المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواعظ من الأيات القرآنية


adnan
05-31-2014, 08:48 PM
الأخت / الملكة نـــور



مواعظ من الأيات القرآنية ( 18 )

المواعظ الإيمانية من الآيات القرآنية
أميـــر بن محمـــد المــــــدري
إمام و خطيب مسجد الإيمان - اليمن - عمران

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه
ومن والاه ، وبعد :

إخواني
الشجرة الطيبة أول صفة لها إنها طيبة و ذلك يحتمل عدة أمور منها
أنها طيبة المظر و الصورة و الشكل

{ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ }
ق .

وثانيها كونها طيبة الرائحة و ثالثها كونها طيبة الثمرة و رابعها كونها
طيبة المنفعة أصلها ثابت راسخ رسوخ الجبال باقٍ فرعها في السماء
بعيدة عن عفونات الأرض .

عباد الله الكلمة الطيبة قد تهدي انساناً
الكلمة الطيبة قد تغير مجتمعاً

الكلمة الطيبة
قد ينقذ الله بها قلوباً أو يعمر بها نفوساً بل قد يحيي بها الله
أقواماً من السبات .

عباد الله
الكلمة الطيبة كحبة القمح المفردة قد تهمل و تذهب أدراج الرياح وقد
تكون مباركة فتنبت و تثمر وقد تكون الثمرة خصبة تتضاعف وتتضاعف
الكلمة الطيبة كلمة الحق كالشجرة الطيبة ثابتة سامقة مثمرة لا تزعزها
الأعاصير ولا تعصف بها رياح الباطل ولا تقوى عليها معاول الطغيان وإن
خيّل للبعض أنها معرضة للخطر فهي سامقة متعالية تطل على الشر
والظلم والطغيان من علو .

والكلمة الخبيثة
كلمة الباطل كالشجرة الخبيثة قد تتعالى و تتشابك و يخيّل إلى البعض
أنها أضخم من الشجرة الطيبة وأقوى ولكنها تظل ضعيفةً و ما هي
إلا فترة ثم تجتث من فوق الأرض فلا قرار لها و لا بقاء .

النخلة تثمر طوال السنة بلحا رطبا، و المؤمن أينما حلّ نفع ، كالغيث
والنخلة أغصانها وجذوعها وجريدها يفيد البلادَ والعباد، والمؤمن كله
خير؛ كلامه وماله وحركته. والنخلة ترمَى بالحجر وترد بأطيب الثمر،
وهكذا المؤمن يدفع الإساءةَ بالإحسان. النخلة أصلها ثابت لا يتزعزع،
والمؤمن ثابت لا تغيّره شهوة ولا شبهة ولا غيرها، فهو ثابت على دينه
وتقواه. النخلة فرعها في السماء، والمؤمن لا يأخذ زاده وغذاءه
إلا من خالق السماء .

ثم ذكر سبحانه مثل الكلمة الخبيثة فشبهها بالشجرة الخبيثة التي اجتثت
من فوق الأرض ما لها من قرار فلا عرق ثابت ولا فرع عال ولا ثمرة
زاكية ولا ظل ولا جنى ولا ساق قائم ولا عرق في الأرض ثابت مغدق
ولا أعلاها مونق ولا جنى لها ولا تعلو بلى تعلى

وإذا تأمل اللبيب
أكثر كلام هذا الخلق في خطابهم وكتبهم وجده كذلك فالخسران كل
الخسران الوقوف معه والاشتغال به عن أفضل الكلام وأنفعه قال الضحاك
ضرب الله مثلا للكافر بشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار
يقول ليس لها أصل ولا فرع وليس لها ثمرة و لا فيها منفعة كذلك الكافر
ليس يعمل خيرا ولا يقوله ولا يجعل الله فيه بركة ولا منفعة

وقال ابن عباس :
ومثل كلمة خبيثة وهي الشرك كشجرة خبيثة يعني الكافر اجتثت من فوق
الأرض ما لها من قرار يقول الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا
برهان الله عمل المشرك ولا يصعد إلى الله فليس له أصل ثابت في
الأرض ولا فرع في السماء يقول ليس له في السماء ولا في الآخرة .

يقول تعالى

{ قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ }
المائدة:100

اسمع ـ يا عبد الله ـ إلى كلام العزيز الحميد الذي بيَّن لنا أنه لا يستوي
عنده الخبيث والطيّب، فالطيّب في أعلى الدرجات، والخبيث في أسفل
الدّركات . والله جعَل الدنيا دار ابتلاء وامتحان، لماذا؟ ليميز الخبيثَ من
الطيب. والله تعالى طيّب يحبّ الطيب من القول، ويحب الطيب من العمل،
ويضاعفه لأصحابه. الله جل وعلا يحب الطيّبين من الناس، ويبغِض
الخبيث. الله جل وعلا يرفع الطيّبَ ويبارك لأصحابه فيه .عباد الله، هل
يستوي المؤمن طيّبُ الأعمال الذي إذا رأيتَه رأيتَ عمله طيّبًا، عملَه
حسنًا، عملا يحبه الناس ويحبه الله، يؤدّي فرائض الله، طيّبا في أعماله،
راعيا لأمانته في وظيفته، هل يستوي هذا مع ذلك الخبيث في عمله
وفعله؟! تراه لا يرعى أمانة الله، متقهقرا في الصلوات، إذا استُرعي على
مال أكله، إذا استُعمل على وظيفة ارتشى وغشّ وخان، هؤلاء ولو كانوا
كثيرين فهم عند الله من أخبث البشر .

إخواني
المؤمن في حياته كلها طيب، في أخلاقه طيب، في سلامه طيب
قال تعالى:

{ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ
تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً }
النور:61.

والمؤمن رحلته طيبة
إلى الله تعالى، فإذا مات جاءته ملائكة بيض الوجوه يقولون:
"اخرجي ـ أيتها النفس الطيبة ـ إلى روح وريحان و رب راض غير غضبان"
، قال تعالى :

{ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ }
النحل :32.

تتوفاهم الملائكة طيبة نفوسهم بلقاء الله فهم بعيدين عن الكرب
وعذاب الموت يقولون سلام عليكم طمأنةً لقلوبهم وترحيباً بقدومهم
ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون تعجيلا لهم بالبشرى وهم على أعتاب
الآخرة جزاءً وفاقاً على ما كانوا يعملون

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً .