المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية الجدارة الوظيفية من منظور إسلامي ( 01 - 02 ) /تنمىة بشرية


adnan
04-16-2014, 10:04 PM
الأخت / غـــرام الغـــرام





أهمية الجدارة الوظيفية من منظور إسلامي
( 01 - 02 )




https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14565cea2d0d6fc2&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)





قد بين رسول الله صلي الله عليه وسلم أن من علامات الساعة

الفساد الإداري المتمثل في تنصيب غير المؤهلين ،

ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال:



( بينما النبي في مجلس يحدث القوم ،

جاءه أعرابي فقال : متى الساعة ؟

فمضى رسول الله صلي الله عليه وسلم يحدث ،

فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره،

وقال بعضهم: بل لم يسمع،

حتى إذا قضى حديثه قال: أين السائل عن الساعة ؟

قال: ها أنا يا رسول الله،

قال : إذا ضُيِّعَت الأمانة فانتظر الساعة

قال: كيف إضاعتها؟

قال : إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )

وعليه فمن الأمانة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب،

والرجل المناسب هو المؤهل لشغل وظيفة ما،

وقد دلت آيتان في القرآن أن الرجل المناسب أو المؤهل

هو من يتمتع بصفتين- بصرف النظر عن نوع الوظيفة- وهما:

الديانة والكفاءة، أو كما سماها الله " القوة والأمانة"

في سورة القصص- و" الحفظ والعلم " –

في سورة يوسف- قال تعالى :



{ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }

سورة القصص:26

قال تعالى :



{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }

سورة يوسف:55

وعليه فالكفاءة والديانة هما مؤهلا التوظيف ومعيار المفاضلة

عند تزاحم المتنافسين على الفرصة المتوفرة،

ويكون من الخيانة إقصاء الأكفاء لصالح غير الأكفاء .

والأكفاء هم الذين يستطيعون القيام بالعمل بإجادة وإتقان ،

وتقوم المؤسسات والشركات والدوائر الحكومية بوضع مواصفات معينة

للشخص المناسب المتقدم للوظيفة ،

لضمان توظيف الكفء في هذه الوظيفة ، وهو ما يُعرَف بـ " الجدارة ".

ومن تولى وهو غير كفءٍ كان ما يفسد أكثر مما يصلح ،

و من كان توظيفه من مبدأ الخدمة الشخصية – مع أنه غير كفء –

فإنه سيستغل وظيفته لما يخدم مصالحه ، فتنتشر الرشوة ، والسرقة ،

والكذب ، والتسلط ، ويؤول ذلك إلى الحقد ،

والضغينة بين الرئيس والمرؤوس ، وبين المرءوسين أنفسهم .

قال يزيد بن أبي سفيان :

[ قال لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام :

يا يزيد ، إن لك قرابة عسى أن تؤثرهم بالإمارة ,

وذلك ما أخاف عليك بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :



( مَنْ ولِيَ من أمرِ المُسلمينَ شيئًا فاحتجب دون خَلَّتِهم

وحاجتِهم وفقرِهم وفاقتِهم

احتجَب اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يومَ القيامةِ دون خَلَّتِه وحاجتِه وفاقتِه وفقرِه ) ]



المؤهل الأول : القوة

فالقوة هي المؤهل الأول لتولي المناصب والوظائف،

وقد أشاد النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمن القوي، فقال:



( المؤمن القويّ خيرٌ وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف )

رواه مسلم
والقوة في الوظيفة تختلف من مجال لآخر، وهي في كل مجال بحسبها،

كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقال :



[ القوة في كل ولايةٍ بحسبها ، فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة

القلب والخبرة بالحروب والمخادعة فيها ،

والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل

والقدرة على تنفيذ الأحكام ]
والقوة بالنسبة للموظف نوعان : جسدية ، ومعنوية ؛ فالجسدية :

هي قدرته على القيام بالعمل بأن لا يكون فيه عاهة

أو مرض يمنعه من القيام بالعمل ، و المعنوية : تعني القوة العلمية،

والتي تشمل التمكن في التخصص، واستغلال القدرات والإمكانات،

ومتابعة التطوير والتجديد، وهذا النوع من القوة مقدم على القوة المادية

وقد جمع الله تعالى بين القوتين للقائد طالوت الذي قال فيه



{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْم }

سورة البقرة : الآية 247
والذي يشعر أن فيه ضعفاً - بسببٍ صحيّ ، أو نفسيّ ،

أو قلةٍ في الخبرة - عليه أن ينصح لإدارته ولا يطلب أكثر من حقه ،

لأنه في الغالب لا يقوم بالعمل بشكل كامل ،

بل على الإدارة أن لا توليه هذا العمل الذي لا يستطيعه ،

فقد قال صلي الله عليه وسلم لأبي ذرّ :



( يا أبا ذرّ ، إني أراك ضعيفاً ،

وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمَّرنّ على اثنين ،

ولا توَلينّ مال يتيم )

وهذا الحديث يبين لنا أن الموظف إذا كان تقياً ،

فليس بالضرورة أن يكون قوياً على عمله.


وإلى لقاء فى الجزء الثانى إن شاء الله