المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قاهرة الروس " نينه خاتون "


adnan
09-16-2014, 11:54 PM
الأخت / الملكة نـــور



قاهرة الروس " نينه خاتون "

قاهرة الروس "نينه خاتون"
سوف نروي الآن قصة ليست كباقي القصص ، فبطلتنا ليست كأبطال
القصص والروايات . إنها المرأة العثمانية التي يعرفها الروس جيدا إلى
يومنا هذا ، إنها نينه خاتون .

كانت تعيش في
حي من أحياء أرضروم في الدولة_العثمانية يُعرف باسم العزيزية ، و كان
هذا الحي يقع بالقرب من أحد الحصون الهامة التي كانت تدافع عن
المدينة ضد جحافل الجيوش الروسية ، وفي ليلة السابع من نوفمبر .
عام 1877، قام الجيش الروسي بالاستيلاء على حصن العزيزية بعد أن
قتل كل الحامية العثمانية التي إستبسلت في القتال . و كان لدى نينه
خاتون شقيق يُدعى حسن توفي متأثرًا بجراحٍ شديدة للغاية في مساء
هذا اليوم .

و في الصباح عندما وصل إليها خبر استيلاء الروس على حصن العزيزية
، قبِّلت شقيقها المتوفى و أقسمت أن تنتقم لموته و لله و للوطن الجريح .

تركت نينه وراءها في المنزل ابنتها الصغيرة ذات الأشهر الثلاثة
و دموعها تمتزج بدموع إبنتها التي ستفارقها ، وانضمت إلى الاهالي
الذين قرروا لقاء العدو انتقاما للدين و الوطن و لشباب الجيش الذين
قاتلوا حتى قتلوا . و اصطحبت معها بندقية شقيقها المتوفى ،
بالإضافة إلى فأس صغيرة .

و مع أن الهجمات قام بها المدنيون العثمانيون و معظمهم من النساء و
كبار السن المسلحين بالفؤوس و معدات الزراعة إلا أنها كانت في عيون
الجيش الروسي أقوى من جيوش الدنيا . زحف الاهالي بسلاحهم البسيط
ليواجهه الترسانة الروسية و في مقدمتهم نينه خاتون التي أخذت تركض
حتى سبقت الاهالي في الهجوم . في نظرهم هي معها فأس و بندقية فقط ،
لكنها كانت ترى أن الله معهم ضد الظلم و الاحتلال

تجهز الجيش الروسي وهو
يرتجف فهو لا يقابل جيش ولا أسلحة ثقيلة ،إنه يقابل قلوب كالجبال و
الحديد إبتدأ القتال و قُتل مئات من المدنيين العثمانيين برصاص الجانب
الروسي و لكن غلب الإصرار و الحق في النهاية ، واستطاعوا دخول
الحصون بعد أن كسروا أبوابها الحديدية . و أسفر القتال الذي دار بالأيدي
و الفؤس و السكاكين عن مقتل نحو 2000 جندي روسي و هرب بقية
الجنود الروس .

وعندما عُثر على نينه خاتون
كانت فاقدة الوعي و مصابة ، و كانت يداها المخضبتان بالدماء لا تزال
تقبضان بشدة على فأسها . و كانت نيني خاتون باعتراف الجميع هي
الأكثر بطولية ، و أصبحت رمزًا للشجاعة ليس في تركيا فقط بل في
روسيا و العالم أيضاً .

و لما زار الجنرال الأمريكي ريدجواي تركيا في عام 1952 أصر على
رؤيتها ، وعندما سألها عما إذا كان من الممكن أن تشارك في حرب
جديدة ؟ أجابته بقولها " بالتأكيد سأفعل ."عُرفت نينه خاتون باسم "
أم الجيش الثالث ". و حصلت على لقب " أم الأمهات " و توفيت نينه
خاتون عام 1955 .

فرحمك الله يا نينه ذهبت وتركتي خلفك مدرسة
وكتباً في حب الوطن و الشجاعة لجيلنا الذي سيتذكرك دائماً .