المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقنا الإسلامية 521 / 14.09.1435


adnan
07-12-2014, 12:51 AM
521 الحلقة 005من الجزء الخامس و الثلاثـون


الفِطْنَة والذَّكاء

(http://www.ataaalkhayer.com/)




الفِطْنَة في الكتاب والسُّنَّة

ثانيًا: في السنة النبوية



عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:



( خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّاس، وقال:

إنَّ الله خيَّر عبدًا بين الدُّنْيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله. قال:

فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن عبد خُيِّر، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخَيَّر،

وكان أبو بكر أعلمنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إنَّ أمنَّ النَّاس علي في صحبته وماله أبو بكر،

ولو كنت متخذًا خليلًا -غير ربِّي- لاتَّخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودَّته.

لا يبقين في المسجد باب إلا سُدَّ، إلا باب أبي بكر )



قال ابن الجوزي:

[ هذا الحديث قد دلَّ على فِطْنَة أبي بكر،

إذْ عَلِم أنَّ المخَيَّر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ]



عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



( إنَّ من الشَّجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنَّها مَثَل المسلم،

فحدِّثوني ما هي؟ فوقع النَّاس في شجر البوادي، قال عبد الله:

ووقع في نفسي أنَّها النَّخلة، فاستحييت. ثم قالوا:

حدِّثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: فقال: هي النَّخلة. قال:

فذكرت ذلك لعمر. قال: لأن تكون قلت: هي النَّخلة،

أحبُّ إليَّ من كذا وكذا ) .



عن أمِّ سلمة رضي الله عنها:

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:



( إنَّكم تختصمون إليَّ، ولعلَّ بعضكم أَلْحَن بحجَّته من بعض،

فمن قضيت له بحقِّ أخيه شيئًا، بقوله:

فإنَّما أقطع له قطعة من النَّار فلا يأخذها )



قال ابن القيِّم:

[ اللَّحن ضربان: صواب وخطأ. فلحن الصَّواب نوعان،

أحدهما: الفِطْنَة ومنه الحديث:



( ولعلَّ بعضكم أن يكون أَلْحَن بحجَّته من بعض ) ]



وقال المناوي:

[ أَلْحَن -بفتح الحاء-: الفَطَانَة، أي: أَبْلغ وأَفْصح وأعلم في تقرير مقصوده،

وأَفْطن ببيان دليله، وأقدر على الــبَرْهنة على دفع دعوى خصمه،

بحيث يُظنُّ أنَّ الحقَّ معه، فهو كاذب، ويُحْتمل كونه من اللَّحن،
وهو الصَّرْف عن الصَّواب، أي: يكون أَعْجز عن الإِعْرَاب بحجَّته من بعض ]