المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت والقران


هيفولا
04-04-2014, 08:27 AM
أنت والقران

القرآن..
لا تتعامل معه كالمرابي اليهودي ...
اقول لك: لا تضع حدودا ولا حواجز ولا عوائق امامك..
إنما وضعت التقسيمات – إلى أجزاء والى أحزاب –
لتسهل الانطلاق (في الحفظ) لا لتعيقه..
فانطلق إذا.. كالمهر الطليق في براري الضياء..
لا حواجز ولا عوائق..
انطلق بلا حدود أيها الفارس العتيق.
واستغل ان الخيول تجهل قوانين المرور..
لا "قف" ولا "تمهل" لا "طريق وعر" ولا "منحنى خطر"..
وحلق فيه عاليا، لا تدع النسر الرابض على كتفيك يتقاعد..
لن يرهقك التحليق صعودا. بل سيريحك، في كل مرة اكثر.

دعه يتقدم في مجاهلك ومغاورك وعقدك ومخاوفك..
دعه يطرد الخفافيش التي عشعشت منذ أجيال في زواياه..
دعه يطرد – بنوره – تلك الظلمة الكئيبة.. وذلك الحزن المقيم..

افتح له نوافذ قلبك، أزح الستائر المسدلة والأغطية العتيقة..
انفض برياحه الغبار المتراكم على صماماتك، ولتغمد الشمس نفسها في حياتك..
فليتقدم، كما الربيع- ليكون فصلك الأساسي والنهائي،
بعدما تعاقبت على حياتك الفصول تلو الفصول:
فصل الزمهرير، فصل الخيبة، فصل اليأس، فصل السبات، دواليك..

ليكن ربيعا لقلبك: تزهر فيه الأغصان الجرداء.. وتخضر الأرض القاحلة..
وتطلق النوارس فيه صرخات العودة..
اقول لك: دعك من حسابات المرابي اليهودي وخذ الأمر بشكل شخصي جدا.
اعتبر انه قصة حياتك. وبين دفتيه اعرف لتغترف..

قل لنفسك: نعم. هنا وضعك الله في الاختبار.
هنا فشلت. هنا أزلك الشيطان. وهنا أخرجك من الجنة.
وقل لنفسك: وهنا هداني الله. هنا عدت إليه.
وهنا تبت إليه وطرقت أبوابه، وهنا قبلني وفتح لي أبوابا ما اغلقها قط..
وقل لنفسك: وهنا سوف أهاجر، وهنا سوف اصبر،
وهنا سوف اوجه وجهي إليه، أسلم نفسي إليه.
وهنا سوف يعزني بعد ذل. ويقويني بعد ضعف. ويغنيني بعد حاجة…
ليكن قصة حياتك، تستكشف فيه ما سيطلع لك..
ويكذب المنجمون دوما لكن يصدق هو..
اقرأه بلهفة من استطاع ان يطلع على الغيب ويريد ان يعرف ماذا سيحصل له..
ليكن شخصيا جدا: لتكن أسباب نزوله، أسباب صعودك.

عندما تقرأه دعه يقرئك…
لا تدعه كتابا على الرف: ليكن مفتاحك ودرعك ووسادتك وبوصلتك ورادارك..
ولا تكن بخيلا على حياتك. فتحدد وتقسم. ولا تقرا بعدها الا جزء واحد كل يوم..
بل انطلق، كالمهر الحر، في البراري الفسيحة.
وليكن الافق سرجك ولجامك..

من "الذين لم يولدوا بعد"






هيفولا:o