المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة لماذا الوصية بالحاكم المسلم خيرا ( 4 )


adnan
08-29-2014, 05:13 PM
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب





سلسلة لماذا الوصية بالحاكم المسلم خيرا ( 4 )


(4) نتائج وعقوبة معصية ولي الأمر
ـ السلطان الحاكم ـ المسلم وعدم السمع والطاعة له.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:

فإن لكل معصية نتائج وعقوبة، ومن عقوبة عدم السمع والطاعة لولي
الأمر المسلم ما نلخصه في نقاط:

1) معصية لله ورسوله ـ وكفى بها عقوبة ـ.

{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
[آل عمران:31].

ومفهوم الآية؛ أنه من يعصي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يتِّبع
أوامره؛ فلن يغفر الله له. ـ فما أقبحها من خسارة ـ.

وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن
يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعصي الأمير فقد عصاني ..).
البخاري: ( 2797، 6718 )، مسلم: ( 1835 ) .

2) حرمان النظر إلى وجه الله تعالى الكريم ، والوعيد بالعذاب له
يوم القيامة، وماله في الآخرة من خلاق.
عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ الله إِلَيْهِمْ يوم الْقِيَامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
...، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إلا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ منها رضي
وَإِنْ لم يُعْطِهِ منها سَخِطَ ).
البخاري (2230، 6786)، ومسلم (108).

3) في معصية الحاكم:
فقدان الحُجة يوم القيامة أمام الله تعالى، وتشبيهه بأهل الجاهلية
في ضلالهم، حيث أنهم فوضى لا إمام لهم .
ففي الحديث، قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( من خَلَعَ يَدًا من طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يوم الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ له ،
وَمَنْ مَاتَ [مُفَارِقاً لِلْجَمَاعَةِ ] وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ
مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ).
أخرجه: أحمد (2/70، 83)، ومسلم (1851).

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( من خَرَجَ من الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ).
أخرجه: أحمد (2/296، 488)، ومسلم (1848).

4) من عقوبة عدم السمع والطاعة:
إيغار صدر الحاكم على الرعية ومن ثَمّ يُسلط سيفه عليهم، فيأكل
الأخضر واليابس.ويشهد على هذا المعنى؛ ما جاء في حديث
عطية السعدي رضي الله عنه، قَالَ:
قَالَ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( إذا اسْتَشَاطَ السُّلْطَانُ تَسَلَّطَ الشَّيْطَانُ )
. أخرجه: أحمد (4/226)، وابن أبي عصام في "الآحاد والمثاني"
(2/464، 3/110)، والطبراني في "الكبير" (17/167/ 444)، وقال
الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/235):"رواه أحمد والبزار ورجالهما
ثقات"، و(8/71): "رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات".
وضعفه الألباني.

ومعنى الحديث:
إذا تلهب وتحرّق ـ الحاكم ـ من شدة الغضب وصار كأنه نار فأغراه
بالإيقاع بمن غضب عليه.ففيه تحذير من إغضاب الحاكم ومجانبة أسباب
غضبه حتى لا يوقع العقوبة.وترجم ذلك السلف في واقعهم فكانوا يوصون
بعدم التعرض لغضب الحاكم حتى لا يضرب بسيفه.فقد أخرج أبو بكر
الخلال في جزء "الأمر بالمعروف"(19): عن اسحاق أن الْإِمَامُ أَحْمَدُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَا يُتَعَرَّضُ لِلسُّلْطَانِ فَإِنَّ سَيْفَهُ مَسْلُولٌ ـ وَعَصَاهُ ـ".
وانظر "الآداب الشرعية" (1/176)، "جامع العلوم والحكم"
(ص/ 479) وفي طبعة (ص/323).

اللهم فقهنا في الدين وجنبنا
طرق الضالين واهدِ ضال المسلمين.

والله أعلم.
كتبه/
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
13 / 10 / 1435هـ.