المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دخول النَّبيّ إلى مكة شرفها الله عز و جل‏


adnan
05-21-2014, 10:01 PM
الأخ / مصطفى آل حمد



دخول النَّبيّ إلى مكة شرفها الله عز وجل‏.‏
البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله

قال البخاري‏:‏
حدثنا مسدد، ثنا يحيى بن عبد الله، حدثني نافع عن ابن عمر قال‏:‏
بات النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بذي طوى حتَّى أصبح، ثم دخل مكة
وكان ابن عمر يفعله‏.‏

ورواه مسلم من حديث يحيى بن سعيد القطان به، وزاد‏:‏
حتَّى صلى الصبح، أو قال‏:‏ حتَّى أصبح‏.‏

وقال مسلم‏:
‏ ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر كان
لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتَّى يصبح ويغتسل، ثم يدخل مكة نهاراً،
ويذكر عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه فعله‏.‏

ورواه البخاري‏:‏
من حديث حماد بن زيد، عن أيوب به‏.‏

ولهما من طريق أخرى عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر كان إذا دخل
أدنى الحرم أمسك عن التلبية، ثم يبيت بذي طوى‏.‏وذكره وتقدم آنفاً ما
أخرجاه من طريق موسى بن عقبة عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله
صلَّى الله عليه وسلَّم كان يبيت بذي طوى حتَّى يصبح، فيصلي الصبح
حين يقدم مكة، ومصلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عند أكمة غليظة،
وأن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم استقبل فرضتي الجبل الذي بينه وبين
الجبل الطويل نحو الكعبة، فجعل المسجد الذي بني ثم يسار المسجد بطرف
الأكمة، ومصلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أسفل منه على الأكمة
السوداء، يدع من الأكمة عشرة أذرع أو نحوها، ثم يصلي مستقبل
الفرضتين من الجبل الذي بينك وبين الكعبة - أخرجاه في الصحيحين -‏.‏

وحاصل هذا كله أنه عليه السلام لما انتهى في مسيره إلى ذي طوى وهو
قريب من مكة متاخم للحرم أمسك عن التلبية، لأنه قد وصل إلى المقصود،
وبات بذلك المكان حتَّى أصبح فصلى هنالك الصبح في المكان الذي
وصفوه بين فرضتي الجبل الطويل هنالك، ومن تأمل هذه الأماكن المشار
إليها بعين البصيرة عرفها معرفة جيدة، وتعين له المكان الذي صلى
فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم اغتسل صلوات الله وسلامه عليه
لأجل دخول مكة، ثم ركب ودخلها نهاراً جهرة علانية من الثنية العليا
التي بالبطحاء‏.‏

ويقال‏:‏ كذا ليراه النَّاس، ويشرف عليهم، وكذلك دخل منها يوم الفتح كما
ذكرناه‏.‏قال مالك عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
دخل مكة من الثنية العليا، وخرج من الثنية السفلى‏.‏
أخرجاه في الصحيحين من حديثه‏.‏

قال الحافظ البيهقي‏:‏
روينا عن ابن جريج، عن عطاء ابن أبي رباح قال‏:‏ يدخل المحرم من
حيث شاء قال‏:‏ ودخل النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من باب بني شيبة،
وخرج من باب بني مخزوم إلى الصفا‏.‏

ثم قال البيهقي‏:‏
وهذا مرسل جيد، وقد استدل البيهقي على استحباب دخول المسجد من
باب بني شيبة، بما رواه من طريق أبي داود الطيالسي‏:‏ ثنا حماد بن سلمة
وقيس بن سلام، كلهم عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة،
عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ لما انهدم البيت بعد جُرهم بنته قريش،
فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه فاتفقوا أن يضعه أول من
يدخل من هذا الباب، فدخل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من باب
بني شيبة، فأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بثوب فوضع الحجر
في وسطه، وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب، فرفعوه وأخذه
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فوضعه، وقد ذكرنا هذا مبسوطا
ً في باب بناء الكعبة قبل البعثة‏.‏

وفي الاستدلال على استحباب الدخول من باب
بني شيبة بهذا نظر، والله أعلم‏.‏