المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلة الأرحام


adnan
07-30-2014, 11:03 PM
الأخت / فــــــاتوووو


صلة الأرحام

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
لقد أمر الله بصلة الأرحام والبر والإحسان إليهم، ونهى وحذر عن
قطيعتهم والإساءة إليهم، وعد صلى الله عليه وسلم قطيعة الأرحام
مانعاً من دخول الجنة مع أول الداخلين، ومُصْلٍ للمسيئين لأرحامهم بنار
الجحيم. وعلى الرغم من وصية الله ورسوله بالأقارب وعد الإسلام صلة
الرحم من الحقوق العشرة التي أمر الله بها أن توصل في قوله تعالى

{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
وَبِذِي الْقُرْبَى }
البقرة 36

إلا أن جلّ المسلمين أضاعوا هذا الحق مثل إضاعتهم لغيره من الحقوق
أو أشد مما جعل الحقد والبغضاء والشحناء تحل محل الألفة والمحبة
والرحمة بين أقرب الأقربين وبين الأخوة في الدين على حد سواء.

> تعريف الصلة:
الوصل وهو ضد القطع.

> تعريف الرحم:
هي كل من تربطك به صلة نسبية من جهة الأم أو الأب ، ويدخل في
ذلك من تربطك به صلة سببية من النكاح أيضا وهم الأصهار.

عقوبة تارك الرحم
1- قاطع الرحم ملعون في كتاب الله: قال الله تعالى

{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }
سورة محمد: 22-23 ،

قال علي بن الحسين لولده:
يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله
في ثلاثة مواطن.

2- قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين:
قال الله تعالى

{ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ
أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }
البقرة: 26-27 .

3- قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا ولعذاب الأخرة أشد وأبقى:
عن أبي بكر رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا
مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم )
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.

4- لا يرفع له عمل ولا يقبله الله:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

( إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية
كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم )
رواه أحمد ورجاله ثقات وحسنه الألباني
في صحيح الترغيب والترهيب.

5- قطعها قطع للوصل مع الله:
عن عائشة رضي الله عنه قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله
ومن قطعني قطعه الله )
رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه.

6- سبب في المنع من دخول الجنة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( لا يدخل الجنة قاطع رحم )
رواه الترمذي.

موعظة للقاطعين
كان أبوبكر رضي الله عنه ينفق على إبن خالته لأنه كان فقيرا، ولما كان
حديث الإفك عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تكلم عنها ابن خالته
مع من تكلموا في حقها، فلما بلغ ذلك أبابكر قطع عليه النفقة وهذا في
نظرنا أقل ما يمكن فعله، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل في ذلك قرآنا
كريما ليسطر لنا مثلا عظيما في التعامل الاجتماعي بين الناس
فنزل قوله تعالى

{ وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى
وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا
أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ِ}
النور22،

قال أبوبكر رضي الله عنه: بلى!! أي بلى أحب أن يغفر الله لي وأن يعفو
عني فرد أبوبكر رضي الله عنه النفقة التي كان ينفقها على ابن خالته
رغم ماكان منه في حق أم المؤمنين رضي الله عنه.

فأنظر أخي الكريم إذا كنت قاطعا لرحمك ما السبب في ذلك، مهما كان
السبب فعادة لا يرقى إلى مثل السبب الذي قطع بسببه أبوبكر النفقة
على ابن خالته ورغم ذلك أنظر كيف كان الرد القرآني على ذلك.

خلقنا الله تعالى متقاربين ... ولم يخلقنا متفرقين
جمع قلوب الأهل على حب الوصال ... لا على القطيعة والفراق
ما أعظم صلة الرحم وما أجملها عندما تتحقق ونحن في مراحل
عمرنا المختلفة

معنى صلة الرحم :
صلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم
ودفع ما أمكن من الشر عنهم.وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى
الأقارب, وقيل بل هي الإساءة إليهم.وفيه فرق بين المعنيين فالمعنى الأول
يرى أنه يلزم من نفي الصلة ثبوت القطيعة, والمعنى الثاني يرى أن هناك
ثلاث درجات:
1- واصل وهو من يحسن إلى الأقارب.

2- قاطع وهو من يسيء إليهم.

3- لا واصل ولا قاطع وهو من لا يحسن ولا يسيء, وربما يسمى المكافئ
وهو الذي لا يحسن إلى أقاربه إلا إذا أحسنوا إليه, ولكنه لا يصل
إلى درجة الإساءة إليهم.

ولكن هل واقعنا الذي نعيشه ..
يوحي بأننا واصلين لأرحامنا ...؟؟؟