رضي الله عنها- ، فلمّا
تزوّجها الرسول -صلى الله عليه وسلم-وهَبَته له ، وتبناه
الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأصبح زيد بن محمد ، وبعد
الإسلام نزل قوله تعالى :( وادعوهم لآبائهم ) فعاد من جديد زيد
بن حارثة

وأما قصة زواجه من السيـدة زينـب تعود الى أن زينب قد خطبها
عدّة من قريش فأرسلت أختـها ( حمنة )
الى رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- تستشيره ، فقال
الرسـول -صلى الله عليه وسلم- :( أين هي ممن يُعلّمها كتاب
ربّها وسنّة نبيها ؟) قالت حمنة :( ومن هو يا رسـول الله ؟)
قال :( زيد بن حارثة ) فغضبت ( حمنة ) غضباً شديداً وقالت :(
يا رسول الله ! أتزوج ابنة عمّتك مولاك ؟!) وعادت الى زينب
فأخبرتها ، فغضبت زينب وقالت أشد من قول أختها فأنزل
الله تعالى
قال تعالى :
"( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله (http://www.ataaalkhayer.com/)
أمراً أنْ يكون لهم الخِيرة من أمرهم ") (http://www.ataaalkhayer.com/)


فأرسلت زينـب الى الرسـول -صلى الله عليه وسلم- وقالت :( إني
استغفر الله وأطيع الله ورسولـه ، افعل يا رسول الله ما رأيت )
فزوّجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- زيداً ، فكانت أزراً عليه ،
وشكاها زيد الى الرسول الكريم ، فعاتبها
الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال لزيد :( أمسِكْ عليك زوجك
واتّق الله ) فقال زيد :( أنا أطلقها ) وطلقها زيد -رضي الله عنه- (http://www.ataaalkhayer.com/)

تزويج من السماء
وبينما الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- عند السيـدة عائشـة ،
إذ أخذتـه غشيـةٌ فسُـرِّي عنه وهو يبتسـم و يقـول :( من يذهب
الى زينـب يُبشِّرُها ؟) وتـلا

قال تعالى :( وإذْ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمتَ عليه أمسكْ (http://www.ataaalkhayer.com/)
عليك زوجكَ واتقِ اللهَ وتُخْفي في نفسكَ ما اللهُ مُبْدِيه وتَخْشى (http://www.ataaalkhayer.com/)
الناس والله أحقُّ أن تخْشَاهُ ، فلمّا قضى زَيْدٌ منها وَطَراً زَوَّجْنَاكها (http://www.ataaalkhayer.com/)
لكي لا يكون على المؤمنين حَرَجٌ في أزواج أدْعيائهم إذا قضوا (http://www.ataaalkhayer.com/)
منهنّ وَطَراً ، وكان أمْرُ اللهِ مَفْعولاً ) (http://www.ataaalkhayer.com/)


فعندما انقضت عِدّة زينب -رضي الله عنها- قال
الرسول -صلى الله عليه وسلم- لزيْد بن حارثة :( اذهب فاذْكرها
عليّ ) فانطلق حتى أتاها وهي تخمّرُ عجينها ، قال :( فلمّا رأيتها
عظمَتْ في صدري حتى ما أستطيع أن أنظـر إليها ، وأقول إن
رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكرها فولّيتُها ظهري ،
ونكصت على عقبي وقُلتُ :( يا زينب أبشري أرسلني
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرك ؟) قالت :( ما أنا
بصانعةٍ شيئاً حتى أؤامِرَ ربيّ عز وجل )فقامت الى مسجدها
ونزل القرآن وجاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- فدخل عليها

تقول السيدة زينب :( لمّا انقضتْ عِدّتي لم أعلم إلا
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد دخل عليّ بيتي ، وأنا
مكشوفة الشعر ، فعلمت أنه أُمِرَ من السماء ، فقلت :(
يا رسول الله : بلا خطبة ولا إشهاد ؟!)
قال -صلى الله عليه وسلم- :( الله زوّجَ وجبريل الشاهد ) وتزوّج
الرسول -صلى الله عليه وسلم- امرأة زيد بعده (http://www.ataaalkhayer.com/)، وانتفى ما كان
أهل الجاهلية يعتقدونه من أن الذي يتبنى غيره يصير ابنه

وكانت وليمة العرس حافلة مشهودة ، ذبح
النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- شاة ، وأمر ( أنس بن مالك ) أن
يدعوَ الناس الى الوليمـة ، فترافدوا أفواجاً أفواجاً ، يأكل كل فوج
ويخرج ، ثم يدخل فوجٌ آخر ، حتى أكلوا كلُّهم

الفخر
لقد كانت السيدة زينب تفتخر بزواجها من
الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتقول :( يا رسول الله إني والله
ما أنا كإحدى نسائِكَ ، ليست امرأة من نسائِك إلا زوّجها أبوها
أو أخوها أو أهلها ، غيري زوّجِنيك الله من السماء ) وقد كانت
رضي الله عنها- تفتخر على نساء النبي -صلى الله عليه وسلم-
فتقول :( زوّجكُنّ أهاليكنّ ، وزوّجني الله تعالى من فوق سبع
سموات ) فلمّا سمعتها السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت
:( أنا التي نزل عذري من السماء ) فاعترفت لها زينب
-رضي الله عنها- (http://www.ataaalkhayer.com/)

السخاء والجود
لقد سميت السيدة زينب بأم المؤمنين ومفزع اليتامى وملجأ
الأرامل ، وقد اكتسبت تلك المكانة بكثرة سخائها وعظيم جودها
، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لنسائه :( أسْرعكُنّ
لحاقاً بي أطوَلَكُنّ يداً ) تقول السيدة عائشة :( كنا إذا اجتمعنا في
بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نمدُّ أيدينا
في الجدار نتطاول ، فلم نَزَل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت
جحش ، ولم تكن بأطولنا ، فعرفنا حينئذٍ أن
النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما أراد طولَ اليدِ بالصدقة ،
وكانت زينب امرأةً صناعَ اليد ، فكانت تَدْبَغُ وتخرزُ وتتصدق به
في سبيل الله تعالى ) (http://www.ataaalkhayer.com/)

وبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان عطاؤها اثني عشر
ألفاً ، لم تأخذه إلا عاماً واحداً ، فجعلت تقول :( اللهم لا يدركني
هذا المالُ من قابل ، فإنه فتنة ) ثم قسّمته في أهل رَحِمِها وفي
أهل الحاجة ، فبلغ عمر فقال :( هذه امرأة يُرادُ بها خيراً ) فوقف
عليها وأرسل بالسلام ، وقال :( بلغني ما فرّقت ، فأرسل بألف
درهم تستبقيها ) فسلكت به ذلك المسلك

وفاتها
توفيـت السيـدة زينـب سنـة عشريـن من الهجـرة وهي بنـت
خمسيـن ، وصلّى عليهـا عمـر بـن الخطـاب أميـر المؤمنيـن ،
ودُفنـت في البقيـع -رضـي اللـه عنها-

قالت السيدة عائشة :( رحِمَ الله زينب ، لقد نالت في الدنيا الشرف
الذي لا يبلغه شرف ، إن الله زوّجها ، ونطق به القرآن ، وإن
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لنا :( وأسْرَعَكُنّ بي لُحوقاً
أطولكُنَّ باعاً ) فبشَّرها بسرعة لحوقها به ، وهي زوجته في
الجنة )