المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بنتي بين الخلق و العصرية


adnan
04-04-2014, 10:14 PM
الأخ الدكتور / نور المعداوي





بنتي بين الخُلُق و العصرية
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452770ad8540d92&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
بنتي بين الخُلُق و العصرية -- حوار رائع - نتفق أو نختلف
كم أعاني كثيرا من ابنتي بعد أن وصلت سن الخامسة عشر من عمرها
فبعد أن كانت طفلة هادئة لا تتجاوز رغباتها ما نضعه لها نحن في المنزل
من الأفلام الكرتونية الإسلامية والألعاب الهادفة في الحاسب الآلي من
مسابقات وبرامج متنوعة مع ما يكون في هذه البرامج من بعض التجاوزات
الشرعية كالموسيقى مثلاً لأن التحكم فيها من خلال إلغائها قد اعتاد عليه
أبنائي .أما الآن فابنتي قد كبرت وأصبحت تحس بالملل في بيتها وهي
تطالبنا بطلبات نتحرز من تنفيذها لها لما فيها من المحظورات الشرعية
فمثلا قد أجبرتنا أن نحضر لها أنتل لمشاهدة برامج الأطفال فقط في القناة
الأولى وشفقة عليها وعلى أخواتها بسبب الملل الذي يحسونه نفذنا رغبتها
وبالتدريج أصبحوا يشاهدون الأفلام التي تعرض في القناتين الأولى
والثانية وعلى رغم مراقبتي لهذه الأفلام لحرصي ألا يشاهدوا ما يؤثر
على أخلاقهم لكن ضميري بات يؤنبني وخشيت من غضب الله علي
فأخذت الأنتل وحاولت إقناعهم وإحضار البديل المؤقت لهم من أفلام
كرتونية إسلامية المشكلة هي أن أباهم مشغول عنهم بأمور الخير من
قرآن ودروس للعلم ومساعدة الناس وقضاء حوائجهم وهو ليس عنده
استعداد للجلوس معهم وتربيتهم بحجة أنني عندي بعض العلم وقادرة
على التربية وقد كفيته هذا الأمر وهذا ما يردده علي كلما ناقشته بأمر
التربية !!!!! علما إني أقوم ببعض الواجبات الدعوية وقد بدأت أقلص
من هذه النشاطات حرصاً على بنياتي لأني أحسست أنهن وصلن مرحلة
هم بأمس الحاجة إلي وخاصة ابنتي الكبيرة فإني أعاني منها كثيراً فهي
تمتاز بعقلية فذة وذاكرة قوية

ولله الحمد ولكن بدأت تحس بغربة بين زميلاتها وقريباتها بدعوى
عدم التزامها بما يسمى كذبا وبهتانا " الموضة " من بعض الملابس
والأزياء المخالفة للشرع ..!!! حتى وصلت إلى درجة الانطوائية ففي
الإجتماعات العائلية تنزوي في مكان ولا تذهب مع من هم في سنها
وأناقشها في هذا الأمر فتبين لي بعد إلحاح أنهم لا يريدونها وهذا ليس
نقص في شخصيتها أو عدم قدرة في الحديث معم أو عدم أناقتها بل إنها
أذكى منهم جميعا وأشطر منهم جميعا حتى أن بعض أقاربها يتعجبون من
ذكائها وفطنتها لأنهم يقارنون بينها وبين بناتهم فيجدون الفرق واسعاً
كذلك أناقتها فإننا نشتري لها أفضل الملابس وأجملها حتى لا تحس
بالنقص بل وتنال إعجاب الجميع بتسريحتها وأناقتها إلا أن لبسها
لا يستحسنه أترابها لأنه لبسُ متحشم!!

القضية هي ذكائها الذي أتعبنا أو أتعبني أنا لأن أباها مهما كلمته فهو في
وادٍ ثاني كما أسلفت من طلب اعلم وتعليم الناس وقضى حوائجهم ... الخ ..!!!!؟
فكرت أن أشغلها في إدخالها معهد للحاسب الآلي وهذا لا فائدة فيه لأنه
تقريباً قد ألمت بجميع البرامج وتعلمت الكثير بل إن الناس يتصلون عليها
إذا حدثت مشكلة في الحاسب فتحلها لهم فأصبحت تلح علي بإدخال
الإنترنت وبالفعل اشتركنا وأدخلنا المواقع الإسلامية فقط وسمحت لها
أن تتصفحه وكانت في البداية تصفحات بريئة فتطور الأمر إلى أشياء لم
تكن بالحسبان فبحكم ذكائها استطاعت أن تضع لها موقع وإيميل وما
سنجر وتدردش فتداركت الأمر وحسمته وألغيته وعاتبتها وناقشتها
وأبدت أسفها لي واستغفرت وتابت والسبب يعود لتساهلي معها في هذا
الأمر ولكن لم أتخيل أن تصل البنت لهذه الدرجة في استخدام الانترنت
المهم الحمد لله حسمت الموضوع وانتهت هذه القضية بسلام والآن تعاني
ابنتي من فراغ كبير حتى أوقات الدراسة لأنها تنتهي من واجباتها
بسرعة عجيبة وتحفظ القرآن بسرعة .. وتأتي إلي تجادل وتتأفف
من وضعها في البيت فهي انحر مت من الإنترنت ومن التلفزيون
ولا تريد مشاهدة الفيديو ولا تريد اللعب بالحاسب ولا تريد القراءة
باستثناء المجلات والقصص وقد جربت معها جميع الوسائل ولا فائدة
حتى أصبحت تجلس في غرفتها ولا تخرج إلا نادراً وإذا خرجت جلست
قليلاً وهي صامتة لا تتكلم أو تخلد إلى النوم وهو ليس وقتاً للنوم والأب
لا يهتم بهذه القضية وإني أخشى عليها من هذا الكبت الذي تعيشة في
بيتها أن يولد شيئاً آخر وهذا الشيء سيمر على إخوتها من بعدها لأن
هذه طريقة حياتنا ..!!!؟ فهل أعيد التلفاز لهن لعله يقضي عنهن بعض
الأوقات ولا تقولوا لي أحضري البديل في الأفلام الكرتونية الإسلامية فإن
الأدراج قد فاضت ولكنهن يردن الجديد والجديد فقط ..!! فهل جميع طلبة
العلم هذا حالهم مع أهلهم وأولادهم أم أنني وحدي أعاني أنا وبناتي من
الوحدة والفراغ وماذا أفعل مع أبنائي عامة وا بنتي الكبيرة خاصة ..
أريد حلاً عاجلا ولكم جزيل الشكر .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452770ad8540d92&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
الجواب

أختي الكريمة أشكر لك ثقتك وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد
والرشاد وأن يرينا و إياك الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا
ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبسا علينا فنظل أما عن استشارتك
فتعليقي عليها ما يلي :-

أولا :
أعانك الله ووفقك .. صدقيني استشعر ما تعانينه من هم ولكن أبشرك بأنك
بإذن الله مأجورة غير مأزورة فأنت تقومين بعمل عظيم يتعلق بمتابعة
أبنائك وتربيتهم التربية الصالحة .. فهل هناك أفضل من ذلك ..؟!
فاستمري وثقي أن ما تقدميه في هذا المجال من جهد وعرق وتعب
ستجديه في وقت أحوج ما تكونين إليه .. فاحتسبي هذا الجهد وهذه
الغيرة على أبناءك .. والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452770ad8540d92&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
ثانيا :
أما موقف زوجك هداه الله .. فما هكذا تورد الإبل .. فقد أقر صلوات الله
وسلامه عليه ما قاله سلمان الفارسي لأبي الدرداء رضي الله عنهما :

( إن لبدنك عليك حق ولأهلك عليك حق فأعطي كل ذي حق حقه )
الحديث

فالإسلام دين السماحة والشمولية .. والأبناء فعلا يحتاجون إلى والدهم
ليلاعبهم ويؤدبهم ويستمع إليهم .. ومها كانت والدتهم متعلمة وحريصة
فهي في النهاية يد واحدة واليد الواحدة لا تصفق كما يقال !!! وأقول لك
جميل لو ذكرتيه مرة وأخرى ..بهدوء بحاجة الأولاد إليه ليجعل لهم جزء من وقته .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452770ad8540d92&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
ثالثا :
أما عن ابنتك أصلحها الله وجعلها قرة عين لوالديها هي وإخوتها
فأقول أن ما تشعر به من ملل أمر عادي .. ويجب ألا تحملي الأمر أكثر
مما يحتمل .. ولعل مرحلتها التي تمر بها (( المراهقة )) هي التي تصبغ
تصرفاتها أحيانا بهذا الأمر والعزلة أحيانا وبعض المشاعر المتناقضة
فراقبي الأمر بهدوء ولا تشعريها أن هذا الأمر يقلقك .. بل تعاملي معه
وكأنه أمر عادي ..لأنه فعلا أمر عادي ..!!! فليس مطلوبا منا أن نحقق
لأبنائنا كل ما يشتهون أو يتمنون بغض النظر عن رؤيتنا الشرعية
والتربوية والإجتماعية ..!! وأما ما تشاهده من قريباتها أو تسمعه
فالواجب أن تشعريها بالثقة في النفس وأنها هي المحقة في تصرفاتها
لسبب بسيط هو أن الشرع هو الذي أمرنا بذلك .. والمسالة : حلال
أو حرام وليست مسالة (( موضة )) أو ((موديل )) أو ((أناقة)) وما
سوى ذلك من الأمور المباحة فالحمد لله وفروا لها ما استطعتم بضوابط
معينة .. تدرك معها أن الحياة لا تحقق لنا كل ما نتمناه .. ومثل هذه
التربية تشعرها بأن مطالبنا وأحلامنا قد لا تتحقق .. وهذا لا يعني الإنكسار
والحزن .. وطلب الشفقة ..!!! وهي نقطة أساسية في بناء شخصيتها
المستقبلية .. حتى ولو سمعتي منها التذمر والشكوى .. وربما البكاء
فهذا أمر عادي جدا .. ففي العالم آلاف المرضى والجوعى والأيتام
والمحرومين .. ماذا نقول عنهم ؟!! ضعيها في الصورة لتدرك حجم
النعمة التي تعيشها .. وذكريها أن الدنيا دار ممر للآخرة وأن النعيم
هو نعيم الجنة ..جمعنا الله وإياكم ووالدينا وذرياتنا بها .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452770ad8540d92&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1
رابعا :
جميل لو استغليتي ذكائها بإكسابها بعض الهوايات مثل الرسم والقراءة
وسيتبع القراءة محاولة الكتابة ... فشجعيها على كتابة بعض القصص
والمذكرات وهناك العديد من الكتب والقصص والمجلات المفيدة جدا
لمثلها . وجميل لو أحضرت لها بعض كتب السيرة وقصص الصحابة
والصحابيات رضي الله عنهم وأرضاهم وغيرها من كتب التاريخ ..
فستجد فيها الكثير من القيم والأفكار والعبر ..إضافة إلى مجلات مثل
الأسرة والشقائق ومجلة ولدي والفرحة وغيرها الكثير من المجلات
الهادفة إضافة إلى بعض مجلات الأطفال كمجلة ماجد وسنان .. فهذه
الأمور ستستقطع جزءا كبيرا من وقتها
*وهناك فكرة أن تتعلم دورة في الكمبيوتر على برنامج (( الفوتوشوب ))
أو (( الفرونت بيج )) وهي برامج للتصميم والرسم .. فيها جانب كبير
من جوانب الإبداع تستطيع من خلالها أن تعمل على جهاز الحاسب الآلي
.. وربما استفاد من جهدها وإبداعها العديد من الجهات .. وقد تستثمر هذا
الأمر في الدعاية والإعلان .. فمعظم هذه الوكالات الدعائية تعتمد كليا
عل برامج التصميم تلك !

* أمر آخر ..
ماذا لو اتفقت معها على تعلم العديد من الأطباق وصناعة الحلوى ..
وغير ذلك ووضعت لذلك برنامجا أسبوعيا .. لتصنعي منها – كما يقال-
امرأة مطبخ من الطراز الأول .. وشجعتيها على ذلك .. وكل هذه الأفكار
وغيرها ستملأ وقتها وتستثمر ذكائها وتكسبها الثقة في نفسها ..
وبالتالي بمجرد أن تتجاوز هذه المرحلة سيختفي الكثير مما تشاهدين حاليا .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452770ad8540d92&attid=0.9&disp=emb&zw&atsh=1
خامسا :
لقد كدت أن تورديها الهاوية عن طريق الإنترنت وغفلتك عنها أثناء
تعاملها معه فالحمد لله الذي أيقظك من هذه الغفلة ..!! لماذا .. لأن لدي
العشرات من القصص والمشكلات التي سببها (( الإنترنت والغفلة))
فكوني على حذر كبير .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452770ad8540d92&attid=0.10&disp=emb&zw&atsh=1
سادسا :
أما مسألة لباسها واحتشامها فذاك من فضل الله .. أسأل الله لك ولها
الهداية والسداد والرشاد والثبات حتى الممات .. وأوضحي لها أن كل
امرىء بما كسب رهين .. وكل سيحاسب بعمله إن خيرا فخير و إن شرا
فشر .. ولا يحزنها عدم تقبلها أحيانا من بعض أقرانها .. فهذه أمور
ثانوية تزول سريعا ..!! والمهم ألا تتعاملوا معها أنت وهي بحساسية .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452770ad8540d92&attid=0.11&disp=emb&zw&atsh=1
سابعا :
قبل هذا وبعده الدعاء بأن يوفقها الله ويصلحها ويهديها إلى كل خير
وأن يحرسها ويقيها من كل شر .. وألحي على الله بالدعاء وتحري
في ذلك مواطن الإجابة .. فالله قريب مجيب .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452770ad8540d92&attid=0.12&disp=emb&zw&atsh=1
ثامنا :
حاولي – كما أسلفت – ألا تشعري أبنائك بأنهم مظلومين ومساكين ..
وأنهم محرومين بل على العكس عددي لهم الإيجابيات الموجودة لديهم
وتعاملي معهم بشكل طبيعي ولا تقلقي فالأمر إن شاء الله طبيعي ولا يدعو
إلى القلق .. بل يستوجب الحذر !! وفقك الله لما يحبه ويرضاه

المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم