المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الآباء صمام أمان


adnan
05-19-2014, 01:19 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين


الآباء صمام أمان

الآباء.. صمام الأمان من خطر التكنولوجيا على الأبناء
من المدهش أن نرى طفلا صغيرا لا يتجاوز عمره خمس سنوات بعد
يعرف كيف يستخدم أي جهاز إلكتروني مهما يكن متطوراً وبكل سهولة،
كما أصبحت مواصفات هديته التي يطلبها تفوق عمره بكثير،فبعد أن كانت
أقصى أمنيات والداه دراجة أو سيارة بالريموت كنترول أصبح هو الآن
يطلب الـ«لاب توب»، والـ «بلاى ستشين»، والأجهزة الحديثة الخاصة
بالإنترنت مثل الـ»أى باد»، الـ » بلاك بيري» وغيرهم، فهو يستطيع أن
يدخل إلى برامج الألعاب في أي جهاز وإتقان أي لعبة به. بل أيضا يمكنه
الاستماع إلى الأغاني واختيار ما يعجبه منها..

ولهذا علينا أن نفسر لماذا كل هذا الشغف بهذه التكنولوجيا
عند الأطفال والمراهقين. ومتى يكون التعامل معها نعمة
ومتى يصبح نقمة، وإلى ماذا يشير الإفراط في استعمالها،
وماذا عن الطفل أو المراهق الذي يصعب على الأهل السيطرة
على شغفه بالتكنولوجيا أو التحكّم فيه..

د.محمود عبد الرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي بكلية الطب
جامعة الأزهر في الطب النفسي يقول
إن تعلق الأطفال بالأجهزة الحديثة يرجع لإبهار تلك الأجهزة بعروضها
المفاجئة للأطفال الذين يبحثون دوما عما يشبع الفضول وحب التطلع،
وهذا يتكون مع الطفل منذ أن يتم عامه الأول ويخطو على قدميه نحو
الأشياء باحثا فيها، يدفعه الفضول وحب الاستطلاع والاستكشاف للبيئة
من حوله، وهذه هي أولى خطوات البحث العلمي دون علم ولكن بفطرة
وضعها الله سبحانه وتعالى فيه، ومن هنا فإن فطرة البحث لدى الطفل
عن الجديد وما يبهر هو ما يدفعه لتلك الأجهزة الحديثة، فالطفل الذى
يعرف كيف يستخدم هذه الأجهزة الحديثة مثل »تحميل» موسيقى أو صور
وألعاب منها، يكون في المستقبل راشدا يعرف كيف يدبر أموره
وتكون لديه مرونة في التفكير.

أما الأطفال الأكبر والمراهقين
فما يتوافر في تلك الأجهزة من ألعاب إلكترونية مثيرة للاهتمام، فعادة
ما يكون لدى المراهقين ولع بهذه الأجهزة لعرضها لمواد تستحوذ على
اهتماماتهم المرتبطة بمرحلة المراهقة من ميول للجنس الآخر وعمل
«تشات» وحوارات معهم وهو مالم يكن متاحا قبل ظهور تلك الأجهزة،
ولا يقتصر ذلك على المراهقين بل على من هم أكبر سنا، خاصة أنها
تحمل من برامج التواصل الاجتماعي ما يكسر كل قيود الأسر وجمود
التربية نحو إختلاط الجنسين.

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1460a66efd96972a&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1

ويشير إلى أن هذه التكنولوجيا الحديثة تصبح نعمة عندما
تكون مفيدة علميا ومنمية لفكر الشخص وعقليته ومحققة لنضجه
الانفعالي، على ألا تستحوذ على الكثير من وقته لكي يمارس دوره في
الحياة الاجتماعية الواقعية وليست الإلكترونية، فالتخفي وراء الأجهزة
قد تصاحبه رهبة المواقف الاجتماعية وتجنب المواجهة مع الآخرين
والتعامل معهم، وهذا التخفي يزيد من تلك المشكلة ولا يكون خطوة نحو
معالجتها، كما أنه يحرم الأطفال والمراهقين من فرصة ممارسة الرياضة
البدنية التي تعد ضرورية لبناء أجسامهم، والتي أصبحت- بتأثيرا الانشغال
الدراسي والإلكتروني- نادرة في حياتهم اليومية، ويترتب على ذلك ضعف
أجسامهم، كما أن هذه الأجهزة تكون نقمة أيضا عندما تؤدي إلى الدخول
إلى مواقع إباحية تستهلك وقتهم وطاقتهم فيما يضر ولا يفيد.

ويضيف إن الإفراط في استعمالها من قبل الطفل والمراهق
يرجع إلى
غياب التواصل والحوار الأسري وإلى تجنب التواصل الاجتماعي
الواقعي، وقد يشير إلى عناد وتمرد ورغبة في العزلة، كما أنه يشير
إلى ضعف البناء النفسي وسيطرة مبدأ اللذة وغياب نمو الضمير
وغياب نضج الذات الواقعية التي تعمل العقل وتتحمل المسئولية،
وغياب دور الأسرة في كل هذا.

أما عند المراهق بصفة خاصة
فقد يبحث من خلالها عن شيئ يفتقده في حياته الواقعية، وقد يكون هو
البحث عن هويته أو نوع من الهروب من جو الأسرة الذي لا يروقه،
أو الهروب إلى ثقافة أخرى مختلفة عن التي يعيشها ليبحث فيها عن
هويته أيضا، ويظهر ذلك في التشات مع الأجانب المختلفين
من حيث الثقافة.

ومن جانب آخر فقد يصل الأمر إلى حد الإدمان لدرجة أن
بعض الطلاب قد يظل جالسا إلى الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة،
وبعضهم يستمر في لعبة متصلة تمنعه من الذهاب إلى الامتحان، وفعلا
تكررت حالات مرضية عرضت علىّ بعيادتي بهذه الشكوى، وهنا تقع
المسئولية على الأسرة فهي التي سمحت بالإفراط في استعمال تلك
الأجهزة، بل وهي التي وفرتها وحدّثتها للطفل والمراهق، فأولادنا
هم صنعتنا ونحن الذين ننمي لديهم التسيب والاستهتار أو ننمي
لديهم الجدية وتحمل المسئولية من خلال بناء ضميرهم السوي، ولا يتم
ذلك من خلال الكلام والوعظ والتوجيه ولكن من خلال القدوة المتجسدة
في سلوك الوالدين وتصرفاتهم الواضحة أمام الأطفال،
والمثل يقول «إبنك على ما تربيه».

أما الطفل أو المراهق
الذي يصعب على الأهل السيطرة على شغفه بهذه الأجهزة أوالتحكّم
فيه، فمما لا شك فيه أن هذا يرجع إلى دور الأب والأم وعدم التزامهم
بأدوارهم وظهورهم بما لايليق بهم كقدوة أمام الطفل، وأيضا في عدم
حوارهم مع أبنائهم وسوء التواصل فيما بينهما، وعدم التعاون الذي
يترتب عليه مثل تلك النتيجة.

وفي حالة الطفل خاصة صغير السن
فيسهل السيطرة عليه وإعادته إلى الصواب، خاصة إذا كان الوالدان
يعرفان ماذا يريدان من طفلهما ودون خلاف بينهما.

أما في حالة المراهق
فالأمر أصعب لأنه من شب على شىء شاب عليه، ومن ثم فإن تعديله
يحتاج إلى جهد من الوالدين وتعاونهما وحسمهما، مع تفهم وصداقة
للمراهق تعيده إلى جو الأسرة، أما إذا كان العناد والإصرار من المراهق
أو حتى الطفل شديدا لا يمكن السيطرة عليه فهذا يشير إلى اضطراب
نفسي ويحتاج إلى تدخل متخصص في الطب النفسي.

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1460a66efd96972a&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
قال الله تعالى

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ }
[ الطور : 21 ] ،

{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ }
[ الرعد : 23 ] ،

ومن ثم اتجهت عناية الأنبياء - عليهم السلام - نحو ذريتهم
قبل وجودهم ؛ فها هو إبراهيم الخليل -عليه السلام - يدعو الله فيقول :

{ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي }
[ إبراهيم : 40] ،

وها هو زكريا - عليه السلام - يقول :

{ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ }
[ آل عمران : 38 ] ،

والصالح من عباد الله يقول :

{ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي }
[ الأحقاف : 15 ] .