المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أختبار الدم الخفي في البراز


adnan
09-01-2014, 09:42 PM
الأبن الدكتور / ماجد عدنان الياس





أختبار الدم الخفي في البراز


يساعد فحص اختبار الدم الخفي في البراز على
كشف وجود أي دم غير ظاهر في البراز، وهو من العلامات التحذيرية
المبكرة على احتمال إصابة المريض بالسرطان القولوني المستقيمي. إن
كلمة "خفي" تعني أنه لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، لذلك يتحرى هذا
الفحص عن وجود دم في البراز غير ظاهر للعيان. يتم اختبار الدم الخفي
في البراز على ثلاث عيّنات برازية تُؤخذ من مرات خروج مختلفة على
امتداد عدة أيام، ذلك أن سرطان القولون لا ينزف إلا من حين إلى آخر.
يمكن أن تسبب بعض أنواع الطعام حصول "إيجابية كاذبة" في اختبار
الدم الخفي في البراز، أي أن النتيجة تبدو وكأن هناك دم في براز
المريض حتى لو لم يكن هناك أي دم. لذلك على المريض تجنب تناول هذه
الأطعمة مدة يومين إلى ثلاثة أيام قبل إجراء الاختبار. إن الأدوية الحاوية
على الحديد، والأسبرين، وفيتامين ج يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج
الاختبار وعلى المريض تجنبها. إذا كانت نتيجة الاختبار غير طبيعية،
أي أنها أظهرت وجود دم في البراز، فإن الطبيب سيقوم بطلب
فحوص إضافية لتحديد سبب النزف.

مقدمة
اختبارُ الدم الخفي في البراز هو فحصٌ يُجرى عند المرضى للتحرِّي عن
سرطان القولون والمستقيم؛ ويساعد في البحث عن وجود دم غير ظاهر
في البراز، حيث يمثِّل ذلك أحد علامات التحذير المبكِّرة التي تشير إلى
أنَّ المريضَ قد يكون مصاباً بسرطان القولون والمستقيم.قد يطلب الطبيبُ
من المريض إجراءَ اختبار الدم الخفي في البراز. ويشرح هذا البرنامج
التثقيفي لماذا يُجرى هذا الاختبار، وكيف يُجرى، وكيف يتمُّ تفسيرُ نتائجه.

السرطان القولوني المستقيمي
يُستخدَم اختبارُ الدم الخفي في البراز بشكل رئيسي للتحرِّي عن سرطان
القولون والمستقيم عند المرضى. ويقدِّم هذا الفصلُ بعضَ المعلومات
عن هذا المرض.يُسمَّى السرطانُ الذي ينشأ في القولون أو المستقيم
بسرطان القولون والمستقيم؛ والقولون هو الأمعاءُ الغليظة؛ أمَّا المستقيم
فهو الجزءُ الأخير من الأنبوب الهضمي، حيث يُطرح البرازُ منه خارج
الجسم عبر الشرج.يحتلُّ سرطانُ القولون والمستقيم المرتبةَ الثانية بعد
سرطان الرئة كأحد أسباب الوفيات المتعلِّقة بالسرطان.كلَّما تمَّ اكتشاف
الإصابة بسرطان القولون والمستقيم باكراً، كانت المعالجةُ أكثر نجاحاً.
تميلُ البوليباتُ والسرطانات إلى النموِّ ببطء، كما أنَّها قد تنزف من وقت
إلى آخر. ويكون هذا الدمُ مرئياً في براز المريض أحياناً، وقد لا يكون
مرئياً في حالات أخرى. ويمكن اكتشافُ هذا الدم غير المرئي بواسطة
بعض الفحوص، كاختبارِ الدَّم الخفي في البراز الذي قد يعطي علامةً
تحذيرية عن احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

أمَّا البرازُ فهو
الفضلاتُ التي يطرحها الإنسان من الشرج، والخفي هو الذي لا يُرى
بالعين المجرَّدة. لذلك، يتحرَّى اختبارُ الدم الخفي في البراز عن الدم الذي
لا يُرى بالعين المجرَّدة. ولكنَّ اكتشافَ وجود الدم بواسطة هذا الاختبار
لا يعني أنَّ الشخص مُصابٌ بالسرطان بالضرورة؛ فهناك عواملُ كثيرةٌ
تؤدِّي إلى وجود الدم في البراز. ولذلك، يطلب الطبيبُ فحوصاً إضافية
لتحديد سبب النزف عادة.

التحضير للاختبار
يجري اختبارُ الدم الخفي في البراز على ثلاث عيّنات برازية تُؤخذ من
مرَّات تغوُّط مختلفة على مدى عدَّة أيام، لأنَّ سرطان القولون لا ينزف
إلاَّ من حين إلى آخر. وهذا ما يزيد من فرصة اكتشاف الكمِّيات الصغيرة
من الدم في براز المريض.يمكن أن تسبِّب بعضُ أنواع الطعام حصولَ
"إيجابية كاذبة" في اختبار الدم الخفي في البراز، أي أنَّ النتيجةَ تبدو
وكأنَّ هناك دماً في براز المريض، حتَّى إذا لم يكن هناك أيُّ دم. لذلك،
يجب على المريض تجنُّبُ تناول هذه الأطعمة مدَّة يومين إلى ثلاثة أيَّام
قبل إجراء الاختبار.

ومن هذه الأطعمة:
اللفت والشمندر والفجل والجرجير والخرشوف والفطر والبروكولي
(نوع من القرنبيط) وبراعم الفاصوليا والقرنبيط والتفَّاح والبرتقال
والموز والعنب والبطيخ.

كما أنَّ الدمَ الموجود في اللحوم الحمراء يسبِّب ظهورَ الدم في براز
المريض أيضاً. ولذلك، يجب تجنُّبُ تناول اللحوم الحمراء قبل الاختبار
بيومين إلى ثلاثة أيَّام.ويمكن أن تؤثِّر الأدويةُ المحتوية على الحديد أو
الأسبرين أو الفيتامين سي على نتائج الاختبار أيضاً، ولذلك يجب على
المريض تجنُّبها.

قد يطلب الطبيبُ من المريض التوقُّفَ عن تناول بعض الأدوية التي يمكن
أن تؤثِّر في نتائج الاختبار. ومن هذه الأدوية الكولشيسين واليود
ومضادَّات الحموضة وحمض البوريك.

إذا كان المريضُ يعاني من بواسير نازفة، فعليه ألاَّ يجري هذا الاختبار،
وكذلك على المرأة ألاَّ تجري هذا الاختبار خلال الدورة الطمثية.

كيف يُجرى الفحص
يعدُّ اختبارُ الدم الخفي في البراز أحدَ اختبارات التحرِّي التي تُجرى على
القولون والمستقيم؛ وهو فحصٌ يمكن أن يتمَّ في عيادة الطبيب أو في
منزل المريض.تُوضع عيِّنةٌ صغيرة من البراز على بطاقة أو رفادة أو
مُسْحَة، ثمَّ يُوضع عليها محلولٌ كيميائي كاشف؛ فإذا تغيَّر لونُ البطاقة
إلى الأزرق، فهذا يعني أنَّ هناك دماً في البراز.يختلف إجراءُ اختبارات
الدم في البراز اعتماداً على نوع الكاشف المنزلي المتوفِّر. كما أنَّه من
المهمِّ اتِّباعُ تعليمات الشركة المصنِّعة الموجودة مع بطاقة الاختبار عادةً.
وينبغي التأكُّد دائماً من تاريخ انتهاء الصلاحية المسجَّل على العبوة.
وقراءة التعليمات المُرفقة بعناية، واتِّباع التعليمات بدقَّة. يتمُّ استعمالُ
ثلاث عيِّنات من ثلاث مرَّات تغوُّط مختلفة على مدى ثلاثة أيَّام مختلفة،
وذلك بالنسبة لمعظم أنواع كواشف الاختبار المتوفِّرة.ومع أنَّ جمع عينات
برازية عملٌ غير ممتع بالطبع، ولكنَّ هذا الفحصَ لا يحمل أيَّةَ مخاطر،
وهو طريقةٌ فعَّالة جداً في التحرِّي عن السرطان.

ملاحظة:
قد تُفسد المستحضراتُ المستخدَمة في تنظيف المراحيض، أو إزالة
الروائح منها، نتائجَ الاختبار؛ لذلك، يجب إعادةُ الاختبار إذا كانت العيِّنة
البرزية قد لامست مقعدَ المرحاض أو أيَّة مادَّة تحتوي على
هذه المستحضرات.

نتائج اختبار الدم الخفي في البراز
إذا تحوَّل لونُ بطاقة "كاشف" الاختبار إلى الأزرق، فهذا يعني أنَّه قد
يكون هناك دمٌ في البراز، وهذا ما يُدعى اختباراً إيجابياً أو نتيجة
غير طبيعية.

أمَّا إذا لم يتحوَّل لونُ البطاقة إلى الأزرق، فهذا يعني أنَّه لا يوجد دم
في البراز؛ وهذا ما يُدعى اختباراً سلبياً، أو نتيجة طبيعية.

إذا كانت نتيجةُ الاختبار غير طبيعية، أي كان الاختبار إيجابياً، فإنَّ الطبيبَ
يطلب إجراءَ اختبارات متابعة للتحرِّي عن سبب النزف؛ وإذا ما تأكَّد
وجودُ نزف، فإن فحوص المتابعة قد تكون: تنظير القولون أو التنظير
الهضمي العلوي أو تنظير السيني.

إذا كان اختبارُ الدَّم الخفي في البراز إيجابياً،
ولم تُثبت الاختبارات الإضافية وجودَ أيِّ دم في البراز، فهذا يعني أنَّ
الاختبار الأصلي لم يكن صحيحاً، أي أنَّه أعطى نتيجةً "إيجابية كاذبة".
على المريض ألاَّ يقلقَ إذا كان اختبارُ الدم الخفي في البراز عنده إيجابياً،
لأنَّ كثيراً من الأطعمة والأدوية تؤثِّر في نتيجة الاختبار، وعليه أن ينتظرَ
نتيجة فحوص المتابعة لتأكيد أو نفي نتيجة الاختبار؛ فقد يكون هذا
الاختبارُ تأثَّر بعوامل أخرى أو بالطعام الذي تناوله المريض.

أمَّا إذا كانت نتيجةُ الاختبار إيجابية
وأكَّدت الاختباراتُ الإضافية هذه النتيجة،
فهذا يعني أنَّ نتيجة الاختبار كانت صحيحة أو "إيجابية صحيحة". ولكنَّ
ذلك أيضاً لا يعني أنَّ المريضَ مصاب بالسرطان. وفي الحقيقة، إنَّ معظمَ
المرضى الذين تكون لديهم نتيجةُ اختبار الدم الخفي في البراز "إيجابية
صحيحة"، يكون لديهم نزفٌ في الجهاز الهضمي من منشأ غير سرطاني.
إذا كانت نتيجةُ الاختبار سلبية، ولكنَّ اختبارات لاحقة أخرى بيَّنت أنَّ هناك
دماً في البراز، فهذا يعني أنَّ نتيجة الاختبار كانت "سلبية كاذبة". وقد
تكون نتيجةُ الاختبار سلبية، في حين أنَّ المريضَ مصاب بالسرطان في
الحقيقة، ذلك لأنَّ سرطان القولون والمستقيم لا ينزف طوالَ الوقت في
مراحله المبكِّرة، كما أنَّ بعضَ أنواع السرطان لا تنزف أصلاً. ولهذا،
ربَّما يطلب الطبيبُ إعادةَ الاختباراتٍ في ووقت لاحق.

الخلاصة
يعدُّ اختبارُ الدم الخفي في البراز اختباراً يساعد في الكشف عن وجود الدم
الخفي في البراز؛ وهو يُستعمل للتحرِّي عن سرطان القولون
والمستقيم بصورة رئيسية.

يُمكن إجراءُ هذا الاختبار في البيت؛ فإذا تحوَّل لونُ البطاقة التي يوضع
عليها البرازُ إلى اللون الأزرق، فهذا يعني أنَّ الفحصَ إيجابي، أي أنَّ
هناك أثراً زهيداً من الدم في البراز.

يجب على المريض الاتِّصال بطبيبه إذا أظهر الاختبارُ وجودَ دم في البراز
. وربَّما يحتاج المريضُ إلى اختباراتٍ إضافية، مثل تنظير القولون
أو التنظير الهضمي العلوي أو تنظير السيني. يكون سببُ النزف في معظم
الحالات مشاكلَ صحِّية أخرى، وليس السرطان. ويعبِّر اختبارُ الدم الخفي
في البراز عن فحص للتحرِّي عن سرطان القولون والمستقيم، ولكنَّه
لا يكفي لتشخيص الإصابة بالسرطان.

هناك كثيرٌ من الأطعمة والأدوية التي يمكن أن تؤثِّر في اختبار الدم الخفي
في البراز. ويقتضي التحضيرُ لهذا الاختبار التوقُّفَ عن تناول هذه
الأطعمة والأدوية.

كلَّما أمكن اكتشافُ سرطان القولون والمستقيم مبكِّراً، كانت فرصة
معالجته بنجاح أكبر، لذلك، يساهم إجراءُ اختبار الدم الخفي في البراز
بانتظام في إنقاذ حياة الكثير من المرضى. والطبيبُ هو من يستطيع أن
يقرِّر معدَّل تكرار هذا الاختبار، وذلك اعتماداً على عمر المريض وعوامل
الخطر التي لديه.