المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقنا الإسلامية 524 / 17.09.1435


adnan
07-19-2014, 11:49 PM
524 الحلقة 08 من الجزء الخامس و الثلاثـون





الفِطْنَة والذَّكاء



الوسائل المعينة على اكتساب الفِطْنَة

1- الإيمان:
الإيمان طريق عظيم من طرق اكتساب الفِطْنَة،

يقول الطَّاهر بن عاشور:
[ الإيمان يزيد الفِطْنَة؛ لأنَّ أصول اعتقاده مبنيَّة
على نَبْذ كلِّ ما من شأنه تضليل الرَّأي، وطمس البصيرة ]

ومن وسائل اكتسابها -أيضًا-: التَّفقُّه في الدِّين،
وطلب العلم الذي ينير البصيرة، ويُعْمِل الفِكَر، وينمِّي الفِطْنَة.

2- إعمال الفكر ومحاولة الفهم:
ومن الوسائل -أيضًا-: محاولة التَّفكر في الأشياء وفهمها،
وإعمال الفِكْرة فيها، فإنَّ ذلك ينمِّي الفِطْنَة.

يقول ابن القيِّم:
[ الفِكْر هو الذي ينقل من موت الفِطْنَة إلى حياة اليَقَظَة ]

3- ترك فضول الطعام والشراب والنوم:

فإنَّ فضول هذه الأشياء تجعل الفِكْر راكدًا خاملًا،
لا يكاد يَتَفَطَّن للأشياء، إلَّا بصعوبة بالغة، ومشقَّة شديدة.
قال الشَّافعي:
[ ما شبعت منذ ست عشرة سنة، إلا شبعة اطَّرحتها، يعني فطرحتها؛
لأنَّ الشِّبَع يثقل البدن، ويقسِّي القلب، ويزيل الفِطْنَة، ويجلب النَّوم،
ويُضعف صاحبه عن العبادة ]

وعن مكحول:
[ خصال ثلاث يحبُّها الله عزَّ وجلَّ وثلاث يبغضها الله عزَّ وجلَّ،
فأما اللاتي يحبُّها: فقلَّة الأكل، وقلَّة النَّوم، وقلَّة الكلام، وأمَّا اللاتي يبغض: فكثرة الأكل،
وكثرة الكلام، وكثرة النَّوم، فأمَّا النَّوم،
فإنَّ في مداومته طول الغفلة، وقلَّة العقل، ونقصان الفِطْنَة، وسهوة القلب ]

قال شمس الدِّين السَّفاريني:
[ والبِطْنَة تُذْهِب الفِطْنَة، وتجلب أمراضًا عَسِرة،
ومقام العدل أن لا يأكل حتى تُصدَّ الشَّهوة، وأن يرفع يده، وهو يشتهي الطعام ]

وقال أبو حامد الغزالي:
[ الشِّبَع يثقل البدن ويقسِّي القلب، ويزيل الفِطْنَة،
ويجلب النَّوم، ويُضعف صاحبه عن العبادة ]ٍ

وقال القشيرى:

[ والجوع إِذَا ساعدته القناعة، فَهُوَ من مزرعة الفِكْر،
وينبوع الحِكْمة، وحياة الفِطْنَة، ومصباح القلب ]

4- محاسبة النفس:
ومن وسائل اكتساب هذه الصِّفة: محاسبة النَّفس،

قال الحارث بن أسد:
[ المحاسَبة تورث الزِّيادة في البصيرة، والكَيْس في الفِطْنَة،
والسُّرعة إلى إثبات الحجَّة، واتِّساع المعرفة ]


( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )

( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )