المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا أجمل دعاء سمعته في خطبة الجمعة


هيفولا
07-08-2014, 11:30 AM
هذا أجمل دعاء سمعته في خطبة الجمعة

جاسم المطوع
يوليو 7, 2014, 6:39 م




(محمد كنوت) السفير السويدي في المغرب،

دخل الإسلام بقصة غريبة سمعتها من أحد الأصدقاء أثناء وجودي بالمغرب،
قال عنه: إنه أول من ترجم القرآن للغة السويدية، وقد توفي منذ سنوات،
وكان سبب دخوله الإسلام أنه كان يقرأ سورة الفلق، فلما قرأ الآية (ومن شر ما خلق)،

كررها كثيرا وتوقف عند قراءتها متأملا فيها، لأنها اصطدمت مع معارف وعلوم
تلقاها من صغره عندما كان يتردد على الكنيسة،
فقد تعلم في صغره أن الله خالق للخير فقط وليس خالقا للشر،
فالشر يوجده الإنسان، وكان - كما يقول - غير مقتنع بهذا الكلام
ولكنه صامت ويبحث عن إجابة تشفي غليله،
فلما قرأ القرآن وعرف أن الله خالق كل شيء يقول:



(شعرتُ بتوازن منطقي في نفسي لأن الله خلق الخير والشر ولكن الإنسان يختار ما يريد)،
وهذا المفتاح كان سبب دخوله للإسلام رحمه الله،

وبهذا المفتاح فتح على أهل السويد ترجمة متميزة للقرآن بلغتهم.


وقصة أخرى عشتها بالسويد مع صديق يزور السجن في كل إجازة

لينشر الخير ويعرض الإسلام علي المساجين،

وهذا كان بإذن السلطات السويدية، لأنهم لاحظوا أن المجرم يتغير سلوكه
ويتهذب عندما يدخل بالإسلام،

يقول الصديق: فاهتدى على يدي أخطر سجين بالسويد،

وكان هذا السجين كثير الاعتداء على المساجين فلا يمشي إلا ومعه ثلاثة حراس
ليحموا المساجين من أن يعتدي عليهم،
فلما عرض عليه صديقنا الإسلام اقتنع به بعد حوار طويل ثم أعلن اسلامه
وقام خطيبا في المساجين الذين معه في العنبر

فشرح لهم الإسلام وحثهم عليه ورغبهم فيه، فأسلم على يديه ثلاثون سجيناً،



ومن طرائف مبادراته أنه كانت له عشيقة تزوره في السجن مرة كل أسبوع،
فلما زارته بعد اسلامه قال لها: إما أن أقطع علاقتي بك أو أن تسلمين وأتزوجك،
فقالت ماذا تقصد أن أسلم؟
فأجابها بما يعرف عن الإسلام فأسلمت على يديه وهو سجين ثم تزوجها.

ويحدثني الأخ أحمد المفتي مدير الدعوة بالسويد أنه أسلم على يديه مائة

وتسعون سويدياً، منهم بطلة ملاكمة أوروبا،





وقصص كثيرة تبشر بالخير في اقبال الناس على الإسلام

على الرغم من كثرة تشويه الإسلام في الإعلام
أو من خلال النماذج التي تسيء للإسلام ممن يتحدثون باسم الدين والإسلام،

ولكن المُوفَّقَ مَنْ عَلِم كيف يخاطب الناس ويؤثر بهم،

وكلما كانت مخاطبة الناس بالعمل والسلوك والاخلاق كان التأثير أكبر،


ولهذا كان عليه الصلاة والسلام خُلُقه القرآن
، أي إنه يترجم القرآن عملياً، وهذا أكثر ما يؤثر بالناس،

فاليوم نحن بحاجة لبرنامج عملي أكثر من حاجتنا لكلام نظري
، وكما قيل (عمل واحد من قدوة خير من ألف خطبة)،
ومن يتأمل خطب الجمعة في زماننا فهي كلام بكلام يضيع بعضه بعضا،

والمسلم يحضر في السنة (54) خطبة جمعة

ولا يتغير في سلوكه شيء إلا من رحم الله، لأن الخطبة لا تقدم لهم أفكارا عملية
أو خطة عمل ينفذونها خلال الإسبوع

وإنما هي كلام إنشائي يتكرر على الناس كل إسبوع.
وأذكر مرة حضرت خطبة جمعة لم تتجاوز عشر دقائق وفيها أفكار عملية
ننفدها يوم الجمعة وقد نفذناها لأنها سهلة وعملية،

وأعجبني خطيب بماليزيا يخطب الجمعة بإحدى الجزر

وكان يدعو في نهاية الخطبة:
(اللهم وفقنا لزراعة عشر شجرات يوم السبت، وسقياها بالماء يوم الأحد،
ومراقبتها يوم الاثنين)،

وهكذا كان يضع هدفاً كل يوم بالأسبوع للمزارعين بالجزيرة،

فصارت هذه الجزيرة أكثر جزيرة فيها زراعة وإنتاج،
فهذا ما نحتاجه اليوم لنكون مؤثرين ومنتجين،
وهؤلاء المصلون صاروا أكثر انتاجا بسبب تنبيه الخطيب للمستمعين

بشكل غير مباشر من خلال الدعاء،
فهذا أفضل دعاء سمعته في خطبة الجمعة،
فالخطاب فن ومهارة، ونشر الإسلام يحتاج لحوار وعمل وشطارة،




وأذكر بالمناسبة قصة جميلة لعبدالله بن سلام

ذهب ليشاهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم للمدينة
فكان أول ما سمع منه (يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام،

وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)

كلمات بسيطة عددها (16) كلمة ولا تتجاوز (75) حرفا،

يعني على مقياس هذا الزمان تصلح لأن تكون تغريدة بتويتر،
ومع ذلك فإن هذه الكلمات البسيطة
عبارة عن منهج كامل في الأخلاق ونشر الخير،

وهي برنامج عملي يستطيع كل مستمع تطبيقه بسهولة ويسر،

وهذا ما نحتاجه اليوم ونفتقر إليه في خطابنا الديني وكذلك في خطابنا الدنيوي والحياتي،

بل وحتى خطابنا السياسي والاقتصادي والإعلامي،
فنحن نعيش أزمة كثرة الأمنيات وقلة الإجراءات،
وأزمة كثرة الأحلام وقلة الواقعية، وأزمة المتفرج لا اللاعب،
وأزمة المنتقد لا المبادر، وأزمة كثرة الكلام وقلة العمل.
فآية واحدة وهي (من شر ما خلق) حركت رجلا فكتب تفسيرا كاملا باللغة السويدية،
وحوار واقعي عملي أثر بأشد مجرم في السجن فبادر وتحرك بإيجابية
حتى دخل على يديه في الإسلام (31) شخصا في يومين،

وخطبة صغيرة أمام فلاحين ودعاء عملي زاد من الإنتاج والعمل،
وقصص كثيرة لا يسع المقال لكتابتها ولكن الرابط فيها
التركيز على قلة الكلام وكثرة العمل بإيجابية
فإذا أضيف الى العمل إخلاص وصدق صارت النتائج قريبة من المعجزات.




هيفولا:o