المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعجيل الإفطار و تأخير السحور


adnan
07-17-2014, 12:59 AM
الأخت / فــــــاتوووو



تعجيل الإفطار و تأخير السحور

سنن مهجورة :
سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي الذي أرسله الله بدين الحق ليظهره
على الدين كله، يعلمنا ويهدينا إلى سبل الخير،وينجينا من كل ضلال
فيقول عز من قائل

{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2). }
الجمعة

ونحن في شهر رمضان الكريم بنفحاته وروحانيته نلتمس هذا الأجر،
فنعمل على أن نصحح الأخطاء ونجدد عهدنا مع الله، ننقب في كنوز
السيرة العطرة لحبيبنا وهادينا رسول الله،نحاول أن نستلهم الحكمة
من أفعاله، نذكر بعض سننه عليه الصلاة والسلام المهجورة،
تقربا إلى الله سبحانه وتعالى، رجاء الهداية والمغفرة.

بركة السحور
يقول صلى الله عليه وسلم :

(تسحروا، فإن في السحور بركة)
متفق عليه،

فإن في السحور تقوية على الصيام، وكان يتناول طعام السحور إذا أراد
صيام فرض أو نفل. وقد حث على تناوله،وجعله فارقاً بين صيام
المسلمين وصيام أهل الكتاب.
يقول صلى الله عليه وسلم :

( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر )
رواه مسلم،

فلا ينبغي ترك هذه السنة المباركة، أو التبكير بها وتقديمها في منتصف
الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين،
فإن النبي قال في هذا الشأن:

( عَجلوا الإفطار، وأخروا السحور )
رواه الطبراني وصححه الألباني.

والسنة أن
يكون تناول السحور في وقت السحر،أي قبيل طلوع الفجر بشيء يكفي
لتناول طعام السحور،ويمكن تقديره بنصف ساعة تقريبًا.ومنه سمي
السحور سحوراً،فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ،وزيد بن ثابت
تسحرا،فلما فرغا من سحورهما قام النبي ، إلى الصلاةِ فصلى،
فسئل أنس:

( كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟
قال: "قدْرَ ما يقرأ الرجل خمسين آية )
رواه البخاري.

ومن الفوائد الصحية لتناول السحور أن
هذه الوجبة المباركة تمنع حدوث الإعياء والصداع في نهار رمضان،
كما أنها تساعد الإنسان على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش
الشديد، وتمنع هذه الوجبة الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم،
أثناء ساعات الصيام.

ومن المستحسن أن تتضمن وجبة السحور الخضراوات التي
تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل:الخس والخيار، الأمر الذي يجعل
الجسم يحتفظ بالماء لفترة طويلة،ويقلل من الإحساس بالعطش أو
الجفاف،كما يفضل أن تحتوي وجبة السحور على أطعمة ذات
سرعة متوسطة في الهضم مثل الفول المدمس بزيت الزيتون أو الجبن
والبيض..فهذه الوجبة تستطيع أن تصمد في المعدة من 7 إلى 9 ساعات،
فتساعد على تلافي الإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام تقريباً
كما تمد الجسم بحاجته من الطاقة..كذلك يفضل ألا يحتوي السحور
على كمية كبيرة من السكر أو الملح لأن السكر يبعث على الجوع،
والملح يبعث على العطش،وأخيرا فإن تأخير السحور فيه إعانة
على صلاة الفجر.

الإفطار على التمر
أوصى رسول الله بالتعجيل بالإفطار فقال :

( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )
رواه البخاري ومسلم.

وسن عنه الإفطار على التمر لقوله:

( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة،
فإن لم يجد تمرًا فالماء فإنه طهور )
رواه أبو داود والترمذي.

وعن أنس رضي الله عنه قال:

( كان رسول الله يفطر قبل أن يصلي على رطبات،
فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن، حسا حسوات من ماء )
رواه أبو داود والترمذي.

ووراء ذلك فوائد طبية وآثار صحية ونفسية مهمة للصائمين.والتأخير في
الإفطار يزيد انخفاض سكر الدم ويؤدي إلىالشعور بالهبوط العام، وهو
تعذيب نفسي تأباه الشريعة السمحة. كما كاني عجل بصلاة المغرب،
حيث كان يقدمها على إكمال طعام فطره.وفي ذلك حكمة بالغة فدخول كمية
بسيطة من الطعام للمعدة ثم تركها فترة دون إدخال طعام آخر عليها يعد
منبها بسيطا للمعدة والأمعاء، ويستحب إذا أفطر المسلم على تمر أن
يجعله وترًا، لأن الله وتر يحب الوتر.

كما يستحب الدعاء عند الإفطار والثناء على الله بما هو أهله؛
شكرًا لنعمة زوال المشقة عنه،
والحصول على الثواب العظيم.

روى ابن عمرو عن رسول الله أنه قال:

( إن للصائم عند فطره لدعوة ما تُرَد )

وكان عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر:

( اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي )
أخرجه ابن ماجة بسند صحيح.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي إذا أفطر قال:

( اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا،
فتقبل منا إنك أنت السميع العليم )
أخرجه الطبراني في الكبير.

وقال ابن عمر رضي الله عنهما:
كان رسول الله إذا أفطر قال:

( ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى )
أخرجه أبو داود والحاكم.

ويُسَن لمن أفطر عند غيره أن يدعو له بما في حديث
مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير قال:
أفطر الرسول عند سعد بن معاذ فقال:

( أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار،
وصلت عليكم الملائكة )
(أخرجه ابن ماجة).

فوائد تعجيل الفطور وتأخير السحور
يقول الرسول :‏ ‏

( ‏ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور )

لقد تعددت النصوص عن النبي في الأمر بتعجيل الفطور وتأخير السحور
وتنوعت هذه النصوص في دلالتها على أهمية ذلك ؛ فتارة بالأمر به ،
وتارة ببيان فضله وعظيم ثوابه ، وتارة ببيان بعض الحِكَم العظيمة
المترتبة عليه،وتارة بالنهي عن تركه ، إلى غير ذلك من أنواع الدلالة ،
ومن هذه النصوص :
ما ثبت في الصحيحين أنه قال:

( إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا ،
وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ )(1)،

وجاء في سنن أبي داود والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال:

( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ،
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ
مِنْ مَاءٍ )

وثبت عنه أنه

( كَانَ لَا يُصَلِّي الْمَغْرِبَ حَتَّى يُفْطِرَ ، وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ )

وقال :

( لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ )

وقال :

( لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ )

وكان

( إِذَا أَفْطَرَ قَالَ ذَهَبَ الظَّمَأُ ، وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ ،
وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ )
وقال :

( ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور،
ووضع اليمين على الشمال في الصلاة )

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وهذه الأحاديث المتعددة والمتنوعة في الأمر بتعجيل الفطور وتأخير
السحور تدلدلالة واضحة على أهمية هذا الأمر العظيم الذي غفل عنه كثير
من الناس جهلاً بأهميته وبالحِكم العظيمة التي اشتمل عليها والآثار
الحميدة التي تترتب عليه ، بل لو لم يكن في تعجيل الفطر وتأخير السحور
إلا محض المتابعة لرسول الله والاستجابة لأمره وكونه عبادة عظيمة
يتقرب فيها إلى الله سبحانه لكفى به سبباً في المحافظة عليه وعدم إهماله
فإن محبة الله إنما تنال بذلك كما :

{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }