المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكل الأولاد من الكسب الحرام للوالد / 10.08.1435 / الفتاوى


adnan
06-07-2014, 08:47 PM
إدارة بيت عطاء الخير


( سـؤال و جـواب )
أكل الأولاد من الكسب الحرام للوالد

السؤال
إن أبي وهو رجل فاضل كان له ماضٍ ثم ولله الحمد اهتدى،
وهو الآن بفضل الله يصلي في المسجد كل الفروض على قدر
المستطاع، ويصوم ويخاف الله في أمور كثيرة، كالزكاة وغيرها،
كما إنه حج للبيت أكثر من مرة (حوالي ثلاث مرات) وله من
الأعمال الخيرية الكثير، ولكنه يعمل (خياط حريمي) أي: إنه يحيك
ملابس المتبرجات تبرجًا شديدًا، وإنه تكشف عليه النساء إلى حد
كبير، فقد تغير الوضع إلى حد ما بعد أن حج، وهو يعلن هذا ويعلم
أنه حرام، ولكنه لا ينكره إلى الحد الذي يستطيع به تغييره والغريب
إنني ولله الحمد التزمت، ثم التزم أخي، وهو ولله الحمد يرزق
رزقًا واسعًا، ويحمد الله عليه كثيرًا، والله أعلم هل هي كالعادة أم
هي فعلاً لوجه الله خالصة؟ كما أن كثيرًا من الأمور مختلطة عليه
ضمن ما لا يراه منكرًا إطلاقًا، كالاختلاط وإطلاق اللحية والتبرج
وغيره، ومنها ما يراه منكرًا ولا ينكره جيدًا، كالرشوة في بعض
الأحيان فقط، وهي رشوة، وبعض الأمور الدينية التي تجد عليه،
فلا يأخذها بسرعة وإقبال، كالتماثيل ومصافحة المرأة الأجنبية،
ولا أود الإطالة، ولكن السؤال: هل مال أبي بعد كل ما قصصت
من ظروفه وأحواله الخيرية والدينية والدنيوية يعتبر مالاً حرامًا
لا يصح أن آكل منه أو أقتات منه؟ مع ملاحظة أنه قد نهي عن هذا
في صورة عرض من بعض أصدقائه الذين هداهم الله بعد أحداث
وتركوا عملهم هذا وغيروه بأعمال أخرى، وكاد أن يغيره ولكن
نيته كانت يدخلها أن العمل أصبح راكدًا إلى حد كبير ولكنه لم
يغيره، فهل أترك البيت ولا أتركه -أي: أبي- بل أبره وأزوره
وأزور والدتي التي نسيت أن أذكر لك أنها تعمل معه، وأنها
محجبة منذ عام 72 منذ أن حجت، ولكن حجاب غير شرعي،
ضيق وتظهر شعرها لبعض الرجال الذين تعتاد عليهم، كزوج
خالتي وغيره، هل أبقى على ما أنا عليه وأنكره بقلبي وآكل من
هذا المال وأداوم على المناصحة، أم أترك البيت وأعلمه أنني غير
راضٍ عن هذا فقط؟ أما غير ذلك فإنه أبي لا أتركه ولا أعصيه
ولا أمقته ولا أقطعه وغيره من هذه الأمور، بل وأكمل إن شاء الله
دراستي كما يريد، هل يكون هذا عقوقًا أم هذا صوابًا؟

الإجابة
استمر في النصح لوالديك، وبَيِّن لهما حكم الشرع فيما وقعا فيه
من المنكرات، وأرشدهما إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة،
ومرسل لك فتاوى في الحجاب والاختلاط ومصافحة الأجنبيات
وفي الرشوة وفي الصور؛ لتعرضها عليهما عسى أن يوفقهما الله
لاتباع الحق.

ثانيًا: إن استجاب والداك للنصيحة فالحمد لله، وإن أصرا على ما
هما عليه من المنكرات فصاحبهما في الدنيا بالمعروف واتبع سبيل
ربك، واكسب لنفسك من طرق الكسب المشروعة، أعانك الله
ويسر أمرك، مع الاستمرار في نصح الوالدين والإحسان إليهما
ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

نسأل الله أن يسرك بهداية والديك واتباع الحق وقبول النصيحة،
وأن ييسر لك الكسب الحلال.


و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء