المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقنا الإسلامية 595 / 28.11.1435


adnan
09-24-2014, 08:28 PM
595 الحلقة03من الجزء الأربعون








المدَاراة

(http://www.ataaalkhayer.com/)


المداراة في الكتاب والسنة
أولًا: المداراة في القرآن الكريم

قال تعالى :

{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا
يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا
قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا }
[ مريم: 41-47 ]

قال السعدي:
[ وفي هذا من لطف الخطاب ولينه، ما لا يخفى،
فإنه لم يقل: يا أبت أنا عالم، وأنت جاهل.
أو: ليس عندك من العلم شيء. وإنما أتى بصيغة تقتضي أنَّ عندي
وعندك علمًا، وأنَّ الذي وصل إليَّ لم يصل إليك ولم يأتك،
فينبغي لك أن تتبع الحجة وتنقاد لها ]

وقوله تعالى :

{ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ
فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
[ لقمان: 14-15 ]

قال القرطبي :
[ قوله تعالى:

{ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }
نعت لمصدر محذوف، أي مصاحبًا معروفًا،
يقال: صاحبته مصاحبة ومصاحبًا. ومَعْرُوفًا أي: ما يحسن.
والآية دليل على صلة الأبوين الكافرين بما أمكن من المال إن كانا فقيرين،
وإلانة القول والدعاء إلى الإسلام برفق ]

وقال سبحانه :

{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى
قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى
قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى فَأْتِيَاهُ
فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ
قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى }
[ طه: 43-47 ]

قال ابن كثير :
[ هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار،
وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك،
ومع هذا أُمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين ]