المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من سورة البقرة


هيفولا
07-12-2014, 12:38 PM
فوائد اليوم الاول

فوائد من سورة البقرة

الفائدة الاولى

لعل من فوائد تأخير ذكر القتيل عن ذكر الأمر بذبح البقرة
في قصة موسى مع بني اسرائيل لأن السياق سياق ذم لبني اسرائيل
وتعداد ماجرى لهم مما يقرر ذلك ،
فلو قدم ذكر القتيل على الأمر بذبح البقرة لصارت قصة واحدة
وقضية دخل بعضها في ضمن بعض ،
ففصل هذا من هذا ليتبين ذمهم وسوء فعالهم في القضيتين .
ولهذا أتى في ابتداءكل منهمابإذا الدالةعلى تذكر تلك الحال وتصويرهافقال
( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً ):

{ سورة البقرة : أية 67 }
ثم قال : ( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ) الآيات { البقرة : 72} ،
وليترتب عليه أيضاً ما ذكر بعده من قوله : ( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا) { سورة البقرة :73}
إلى اخر الآيات والله أعلم .

,,,,,,,,,,,,,,

ويقارب هذا ما ذكر الله في قصة مريم حين اثنى عليها بالنعم الظاهرة والباطنة هي ووالدتها ،
فذكر حالها وكمالها أولاً وأن الله جعلها في كفالة زكريا لتتربى تربية حسنة
وتتأدب وتتعلم ، وذكر اجتهادها في ملازمة محرابها واستجابة دعاء أمها
وأنها تقبلها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسن قبل ذكر اختصام بني اسرائيل فيها
واقتراعهم عليها لينبه الله تعالى أن هذا المقصود هو المقصود
وأن لها مدحا وكمالا في حال نشأتها وعبادتها وتيسير الله لها أمورها .
ومن فوائد ذلك تقديم الغايات والمقاصد والنهايات أهم من تقديم الوسائل ،
فالاختصاص من باب الوسائل وما ذكر قبله من باب المقاصد،
والله أعلم واحكم


___________________

/ الفائدة الثانية /

قوله تعالى : ( أَوْ عَلَى سَفَرٍ ) { البقرة : 185} أعم من قوله في سفر
ليدخل فيه من أقام في بلد أو برية ولم يقطع سفره
بل هو على سفر وإن لم يكن في سفر .
________________

/ الفائدة الثالثة /

قوله تعالى : ( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) { البقرة : 185} يدل على أن المعتبر مجرد العدة
لا مقدارها في الطول والقصر والحر والبرد ولا وجوب على الفور وعدمه
ولا ترتيب ولا تفريق ويقرر هذا قوله :
( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) { البقرة : 185} .
________________

/ الفائدة الرابعة /

قال تعالى : { وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون } [ البقرة :221] .


يؤخذ من نهي الله عن نكاح المشركة وإنكاح المؤمنة للمشرك وتعليل الله لذلك :
أنه ينبغي اختيار الخلطاء والأصحاب الصالحين الذين يدعون إلى الجنة بأقوالهم وأفعالهم ..
و تجنب ضدهم من الأشرار الذين يدعون إلى النار بحالهم ومقالهم ،
ولو كانوا ذوي جاه وأموال وأبهة ،
ولو كان الأولون فقراء ولا جاه لهم ولا قدر عند كثير من الناس
و إن اختيار السعادة الأبدية أولى بالعاقل من حصول حظ عاجل
يعقب أعظم حسرة وأشد الفوت ،
فـتخير الخلطاء والأصحاب من شيم أولي الألباب .
________________

/ الفائدة الخامسة /

احتج الفقهاء على أنه لا يجب على الزوج أن يطأ زوجته إلا في كل ثلث سنة مرة ..
بقوله تعالى : {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ﴾} [سورة البقرة: آية 226]فيه نظر.
وإنما فيها الدلالة على أنّ للمؤلي خاصة هذه المدة لأجل ايلائه ،
وأما غير المؤلي فـمفهومها يدل على خلاف ذلك وأنه ليس له أربعة أشهر
وإنما عليه ذلك بالمعروف ، لأنه من أعظم المعاشرة الداخلة في قوله تعالى :
{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ } [سورة النساء : آية 19]
فمن آلـى زوجها منها فله أربعة أشهر لا تملك المطالبة
إلا أن يتبين أن قصده الضرار فيُمنع من ذلك .

___________________
/ الفائدة السادسة /
في قوله تعالى :
﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ
مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ
وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ
وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)﴾ سورة البقرة.

وكذلك قوله : ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ ﴾
[ البقرة : 234].
التربص المذكور هو :الانتظار والمكث في العدة.
فما فائدة في قوله ﴿بِأَنفُسِهِنَّ﴾مع أنه يُغني قوله :﴿يَتَرَبَّصْنَ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ﴾
و ﴿يَتَرَبَّصْنَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ ؟
فأعلم أن في قوله :﴿بِأَنفُسِهِنَّ﴾
فائـدة جليلة وهي :
أنّ هذه المدة المحدودة للتربص مقصودة لمراعاة حق الزوج والولد
ومع القصد لبرأة الرحم
فلابد أن تكون في هذه المدة منقطعة النظر عن الرجال محتسبة على زوجها الأول
لا تُخْطَب ولا تتجمل للخُطَّاب ولا تعمل الأسباب في الاتصال بغير زوجها
ويدل على هذا المعنى قوله: ﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ
فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ﴾ [البقرة : 234].
أي من التجمل والتبهي ولكن بالمعروف على غير وجه التبرج المحظور
ويدل على هذا قوله في الآية الأخرى :
﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ ۚ ﴾ [البقرة : 240].
فلم يأمر هذه المرة أن يتربصن بأنفسهن بل جعلها وصية تتمتع بها المرأة سنة
بعد موت زوجها جبراً لخاطرها ولهذا رفع الحرج عنها بالخروج
وأنها بعد الخروج لها التجمل المعروف وقبل ذلك.
كما جبر الورثة قـبلها لأجل زوجها فعليها العدل وترك التجملِ
وهذا يبين أن الآية الأولى ليست بناسخة لهذه الآية بل تلك عدة لازمة
وهذه وصية تمتيع غير متحتمة والله أعلم .

؛؛؛؛؛؛؛؛ هنا انتهت بحمد الله فوائد اليوم الاول ؛؛؛؛



هيفولا:o