المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 08.09.1435


adnan
07-06-2014, 02:56 AM
إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم


[ قواعد في أسماء الله تعالى ]
القاعدة الرابعة:

دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته
تكون بالمطابقة وبالتضمن وبالالتزام
مثال ذلك: (الخالق) يدل على ذات الله، وعلى صفة الخلق بالمطابقة، ويدل
على الذات وحدها وعلى صفة الخلق وحدها بالتضمن، ويدل على صفتي
العلم والقدرة بالالتزام ولهذا لما ذكر الله خلق السموات والأرض قال:

{ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا }
[الطلاق:12]

ودلالة الالتزام مفيدة جداً لطالب العلم إذا تدبر المعنى ووفقه الله تعالى
فهماً للتلازم، فإنه بذلك يحصل من الدليل الواحد على مسائل كثيرة واعلم
أن اللازم من قول الله تعالى، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا
صح أن يكون لازماً فهو حق؛ وذلك لأن كلام الله ورسوله حق، ولازم
الحق حق، ولأن الله تعالى عالم بما يكون لازماً من كلامه وكلام رسوله
فيكون مراداً وأما اللازم من قول أحدٍ سوى قول الله ورسوله،
فله ثلاث حالات:

الأولى: أن يذكر للقائل ويلتزم به، مثل أن يقول من ينفي الصفات الفعلية
لمن يثبتها: يلزم من إثباتك الصفات الفعلية لله – عز وجل – أن يكون من
أفعاله ما هو حادث فيقول المثبت: نعم، وأنا ألتزم بذلك فإن الله تعالى لم
يزل ولا يزال فعالاً لما يريد ولا نفاد لأقواله وأفعاله
كما قال تعالى:

{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ
قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً }
[الكهف:109]

وقال:

{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ
مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
[لقمان:27]

وحدوث آحاد فعله تعالى لا يستلزم نقصاً في حقه الحال

الثانية: أن يذكر له ويمنع اللازم بينه وبين قوله، مثل أن يقول النافي
للصفات لمن يثبتها: يلزم من إثباتك أن يكون الله تعالى مشابهاً للخلق
في صفاته فيقول المثبت: لا يلزم ذلك، لأن صفات الخالق مضافة إليه لم
تذكر مطلقة حتى يمكن ما ألزمت به، وعلى هذا فتكون مختصة به لائقة
به، كما أنك أيها النافي للصفات تثبت لله تعالى ذاتاً وتمنع أن يكون
مشابهاً للخلق في ذاته، فأي فرق بين الذات والصفات؟! وحكم اللازم
في هاتين الحالتين ظاهر

الحال الثالثة: أن يكون اللازم مسكوتاً عنه،
فلا يذكر بالتزام ولا منع، فحكمه في هذه الحال ألا ينسب إلى القائل، لأنه
يحتمل لو ذكر له أن يلتزم به أو يمنع التلازم، ويحتمل لو ذكر له فتبين
له لزومه وبطلانه أن يرجع عن قوله؛ لأن فساد اللازم يدل على فساد
الملزوم ولورود هذين الاحتمالين لا يمكن الحكم بأن لازم القول قول فإن
قيل: إذا كان هذا اللازم لازماً من قوله، لزم أن يكون قولاً له، لأن ذلك
هو الأصل، لاسيما مع قرب التلازم قلنا: هذا مدفوع بأن الإنسان بشر،
وله حالات نفسية وخارجية توجب الذهول عن اللازم، فقد يغفل،
أو يسهو، أو ينغلق فكره، أو يقول القول في مضايق المناظرات
من غير تفكير في لوازمه، ونحو ذلك
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14702a81af4494a6&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
--- --- --- --- --- ---
المصدر : موقع " الدُرر السُنيَة الصديق .

و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14702a81af4494a6&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14702a81af4494a6&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )

( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )

( و الله الموفق )

=======================

و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم

و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية





" إن شـاء الله "