المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبتي العيد من المسجد النبوي : أصول اعتقاد أهل السنة


adnan
08-04-2014, 10:26 PM
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور / صلاح البدير يحفظه الله

خطبتي عيد الفطر المبارك من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بعنوان :





أصول أعتقاد أهل السنة



والتي تحدَّث فيها عن الواجب على كل مسلمٍ أن يعلمَه من أصول دينِه؛

من اتباع الكتاب والسنة وطرح ما يُخالفهما، ونبذ البدع والخرافات،

مُحذِّرًا من الشركيات والسحر والشعوذة،

منبِّهًا إلى فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

كما حذَّر من الانحراف في أنواع المحرمات والمُخالفات،

حاثًّا على التوبة والرجوع إلى الله تعالى، ولم ينسَ النساء من وصاياه وتحذيراته.





الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر،

الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

الله أكبر جلَّ عن شريكٍ وولد، وعزَّ عن الاحتياجِ إلى أحد، وتقدَّس عن نظيرٍ وانفرَد،



{ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ }

[ الإخلاص: 1- 4 ]

ما قام مخلوقٌ بحقِّه؛ المُولِي بفضله على جميع خلقه، أفاضَ علينا وجاد،

وأنعمَ علينا وزاد، وخصَّنا بمواسِم الأفراح والأعياد.



الله أكبر وقد وافَتنا تباشيرُ الفرح، الله أكبر وقد أظلَّتنا العطايا والمِنَح،

الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.



الحمدُ لله خالق كل موجود، ومُفيضِ الخير والجود على قاصٍ من خلقه ودانٍ،

أحمدُه على ما أسالَ من وابل الآلاء، وأزالَ من وَبيل اللأواء،

وأسبلَ من جميل الغِطاء، وأمالَ علينا من كثير الإحسان،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ من آمنَ به وأسلَم،

وفوَّضَ أمره إليه وسلَّم، وانقادَ لأوامره واستسلَم، وخضَعَ لعزِّه القاهر ودَان،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه،

سيدُ أصفيائه، وخاتم أنبيائه، محمدٍ سيِّدِ معدِّ بن عدنان،

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبِعَهم بإحسان.





فيا أيها المسلمون:



هذا العيد قد صدَعَ فجرُه ولاح، ووضَحَ صبحُهُ وبَاح، وأشرَقَت بهجتُه،

وظهرَت فرحتُه، وحلَّت روعتُه وجلالتُه .. هنيئًا لكم هذا اليوم البَهيج،

هنيئًا لكم هذا اليوم المجيد، هنيئًا لكم عيد الفطر السعيد، جعله الله مقرونًا بالقبول،

ودَرك البُغية ونُجْح المأمول، وعاوَدَتكم السعود ما عاد عيدٌ واخضرَّ عُود،

وجعلَني الله وإياكم ممن رُزق العلمَ ووُفِّق للعمل، وبلغ نهاية السُّولِ وغايةَ الأمل،

وفُسِحَ له في المدة ونُسِئَ له في الأجل، في حُسن دينٍ وصلاحِ شأن.



أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



أيها المسلمون:



من أصول أهل الإيمان أصحاب الحديث والسنة، حفظَة الدين وخزنَته،

وأوعية العلم وحمَلَته، الذين سلَكوا محجَّة الصالحين، واتَّبَعوا آثار السلَف الماضِين:

تعظيمُ الكتاب والسنة.



الكتابُ عُدَّتُهم، والسنَّةُ حُجَّتُهم، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم –

قُدوتُهم .. يُعلِّمون التوحيد والعقيدة، وينصُرون الشريعة، ويهدِمون البِدَع الشنيعة،

ويُبغِضون الحِزبيَّة الوَضيعة.



ولا ينصِبون شخصًا أو كلامًا يُوالُون عليه ويُعادُون عليه غيرَ الكتاب والسنَّة ..

وليس لهم متبوعٌ يتعصَّبون له إلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ..

يعلَمون أحوالَه، ويُعظِّمون أقوالَه .. يعتقِدونَها ويعتمِدونَها، ويُصدِّقونَها ويقبَلونَها ..

ويُسلِّمون لها ولا يُعارِضُونَها.



فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:



( إني تركتُ فيكم شيئين لن تضلُّوا بعدهما: كتاب الله وسُنَّتي )

أخرجه الحاكم.



وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -:



[ لن تضِلَّ ما أخذتَ بالأثر ]



مـــــــــــا الــــعــــلـــــمُ إلا كــــــتــــــابُ الله أو أثـــــــــــرٌ

يـــجـــلُــــو بــــنـــــورِ هُــــــــداه كــــــــلَّ مُــلـــتـــبِـــسِ



نـــــــــورٌ لــمُــقـــتـــبِـــسٍ، خـــــيـــــرٌ لــمُــلـــتـــمِـــسٍ

حِــــمًــــى لُــمــحـــتـــرِسٍ، نِـــعـــمَـــى لــمُــبــتـــئِـــسِ



فـــاعـــكُـــف بــبــابِــهِـــمـــا عــــلـــــى طِــلابِـــهـــمـــا

تــمــحُـــو الــعــمَـــى بـــــه عـــــن كـــــل مُــلــتــبِـــسِ



ورِد بـــقـــلــــبٍ عــــذبًـــــا مـــــــــن حِــيــاضِـــهِـــمـــا

تــغــسِـــل بـمــائِــهِــمــا مـــــا فـــيـــه مــــــن دَنَــــــسِ



واقـــــــفُ الـــنـــبـــيَّ وأتــــبــــاعَ الـــنـــبـــيِّ وكُـــــــن

مــــــن هــديِـــهـــم أبــــــدًا تـــدنُــــو إلــــــى قــــبَــــسِ



والـزَم مـجـالِـسَـهـم، واحـفَــظ مـدارِسَـهــم، واحـفَــظ

مـحـاسِـنَـهـم، وانـدُب مـدارِسَـهـم بـالأربُـع الـضُّـرُسِ



واســــلُــــك طــريـــقَـــهُـــمُ، واتــــبَـــــع فــريـــقَـــهُـــمُ

فــــكُــــن رفــيـــقَـــهُـــمُ فــــــــي حــــــــرَّة الــــقُـــــدُسِ



تــــلـــــك الـــســـعــــادةُ إن تُـــلـــمِــــم بــســاحَــتِـــهـــا

فـــحُـــطَّ رحـــلَـــك قـــــد عُــوفِــيـــتَ مــــــن تَـــعَــــسِ



فاتِّبِعُوا نصوصَ الكتاب والسنَّة، وافهَمُوها كما فهِمَها أعلامُ الهدى ومصابيحُ الدُّجَى،

أصحابُ القرون المفضَّلة، السابقون الأولون المُجمَع على هدايتهم ودرايتهم،

الذين لا يعدِلُون عن نصوص الكتاب والسنة، ولا يُعارِضُونَها، ولا يردُّونَها،

ولا يُقدِّمُون عليها رأيَ أحدٍ من الناس كائنًا من كان.



قال الإمام أبو حنيفة - رحمه الله تعالى -:



[ إذا قلتُ قولاً يُخالفُ كتابَ الله وخبرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاترُكُوا قولي ]



وقال الإمام مالك - رحمه الله تعالى -:



[ إنما أنا بشرٌ أُخطِئُ وأُصِيب، فانظروا في رأيي؛ فكل ما وافقَ الكتابَ والسنَّةَ فخُذُوه،

وكل ما لم يُوافِق الكتابَ والسنَّةَ فاترُكُوه ]



وقال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -:



[ إذا وجدتُم في كتابي خلافَ سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،

فقُولُوا بسنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودَعُوا ما قلت ]



وقال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -:



[ إنما الحُجَّة في الآثار

وقال: من ردَّ حديثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفَا هلَكَة ]



فمتى قامت الحجَّة وظهر الدليلُ على خلاف قول المُقلَّد،

لم يجُز تركُ النص الصحيح لقول أحدٍ من الناس.

قال الإمام البخاري - رحمه الله تعالى -:



[ سمعتُ الحميديَّ يقول: كنا عند الشافعي - رحمه الله تعالى –

فأتاه رجلٌ فسأله عن مسألة،

فقال الشافعي - رحمه الله -: قضَى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا،

فقال رجلٌ للشافعي: ما تقول أنت؟

فقال الإمام الشافعي: سبحان الله! تراني في كنيسة؟! تراني في بِيعة؟!

ترى على وسطي زُنَّارًا؟!

أقول لك: قضَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقول: ما تقولُ أنت؟ ]

فعظِّموا نصوصَ الكتاب والسنة، وبجِّلوها وقدِّموها، وتمسَّكوا بها وأظهِرُوها،

وسلِّمُوا لها ولا تُعارِضُوها.



الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.



أيها المسلمون:



ومن أصول أهل الإيمان والتوحيد: نبذُ البدع والخُرافات،

وردُّ المُحدثات والضلالات، والبراءةُ منها ومن أهلِها ..

مضَت الصحابةُ والتابِعون وأتباعُهم، وعلماءُ السنَّة على هذا مُجمِعين مُتَّفقين.



فـأعـلَـى الـبـرايـا مـن إلـى الـسـنَـن اعـتـزَى

وأعـمَـى الـبـرايـا مـن إلــى الـبــدَع انـتـمَــى



وخــيــرُ أمـــور الــديــن مــــا كــــان سُــنَّـــةً

وشــــرُّ الأمـــــور الــمُــحــدثــاتُ الــبــدائِـــعُ



فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:



( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ )

أخرجه البخاري.



وعن العِرباضِ بن ساريةَ - رضي الله عنه :

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:



( عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين؛

تمسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومُحدثاتِ الأمور؛

فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة )

أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.



وقال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -:



[ إن أبغضَ الأمور إلى الله: البدَع ]



وقال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -:



[ كلُّ بدعةٍ ضلالة وإن رآها الناسُ حسنة ]



وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -:



[ اتَّبِعوا ولا تبتدِعوا؛ فقد كُفِيتُم، وكل بدعةٍ ضلالة ]



وقال حُذيفة - رضي الله عنه -:



[ كلُّ عبادةٍ لا يتعبَّدُها أصحابُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم –

فلا تعبَّدُوها؛ فإن الأولَ لم يدَع للآخر مقالاً ]



وقال الإمام مالك - رحمه الله تعالى-:



[ من أحدثَ في هذه الأمة شيئًا لم يكن عليه سلفُها، فقد زعَم

أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - خانَ الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول:



{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا }

[المائدة: 3]

فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكونُ اليوم دينًا ]



وقال سفيان الثوري - رحمه الله تعالى -:



[ من أصغَى بسمعه إلى صاحب بدعة، خرجَ من عصمة الله ووُكِل إلى نفسه ]



فدُوروا مع سُنَّة نبيِّنا وسيِّدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -،

دُوروا مع السنَّة حيث دارَت، واعلَموا أن كل عبادةٍ لا دليل عليها من كتاب الله

أو سنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهي عبادةٌ مُختلقة، وطريقةٌ مُبتدَعة،

وزيادةٌ مُخترَعة، ولو استَحسَنَها من استَحسَنَها .. فاحذَروا أن تنتكِسُوا في حمئَتِها،

أو تتدنَّسُوا بضلالتها.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.



أيها المسلمون:



عظِّموا الله حقَّ تعظيمه، واقدُرُوه حقَّ قدره، واعبُدوه حقَّ عبادته،

ووحِّدُوه حقَّ توحيده، ولا تصرِفُوا خالص حقه لغيره، ولا تعدِلوا غيرَه به،

ومن حلَفَ منكم فلا يحلِف إلا بالله تعالى أو أسمائه أو صفاته.



فعن عمر - رضي الله عنه :

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:



( من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت )

متفق عليه.



فلا يجوز الحلف بنبيٍّ أو وليٍّ أو جنيٍّ، أو الكعبة أو الشرف أو رأس فلان؛

فعن ابن عمر - رضي الله عنهما :

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:



( من حلف بغير الله فقد كفَر أو أشرَك )

أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.



ومن أصابَه وجعٌ أو مرضٌ أو همٌّ، أو وقع به بلاءٌ وضُرٌّ، فليلجَأ إلى الله خالقِه ومولاه،

يدعوه لكشف ضُرِّه، ودفع كُربته، وشفاء مرضِه، ودفع البلاء عنه،

وليلتزِم الأذكار النبوية والرُّقَى الشرعية، وليحذر ما يفعله الطَّغَام

وبعضُ العوام من التعلُّق بالتمائم والعزائم فيلبسون الحِلَق والخيوط،

وينظمون الودَعات، ويُعلِّقون الحُرُوز والعظام والخَرَزَات،

ويحمِلُون أنيابَ الذئاب وجلود الحيوانات، يُعلِّقُونها على الرِّقاب والدوابِّ والأبواب،

مُعتقِدين دفعَها الضراءَ ورفعَها البلاء، ومنعَها عين العائنين وحسد الحاسدين.

وكل ذلك شركٌ بالله تعالى؛ لأن تلك الخُرافات والمُعلَّقات لا تعصِم من الآفات،

ولا تحمي من الأمراض والبليَّات



{ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ }

[ الأنعام: 17 ]



وعن عقبة بن عامرٍ - رضي الله عنه :



( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل إليه رهطٌ فبايعَ تسعةً

وأمسك عن واحدٍ،

فقالوا: يا رسول الله! بايعتَ تسعة وتركتَ هذا!

فقال: إن عليه تميمة فأدخل يدَه فقطعَها، فبايَعه،

وقال: من تعلَّق تميمةً فقد أشرك )

أخرجه أحمد.



وعن عيسى بن عبد الرحمن قال:



دخلتُ على عبد الله بن عُكَيم أعودُه وبه حُمرَة،

فقلتُ: ألا تُعلِّق شيئًا؟

قال: الموتُ أقربُ من ذلك،

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:



( من تعلَّق شيئًا وُكِل إليه )

أخرجه أحمد والترمذي.



أيها المسلمون:



احذَروا الذهاب إلى السحرة والكهان والمشعوذين، والرمَّالين والعرَّافين والمُنجِّمين،

وأهل الأبراج وقراءة الكفِّ والفنجان والحازِرين، الذين يدَّعون علم المُغيَّبات،

والكشف عن المُضمَرات؛ فإنهم أهل غشٍّ وتدليس، وخداعٍ وتلبيس،

ونمنَماتٍ وتمتَمات، وخُرافاتٍ وخُزعبَلات، واستعانةٍ بالجنِّ واستغاثات،

وحُجُبٍ تحوِي حروفًا وأرقامًا وإشارات.



ويطلُبون ممن يأتيهم ذبحَ حيواناتٍ بألوانٍ وصِفات،

يُلطِّخون بدمِها الأجسادَ والحِيطانَ والعتَبَات، يتقرَّبون للجانِّ، ويعبُدون الشيطان،

ويُشرِكون بالرحمن،

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:



( لعنَ الله من ذبحَ لغير الله )

أخرجه مسلم.



ومن تلبيسِهم وتدليسِهم: إعطاؤُهم من يأتي إليهم أشياء تُدفَن وتُغرَق،

وأخرى تُسجَر وتُحرَق، إلى غير ذلك من دخائِلِهم الكدِرة، ودفائِنهم القذِرة.



فاحذروا إتيانهم أو سؤالهم أو تصديقَهم؛

فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:



( ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: مُدمنُ خمرٍ، وقاطعُ رحِم، ومُصدِّقٌ بالسحر )

أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم.



وعن صفيَّة عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:



( من أتى عرَّافًا فسأله عن شيءٍ لم تُقبل له صلاةٌ أربعين ليلة )

أخرجه مسلم.



وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:



( من أتى كاهنًا أو عرَّافًا فصدَّقَه بما يقول،

فقد كفَر بما أُنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم )

أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.



ومن البدَع العظيمة، والأفعال الشنيعة، والشرك الصريح:

تعلُّق بعض المسلمين بالأضرحة والأموات، يستغيثون بهم، ويدعونهم،

وينادونهم من دون الله، ويسألونهم كشفَ الكربات، ودفعَ البليَّات ..

ففي العالم الإسلامي قبورٌ تُحجُّ وتُقصَد، ويُذبَح لها ويُسجَد،

ويُعفَّر عندها الوجه والخدُّ، ويُطلب منها العونُ والمدُّ، والغَوث والنَّهد.

أفعال تُناقِض دينَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.



فيا سبحان الله! كيف أوجَبوا لها الشركة في العبادة وهي لا تملك نفعًا ولا ضرًّا،

ولا تجلِبُ خيرًا ولا تدفع شرًّا؟!

قال تعالى:



{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ

إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }

[ فاطر: 13- 14 ]



{ قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً }

[ الإسراء: 56 ]



ما الله مُولِيكَ فضلٍ فاحمَدنه به

فما لدَى غيرِه نفعٌ ولا ضـــررُ



وليس يرضَى ربُّنا عبادة أشركتَ فيها معه عبادة ..

فما أحوجَنا إلى إيضاح العقيدة الصحيحة وتبيينها، وإظهارها وتقريرها،

وترسِيخ معالمها وأصولها، وإشهار حُجَجها وبراهينها.



الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.



أيها المسلمون:



بالإمامة والسلطان تُحفظ البيضة، وتُصان الحوزَة، وتُحمَى الشريعة،

وتأمَنُ السبل، وينتظِمُ الأمن، ويعُمُّ الخير والعدل، ويرتدِعُ الظلَمة، وتندفِعُ الفوضَى،

وتسكُن الدَّهما، ويعيشُ الناسُ آمِنين مُطمئنِّين.



والطاعةُ لإمام المسلمين فريضة، وطاعتُه في غير معصيةٍ من طاعة الله - عز وجل -،

فلا يجوز الخروجُ على ولاة أمر المسلمين، ولا قتالهم، ولا مُنابذتهم،

ولا إظهار الشناعة عليهم، ولا تحريك القلوب بالفتنة والسوء ضدَّهم،

ولا إشاعة أراجيف الأخبار عنهم،

ومن فعل ذلك فهو مبتدعٌ على غير السنَّة وطريقة السلف.



فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال:

سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:



( من خلَعَ يدًا من طاعة لقِيَ الله يوم القيامة لا حُجَّة له،

ومن ماتَ وليس في عُنقِه بيعَة ماتَ ميتةً جاهليةً )

أخرجه مسلم.



وقد خالف هذا المنهجَ السلفيَّ الأصيلَ عصبةٌ غاوية، وحَفنةٌ شاذَّة،

وسُلالةٌ ضالَّة .. شهَرَت سيوفَ الفتنة، وجاهَرَت بالمُحادَّة والمُضادَّة بعقيدةٍ مدخولة،

وعقولٍ مغسولة؛ فكفَّروا، وروَّعوا، وأرعَبوا، وقتَلوا وفجَّروا، وخانوا وغدَروا.



رمَوا أنفسهم في أتون الانتحار بدعوى الاستشهاد، ودرَكَات الخروج بدعوى الجهاد،

يُقابِلون الحُجَج باللَّجَج، والقواعد بالأغاليط،

والمحكمات بشُبهٍ ساقطة لا تزيدهم إلا شكًّا وحيرةً واضطرابًا.



خالَفوا ما درج عليه السلف، وانتَهجَه بعدهم صالحُو الخلف،

وفارَقُوا ما نقلَته الكافَّة عن الكافَّة، والضافَّة عن الضافَّة، والجماعة عن الجماعة.



وكان من آخر جرائمهم ومخازيهم وقبائحهم: الجريمةُ النكراء،

والفعلةُ الخَسيسة الشنعاء: التي قاموا بها في منفَذ الوديعة الحدوديِّ،

وفي مُحافظة شَرورة، وأزهَقُوا فيها دماءً معصومةً من رِجال أمننا ظُلمًا وبغيًا،

وعدوانًا ومكرًا، وهم صُوَّامٌ في نهار الجُمعة الأولى من شهر رمضان المُبارَك.



وتلك صَنيعةُ أرباب الفتنة، وأذنابِ الأعداء، ورُؤوس الشرِّ، وخوارِج العصر،

الذين لا هدفَ لهم ولا غاية إلا إشاعَة الفوضَى،

والنَّيلَ من كرامة بلدِنا وأمنِها ووحدتها.



وشعبُ المملكة العربية السعودية على وعيٍ بأهداف تلك الفئات الضالَّة،

والجماعات التكفيريَّة، ومُنظَّماتها الإرهابية، ومُخطَّطاتها الخبيثة،

ونواياها القذِرة في بلاد الحرمين الشريفين.



وشعبُ المملكة العربية السعودية يرفضُ الفوضَى، ويرفضُ العبثَ بأمنِه،

وزرعَ الفتنةِ في أرضِه وبلدِه، وستظل المملكة العربية السعودية –

بحول الله وقوته - بلدةً آمنةً مُطمئنَّةً مُستقرَّة، عزيزةً بعزِّ الإسلام،

منيعةً محفوظةً مصونةً بحفظ الدين، راعيةً للحرمين الشريفين،

وخادمةً للمدينتين المُقدَّستين، رُغم كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين.



واللهَ نسأل أن يتغمَّد جنودَنا الذين قضَوا في ذلك الاعتداء الآثِم بواسع رحمته،

ويُدخِلَهم في فسيح جِنانه، ويتقبَّلَهم في الشهداء،

ويرزُق أهلَهم وذَويهم عظيمَ السَّلو والصبر، وجزيلَ الثواب والأجر،

وحُسن العِوَض، وآجِلَ الخلف وعاجِلَه، إنه جوادٌ كريم.



الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.



أيها المسلمون:



الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصلٌ عظيمٌ من أصول الشريعة،

وركنٌ مشيدٌ من أركانها المنيعة،

رفعُ لوائه وإعلاءُ بنائه وإعزازُ أهله واجبٌ معظَّمٌ وفرضٌ محتَّم،

قال تعالى:



{ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ

وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }

[ الحج: 41 ]



وإن ظهور المعاصي والمنكرات وفشُوَّها هو الداء العُضَال، والوباء القتَّال،

وسببُ حلول العقوبات والنقمات،

يقول رسول الهُدى - صلى الله عليه وسلم -:



( إن الله لا يُعذِّب العامَّة بعمل الخاصَّة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم

وهم قادرون على أن يُنكِروه فلا يُنكِروه،

فإذا فعلوا ذلك عذَّب الله الخاصَّة والعامَّة )

أخرجه أحمد.



وقال - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم -:



( لا يحقِر أحدكم نفسَه

قالوا: يا رسول الله! كيف يحقِر أحدُنا نفسَه؟

قال: يرى أمرًا لله فيه عليه مقال ثم لا يقول فيه،

فيقول الله - عز وجل - له يوم القيامة: ما منعك أن تقول فيَّ كذا وكذا؟

فيقول: خشية الناس،

فيقول الله: فإيَّايَ كنت أحق أن تخشَى )

أخرجه ابن ماجه.



وكتب عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - إلى بعض العمَّال:



[ أما بعد: فإنه لم يظهر المنكر في قومٍ قطُّ ثم لم ينهَهم أهل الصلاح بينهم،

إلا أصابهم الله بعذابٍ من عنده، أو بأيدي من يشاء من عباده،

ولا يزالُ الناس معصومين من العقوبات والنقمات ما قُمِع أهل الباطل،

واستُخفِيَ فيهم بالمحارم ]



وقال الإمام القرطبي - رحمه الله تعالى -:



[ قيل: كل بلدةٍ يكون فيها أربعة فأهلها معصومون من البلاء: إمامٌ عادلٌ لا يظلم،

وعالم ٌعلى سبيل الهدى، ومشايخُ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر،

ويُحرِّضون على طلب العلم والقرآن، ونساؤهم مستورات

لا يتبرَّجن تبرُّج الجاهلية الأولى ]



فلا ينجو من البلاء إلا الناهُون المُصلِحون،

وخسِرَ هنالك الخُرصُ المُداهِنون، الساكتون المُلايِنون.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.



أيها المسلمون:



احذَروا المعاقب التي توجب في الشقاء الخلود، وتستدعي شوْهَ الوجوه ونُضج الجلود،

واعلموا أن الدنيا سُمُّ الأفاعي، وأهلها ما بين منعيٍّ وناعِي،

دُجُنَّةٌ ينسخها الصباح، وصفقةٌ يتعاقبها الخسارُ أو الرَّباح، ما هي إلا بقاء سفْر في قفْر،

أو إعراسٌ في ليلة نفْر. كأنكم بها مُطَّرَحةٌ تعبُر فيها المواشي،

وتنبُو العيون عن خبرها المُتلاشِي.



فلا تغترُّوا فيها بقوةٍ أو فتوَّة؛ فما الصحةُ إلا مركَبُ الألم، وما الفتُوَّة إلا مركَبُ الهَرَم،

وما بعد المَقِيل إلا الرحيل إلى منزلٍ كريم، أو منزلٍ وَبيل.



فادلفوا إلى باب التوبة والإنابة، واقطعوا حبائل التسويف،

وامحُوا سوابق العصيان بلواحِق الإحسان،

وحافظوا على الصلوات الخمس المفروضة حيث يُنادَى بهن،

ولا تتخلَّفوا عن الجماعة إلا من عُذرٍ؛ فإن من الخيبة

والشقاء أن يسمعَ الرجلُ النداءَ فيتخلَّف في بيته ولا يُجيب.



يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -:



[ من سرَّه أن يلقَى الله غدًا مسلمًا فليُحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادَى بهن؛

فإن الله شرعَ لنبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - سُننَ الهدى، وإنهنَّ من سُنَن الهدى،

ولو أنكم صلَّيتم في بيوتكم كما يُصلِّي هذا المتخلِّف في بيته لتركتم سُنَّةَ نبيِّكم،

ولو تركتم سنَّةَ نبيِّكم لضلَلتُم، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها إلا مُنافقٌ معلومُ النفاق،

ولقد كان الرجل يُؤتَى به يُهادَى بين الرَّجُلَين حتى يُقام في الصف ]

أخرجه مسلم.



وأدُّوا زكاةَ أموالِكم، وانفَحُوا بالعطاء، وانضحوا بالبرِّ والجود، وأعِينُوا الضعيف،

وأغِيثُوا اللَّهيف، وارحموا الأرملةَ والمسكين، واليتيم والفقير.



وبادِروا بالحج ما استطعتم، وصِلُوا من قطعَكم، وأعطُوا من حرَمَكم،

واعفُوا عمَّن ظلَمَكم، وليس الواصل بالمكافئ،

وإنما الواصل الذي إذا قَطَعَتْ رحِمُه وصلَها.



ولا تأكلُوا أموالكم بينكم بالباطل، ولا تبخَسوا الناس أشياءهم،

ولا تمنعوا العُمَّال والخدم والسائقين حقوقهم ورواتبهم،

لا تمنعوا العُمَّال والخدم والسائقين حقوقهم ورواتبهم، ولا تظلِموهم،

ولا تُكلِّفوهم ما لا يُطِيقون، وعلِّموهم ما يحتاجون من أمور العقيدة والدين.



ولا تتعاملوا بصفقات الربا الخاسرة، وزياداته الظالمة، ومُضاعفاته الفاحشة،

واحذروا جحد الحقوق، والتلاعب بأثمان السلع، والغش، والنجش،

والتطفيف في المكاييل والموازين، واحذروا أموال اليتامى

والأوقاف والوصايا أن تأكلوها ظلمًا وعدوانًا،

واحذروا أموال العامَّة أن تستَولوا عليها غلولاً واختلاسًا.



وأحسِنوا إلى نسائكم وزوجاتكم، وقوموا على أولادكم بالتربية والتأديب،

والتوجيه والتهذيب، والنفقة الشرعية اللازمة، وعامِلُوهم باللطف والعطف،

والمحبة والشفقة والرحمة، وطهِّروا بيوتكم من المحرَّمات وآلات اللهو والطرب،

والشيشة والحشيشة، والخمور والمخدِّرات، والمجلات المحرمة، والقنوات الخبيثة.



وصُونوا ألسنتكم عن الغيبة والنميمة، والسب والشتم، والطعن واللعن،

والقذف والزور والبهتان، واحفَظُوا فُروجَكم عن الزِّنا واللواط،

وسائر الفواحش والآثام، وطهِّروا قلوبكم من الغلِّ والحقد والحسد والكراهية والبغضاء،

وإيَّاكم ومجالس الفسوق والفجور، واحذَرُوا الخصُومات والمُشاحَنات.



واقبلوا المعذرة، وأقِيلُوا العثرة، ولا تقاطعوا، ولا تدابَروا، ولا تباغَضُوا،

ولا تحاسَدُوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، ولا يحِلُّ لمسلمٍ أن يهجُرَ أخاه فوق ثلاثٍ؛

فمن هجر فوق ثلاثٍ فماتَ دخل النار.



أيها المسلمون:



هذا يومُ التسامُح والتصافُح، والتلاحُم والتراحُم؛ فتصافحوا يذهب الغِلُّ،

وتسامَحوا تذهب الشحناء. تآلَفوا ولا تنافَروا، تقارَبوا ولا تباعَدوا،

وأحسِنوا إن الله يحب المحسنين.



الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.



أقول ما تسمعون، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة،

فاستغفروه؛ إنه كان للأوابين غفورًا.





الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر،

لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.



الحمد لله على سوابق نعمائه، وسوالف آلائه،

أحمده أبلغ الحمد وأكمله، وأتمَّه وأشملَه،

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له اعتقادًا لربوبيَّته وألوهيَّته،

وإذعانًا لجلاله وعظمته وصمديَّته،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبده ورسوله المُصطفى من خليقته،

والمُجتبَى من بريَّته، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه

صلاةً مُتضاعِفةً دائمةً إلى يوم نلقاه.







فيا أيها المسلمون:



اتقوا الله الذي لا يخفى عليه شيءٌ من المقاصد والنوايا،

ولا يستتر دونه شيءٌ من الضمائر والخفايا .. السرائر لديه بادية،

والسرُّ عنده علانية، وهو معكم أينما كنتم، والله بما تعملون بصير.



أيها المسلمون:



في زمنٍ مَليءٍ بالضجيج والعجيج كثُر المُنادُون للمرأة المسلمة.

وكم من مُنادٍ له ظاهرُ نصيحة متصلٌ بغشِّ سَريرة،

وظاهرُ مودَّة متصل بفساد نيَّة ودغَلِ طويَّة:



{ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }

[ التوبة: 107 ].



أيتها المرأة المسلمة:



احذري أن تكوني مبعث إثارة، أو مثار فتنة للأعين الشرهة، والنظرات الخائنة الوقحة،

والنفوس السافلة الدنيئة، والأفعال المشينة البذيئة،

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:



( صِنفان من أهل النار لم أرَهما:

قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ،

مائلاتٌ مُميلاتٌ، رؤوسُهنَّ كأسنِمة البُخت المائلة،

لا يدخُلن الجنَّة ولا يجِدن ريحَها، وإنَّ ريحَها ليُوجَد من مسيرة كذا وكذا )

أخرجه مسلم والطبراني،

وزاد:



( العنوهن فإنهن ملعونات )



هذا مصيرُ من تبرَّجت وترجَّلت، وبرزَت وتكشَّفت؛ فاتقي الله يا أمة الله!

احتشمي ولا تبرَّجي، تستَّري ولا تكشَّفي، وخافِي عذاب الله وسخطه،

وغضبه ومقته ونقمته.



أيها الآباء والأولياء:



صونوا نساءكم، واحفظوا أعراضكم، واجتنِبوا التفريط والتشاغل،

وحاذِروا التقصير والتساهل، الذي لا تؤمن لواحقه وتوابعه،

وتواليه وعواقبه، بَيْدَ أن عاقبته بوار، وخاتمته خسار.



كونوا أُباة العار، وحُماة العرين .. كونوا كمحافظٍ مُتنبهٍ لا يغفل،

ومراعٍ مُتيقظٍ لا يهمل؛ فكلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيَّته،

والله سائلٌ كل راعٍ عما استرعاه حفِظَ أم ضيَّع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته.



الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.



أيها المسلمون:



ابتهجوا بعيدكم، ولا تُكدِّروا جماله وجلاله، وصفاءَه وبهاءَه بالمعاصي والآثام،

واللهو الحرام، واستقيموا على الطاعة والإحسان بعد رمضان؛

فما أحسن الإحسان يتبعه الإحسان! وما أقبح العصيان بعد الإحسان!



ومن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوالٍ كان كصيام الدهر،

ومن لم يُخرِج زكاةَ فِطره فليُبادِر إلى إخراجها فورًا،

ومن أتى منكم من طريقٍ فليرجع من طريقٍ أخرى إن تيسَّر له ذلك؛

اقتداءً بسنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.



الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.



بشراكم يا من قمتُم وصمتُم .. بشراكم يا من تصدَّقتم واجتهدتم؛

فهذا يوم الفرح والسرور، والفوز والحُبور .. ذهب التعب، وزال النصب،

وثبت الأجر - إن شاء الله تعالى -.



تقبل الله صومكم وشهرَكم، وأعاد الله علينا وعليكم هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة،

وأزمنةً مديدة، ونحن في صحةٍ وعافيةٍ وحياةٍ سعيدة.



اللهم إنا خرجنا إلى هذا المكان المبارك نرجُو رحمتك وثوابك؛

اللهم تقبَّل مساعِيَنا وزكِّها، اللهم تقبَّل مساعِيَنا وزكِّها، وارفع درجاتنا وأعلِها،

اللهم أعطِنا من الآمال مُنتهاها، ومن الخيرات أقصاها،

اللهم تقبَّل صيامنا وقيامنا ودعاءنا يا أرحم الراحمين.



اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين.



اللهم أدِم على بلاد الحرمين الشريفين أمنها ورخاءها،

وعزَّها واستقرارها يا أرحم الراحمين.



اللهم من أرادَنا بسوءٍ فاكشف أمره، واهتِك ستره، وافضح سرَّه،

واكفِنا شرَّه، واجعله عبرة، اللهم اقتُله بسلاحه،

وأحرِقه بناره يا قوي يا عزيز يا رب العالمين.



اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز،

اللهم وفِّقه لما تحب وترضى، وخُذ بناصيته للبر والتقوى،

وأصلِح له بطانته، ومتِّعه بالصحة والعافية،

اللهم وفِّق وليَّ عهده سلمان بن عبد العزيز لما فيه عزذُ الإسلام وصلاح المسلمين،

ومتِّعه بالصحة والعافية يا كريم، اللهم وفِّقهم وإخوانهم وأعوانهم

لما فيه صلاح العباد والبلاد يا رب العالمين.



اللهم انصر بهم دينك، وأعلِ بهم كلمتك،

واجعلنا وإياهم من الهداة المهتدين يا رب العالمين.



اللهم وفِّق أميرَنا فيصل بن سلمان بن عبد العزيز،

واجزِه عما يُقدِّمه من خدمةٍ لبلدِ رسولِك

وزوَّار مسجد نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،

اللهم وبارِك له في عُمره وصحَّته وذريَّته وأهله يا رب العالمين.



اللهم وفِّق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك،

واتباع سنَّة نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.



اللهم انصر أهلَنا في فلسطين،

اللهم انصر أهلَنا في فلسطين على اليهود الغاصبين،

اللهم إن اليهود قد طغَوا وبغَوا، وأسرفوا وأفسَدوا واعتَدوا،

اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين،

اللهم زلزِل الأرضَ من تحت أقدامهم، وألقِ الرُّعبَ في قلوبهم.



اللهم طهِّر المسجد الأقصى من رجز يهود يا قوي يا عزيز يا رب العالمين.



اللهم ادفع عن بلاد المسلمين شرَّ الحروب والصراعات، والفتن والنزاعات،

والصدامات والاختلافات، اللهم عليك بمن زرعها وأشعلها يا رب العالمين.



اللهم فرِّجْ هم المهمومين، ونفِّس كربَ المكروبين،

واقضِ الدَّين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين،

وارحم موتانا وموتى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.



سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين،

والحمدُ لله رب العالمين.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.