المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقدان الإخوة و المحبة في الله ( 01 – 02 )


adnan
09-09-2014, 08:14 PM
الأخت / غـــرام الغـــرام

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=148508e128744fa2&attid=0.2&disp=emb&zw&atsh=1

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=148508e128744fa2&attid=0.3&disp=emb&zw&atsh=1


فقدان الإخوة والمحبة في الله
الجزء الأول - 02
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=148508e128744fa2&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

فقدان الأخوة والمحبة في الله
يمرُّ المسلم في حياته على بعض المواقف الصعبة والمحرجة،
وعندما ينظُر المسلم إلى حياتنا اليوميَّة يجد خَيْبَةَ الأمل؛
فكثيرٌ من الناس اليومَ يشتَكُون من فقْد الأخوَّة في الله،
أو فقْد رُوح الأخوَّة التي حثَّنا عليها الشارع في الكتاب والسنَّة.





يقول الله - سبحانه وتعالى -:

{ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
[ آل عمران: 103 ].





ويقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

( مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم مثَلُ الجسد؛
إذا اشتَكَى منه عضوٌ تَداعَى له سائر الجسد بالسَّهَر والحمَّى ).





أحبتي، أنا لستُ متشائمًا، ولكن هذه هي الحقيقة الموجودة في حياتنا،
والسؤال الذي يَطرَح نفسه: لماذا أصبحَتِ الأخوَّة مصلحةً دنيويَّة،
أو مصلحة قرابة، أو قبيلة أو عشيرة،
أصبحت الأخوَّة اليومَ مُعلَّقة أو مُقيَّدة بمصلحةٍ دنيويَّة، ب
عيدة عن تحقيق الهدف الأخروي، والله المستعان.





أصبحَتْ أخوَّتنا اليومَ مُقيَّدة بولد العم وولد الخال.

وأصبحَتْ أخوَّتنا اليومَ مُقيَّدة بالأقرباء وأهل القبيلة.

وأصبحَتْ أخوَّتنا اليومَ مُقيَّدة بالجار وزميل العمل فقط.



وهذه كلُّها من ضعْف مفهوم الأخوَّة في الله عندنا؛ لأنَّ الشرع أمَر وحثَّ
على الأخوَّة والمحبَّة في الله في كثيرٍ من الآيات والأحاديث النبويَّة.



قال - تعالى -:

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
[ الحجرات: 10 ].



وقد ثبَت أيضًا في "صحيح مسلم" - رحمه الله تعالى -:
أنَّ النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال:

( إنَّ الله - جلَّ جلالُه - يقول يوم القيامة: أين المتحابُّون بجلالي؟
اليوم أظلُّهم في ظلِّي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي ).



( أين المتحابُّون بجلالي )
يعني: الذين تآخوا محبَّةً في الله، ورغبةً في الله، لم تُقرِّب بينهم أموالٌ،
لم تُقرِّب بينهم أنساب، وإنما حب هذا لهذا لا لغرضٍ من الدنيا؛
وإنما لله - جلَّ جلاله.



وهذا هو الذي دَلَّ عليه الحديث الآخَر المتفق على صحَّته المشهور؛

( سبعةٌ يظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظله )
وذكر منهم:

( رجلان تحابَّا في الله، اجتَمَعا عليه وتفرَّقا عليه ).



فهذه النصوص تدلُّ على عظم شأن المحبَّة في الله،
وعلى عظم شأن أنْ تُقام الأخوَّة في الله على أساسٍ من المحبَّة
التي جاءَتْ في النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة،
وإذا كان كذلك، وإذا كانت المحبَّة على الفضل العظيم.

أخي الحبيب، أين نحن من أخوَّة سلفنا الصالح،
الذين لا يقدِّمون مصلحة الدنيا على حبِّ الآخرة؟



فيقول محمد بن المنكدر - لَمَّا سُئِل:

[ ما بقي من لذَّته في هذه الحياة؟ -
قال: "لقاء الإخوان، وإدخال السرور عليهم ]



وقال الحسن:

[ إخواننا أحبُّ إلينا من أهلينا؛ إخواننا يُذكِّروننا بالآخرة،
وأهلونا يُذكِّروننا بالدنيا ]



[ وسُئِل سفيان: ما ماء العيش؟
قال: "لقاء الإخوان ]



وقيل:

[ حلية المرء كثرة إخوانه ]



وقال خالد بن صفوان:

[ إنَّ أعجز الناس مَن يُقصِّر في طلب الإخوان،
وأعجز منه مَن ضيَّع مَن ظفر بهم ]



رُوِي أنَّ رجلاً جاء إلى أبي هريرة فقال:

[ إني أريد أن أواخيك في الله،
فقال: أتدري ما حقُّ الإخاء في الله؟
قال له: عرفني !
قال: ألاَّ تكون أحق بدينارك ودرهمك منِّي!
فقال الرجل:
لم أبلغ هذه المنزلة بعدُ،
فقال أبو هريرة - رضِي الله عنه -: فدعك عنِّي ]



عن ابن عمر - رضِي الله عنهما - قال:

[ ثم لقد أتى علينا زمانٌ - أو قال: حينٌ - وما أحدٌ أحق بديناره ودرهمه
من أخيه المسلم، ثم الآن الدينار والدرهم أحبُّ إلى أحدنا من أخيه المسلم،
سمعت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول:

( كم من جارٍ متعلِّق بجاره يوم القيامة يقول: يا رب،
هذا أغلَقَ بابه دوني فمنع معروفه )
الأدب المفرد"؛ للبخاري.



عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال:

ثم أهدي لرجلٍ من أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأس شاة،
فقال: إنَّ أخي فلانًا وعياله أحوَجُ إلى هذا منَّا،
قال: فبعث إليه فلم يزل يبعث إليه واحدًا إلى آخر، حتى تداولها سبعة أبيات،
حتى رجعت إلى الأوَّل، فنزلت:

{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ... }
[الحشر: 9] إلى آخر الآية



قضى ابن شبرمة حاجةً كبيرة لبعض إخوانه، فجاء بهدية،

[ فقال ابن شبرمة: ما هذا ؟
قال أخوه: لما أسديته إليَّ من معروف،
قال ابن شبرمة: خُذْ مالك - عافاك الله - إذا سألتَ أخاك حاجةً،
فلم يجهد نفسه في قضائها،
فتوضَّأ للصلاة وكبِّر عليه أربع تكبيرات وعدَّه في الموتى ]



وهكذا، فإنَّ أمثلة الإخاء في الله المشرقة لا تُعَدُّ ولا تُحصَى،
على أنَّ السلف الصالح كانوا يَعِيشون في ظِلال الأخوَّة الإسلاميَّة الوارفة،
متحابين مُتكاتِفين، مُتعاوِنين متفانيين، رُحَماء بينهم،
أذلَّة على المؤمنين من إخوانهم، أشدَّاء على الكفَّار وأعزَّة عليهم.

فحيّ على رجالٍ نُجَباء يتآخون في الله، ويُحيُون تاريخ أمَّتنا التَّلِيد،
ويَصُوغون فجر صحوة تهزُّ البَيْرَق، وتُعِيد المجد لأمَّة المجد.

اليوم كثْرة الاتِّصالات الحديثة والتقنيات المبتَكَرة،
ولكنْ ضعُفت الهمَّة والعزيمة في الاستِفادة منها.



يمرُّ اليوم أو اليومان أو الثلاثة، أو الأسبوع،
أو الشهر لا يَسأَل الأخ عن أخيه، وهذا - والله المستعان –
من اشتِغال الناس بحطام الدنيا وجمع المال.

اليوم الأخوَّة والمحبَّة في الله محصورةٌ بين بعْض الصالحين
في أبناء قبيلتي وعشيرتي.

اليوم الأخوَّة والمحبَّة في الله محصورةٌ في كلِّ مَن كان من دائرتي أو قريتي.
اليوم الأخوَّة والمحبَّة في الله محصورةٌ في أبناء جنسيَّتي وبلدي فقط،
وكأنَّ الأخوَّة مقيَّدة بهؤلاء!
فتجد تطبيق الأخوَّة في كثيرٍ من المؤسَّسات والدوائر الحكوميَّة ضعيفًا،
وفي بعضها غير موجود،
وهذا مُشاهَد في كثيرٍ من الدوائر والمدارس والجامعات.

انتظرونا والجزء الثانى إن شاء الله تعالى