المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد من 68 إلى 71 / من فوائد لابن القيم


adnan
04-08-2014, 10:12 PM
الأخت / الملكة نـــور


من كتاب الفوائد لأبن القيم يرحمه الله
الفوائد من 68 إلى 71
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1453bfdf81ca55a8&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1

[68] (نصيحة) هلم إلى الدخول على الله ومجاورته في الجنة
هلم إلى الدخول إلى الله ومجاورته في دار السلام بلا نصب ولا تعب و لا
عناء بل من أقرب الطرق وأسهلها , و ذلك أنك في وقت بين وقتين ,
و هو في الحقيقة عمرك , و هو وقتك الحاضر بين ما مضى و ما يستقبل
, فالذي مضى تصلحه بالتوبة و الندم والاستغفار , و ذلك شيء لا تعب
عليك فيه و لا نصب , و لا معاناة عمل شاق , إنما هو عمل قلب ,
و تمتنع فيما يستقبل من الذنوب , و امتناعك ترك و راحة و ليس هو
عملا بالجوارح يشق عليك معاناته , و إنما هو عزم ونية جازمة تريح
بدنك و قلبك و سرك , فما مضى تصلحه بالتوبة , و ما يستقبل تصلحه
بالامتناع والعزم والنية, وليس للجوارح في هذين نصب ولا تعب, ولمن
الشأن في عمرك وهو وقتك الذي بين الوقتين فان أضعته أضعت سعادتك,
و نجاتك , و إن حفظته مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكر
نجوت و فزت بالراحة واللذة والنعيم. وحفظه أشق من إصلاح ما قبله
وما بعده , فان حفظه أن تلزم نفسك بما هو أولى بها وأنفع لها وأعظم
تحصيلا لسعادتها . وفي هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت, فهي والله أيامك
الخالية التي تجمع فيها الزاد لمعادك , أما إلى الجنة وأما إلى النار , فان
اتخذت إليها سبيلا إلى ربك بلغت السعاد العظمى , و الفوز الأكبر في هذه
المدة اليسيرة التي لا نسبة لها إلى الأبد, وان آثرت الشهوات و الراحات ,
و اللهو و اللعب , انقضت عنك بسرعة, و أعقبتك الألم العظيم الدائم الذي
مقاساته و معاناته أشق و أصعب و أدوم من معاناة الصبر عن محارم الله
والصبر على طاعته, ومخالفة الهوى لأجله .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1453bfdf81ca55a8&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
[69] علامة صحة الإرادة
علامة صحة الإرادة أن يكون هم المريض رضا ربه واستعداده للقائه ,
و حزنه على وقت مر في غير مرضاته , وأسفه على قربه و الأنس به .
وجماع ذلك أن يصبح و يمسي وليس له هم غيره .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1453bfdf81ca55a8&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
[70] استغن عن الناس بالله تعالى
إذا استغنى الناس بالدنيا استغن أنت بالله , و إذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت
بالله , و إذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله , و إذا تعرفوا بملوكهم
و كبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة و الرفعة فتعرف أنت إلى الله
و تودد إليه تنل بذلك غاية والرفعة .

قال بعض الزهاد :
ما علمت أن أحدا سمع بالجنة و النار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله
فيها بذكر أو بصلاة أو قراءة أو إحسان . فقال له الرجل: إني أكثر البكاء .
فقال : انك إن تضحك وأنت مقر بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مدل
بعملك , فان المدل لا يصعد عمله فوق رأسه .. فقال : أوصني . فقال:
دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها , وكن في الدنيا كالنحلة,
أن أكلت طيبا , و إن أطعمت أطعمت طيبا , وان سقطت على شيء
لم تكسره و لم تخدشه .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1453bfdf81ca55a8&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
[71] أقسام الزهد
الزهد أقسام : زهد الرام ؛ وهو فرض عين . و زهد في الشبهات ؛ و هو
بحسب مراتب الشبهة, فان قويت التحقت بالواجب , و إن كان ضعيفا كان
مستحبا . و زهد فيما لا يعني من الكلام والنظر و السؤال و اللقاء و غيره
. و زهد في الناس . و زهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في الله ..
و زهد جامع لذلك كله وهو الزهد فيما سوى الله, وفي كل ما شغلك عنه .

و أفضل الزهد إخفاء الزهد ,
و أصعبه الزهد في الحظوظ . و الفرق بينه و بين الورع أن الزهد ترك
مالا ينفع في الآخرة , و الورع ترك ما يخشى ضرره من الآخرة .
و القلب معلق بالشهوات لا يصح له زهد و لا ورع .

قال يحي بن معاذ :
عجبت من ثلاث : رجل يرائي بعمله مخلوقا مثله ويترك أن يعمله لله ,
و رجل يبخل بماله و ربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا , و رجل
يرغب في صحبة المخلوقين و مودتهم , والله يدعوه إلى صحبته و مودته