المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنما نحن مجموعة أيام


adnan
08-29-2014, 04:51 PM
الابنة / أحلام عبد العزيز



إنما نحن مجموعة أيام

توفي شاب في أوائل عمره بكت عليه أمه وقفت عند قبره تسكب
العبرات لفراق فلذة كبدها وقرة عينها فارقها وهو في زهرة شبابه.
وقوة جسد ونضارة وجهه فمر عليها نبي من الأنبياء هكذا يروى

فقال لها ما يبكيك يا أمة الله

فقالت أبكي على ولدي دفنته هنا.

قال النبي: كم عمره ؟؟؟

قالت: مائتا عام

فقال لها مواسيا: كيف لو أدركت أمه...
أعمارها من الستين إلى السبعين؟؟؟

قالت: لو أدركت هذه الأمة لأمضيتها في سجدة واحدة.

نعم أعمارنا وعمر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قصيرة.
مات عليه الصلاة والسلام وكان عمره ثلاثة وستين سنة وكذا أبو بكر.
وعمر وعلي رضي الله عنهم ومنهم أقل وأكثر.من صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا تجد أحدا من أمتنا بلغ عقدا بعد قرن إلا نادرا
وإن حدثك شيخ كبير بأن عمره وصل إلى المائة والعشرين أو الثلاثين.
فإنه لم يضبط عمره بدقة وقد جلست مع كبار السن.في مناطق مختلفة
للإستفادة منهم وسألت بعضهم عن عمره.فيقول لي: يا إبنتي لقد تجاوزت
المائة حيث قد أصلإلى العشرين بعد المائة ثم أخذت معه في الحديث عن
وقائع وأحداث.

فأجاب قائلا: لا أذكر ولا أعيها وإتضح لي أنه في بحر التسعينيات.
إذ الملاحظ على كبار السن الذين تجاوزوا التسعين.أنهم يحبون أن تزيد
أعمارهم والضابط لهم الوقائع والأحداث وإن وصل أحد إلى هذا العمر
فنادرا والشاهد والحاصل أنه مهما بلغ الإنسان في عمره فهو قصير
لمن قبله من الأمم...

أنت تودع عاما وتستقبل عاما جديدا
تودع ثلاثمائة وستين يوما.وتستقبل ثلاثمائة وستين يوما قادمات
فأنت مجموعة أيام.إذا قضي يوم من حياتك ذهب بعضك كل يوم يذهب
وشهر ينصرم وعام يمضي يقربك إلى الموت والوقوف والمساءلة.

قال الفضيل بن عياض لرجل كم أتت عليك؟؟؟
قال: ستون سنة قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك.
يوشك أن تبلغ فقال الرجل إنا لله وإنا إليه راجعون.

فقال الفضيل:
أتعرف تفسيره تقول إنا لله وإنا إليه راجعون فمن عرف أنه.
لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف.ومن علم أنه موقوف فليعلم
أنه مسؤول ومن علم أنه مسؤول...فليعد للسؤال جوابا

فقال الرجل فما الحيلة ؟؟؟ قال: يسيرة... قال ما هي؟؟؟

قال:
تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى فإنك إن أسأت فيما بقي.
أخذت بما مضى وما بقي وأسأل الله أن يرحمنا رحمة واسعة.

وصل اللهم على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.