المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخ يطلب حبا !!


هيفولا
10-24-2014, 10:28 PM
شيخ يطلب حبا !!

د جاسم المطوع ،
مقال للقراءة

حوار مع شيخ يطلب حبا !!





http://www.drjasem.com/UploadedImages/9b815dc6-b7fe-4360-bc91-e2f774ea081f.jpg


في جلسة خاصة مع رجل علم شرعي يعلم الناس الدين ويوجههم إليه ،
دار الحوار بيني وبينه حول المشاكل العاطفية التي كثرت في زماننا هذا ،
وكأن شعار الحياة للكبار والصغار صار (البحث عن الحب) ،
وازدادت هذه الظاهرة أكثر بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعية
(فيس ، تويت ، انستوجرام ، كيك)
فصار الكبير والصغير يبحث عن الصداقة والحب خارج المنزل
أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعية ،
ولا يهمه إن وجد حبا صادقا أو كاذبا
فالمهم أن يعيش الحب ويسمع كلمات الحب.
وبينما نحن نتبادل أطراف الحديث التفت الشيخ علي وقال :
أود أن أصارحك بشيء في نفسي ، فسكتّ ،
فقال : ولكني متردد ، فقلت : اطمئن وعبر عما في نفسك حتى تستقر وترتاح ،
قال : ولكن الموضوع حساس ومحرج ، قلت له : هل قضيتك عاطفية ؟
قال: نعم ، قلت له : إذن تكلم وخذ راحتك ،
فالحب ليس عيبا وإنما هو حاجة فطرية ومشاعر داخلية تدفع الإنسان للعمل والإنجاز والتفاؤل
، ولولا الحب في الحياة لاسودّت الدنيا ومات الناس ،
فنظر إلي مبتسما وقال : صدقت ثم قلت له :
لا تنظر لنفسك على أنك شخصية معروفة ومرموقة
ولكن انظر لها على إنك انسان ،
فقال : أنا متزوج ولدي أبناء وملتزم بالفرائض والسنن وأعلم الناس الدين ..
ثم سكت ، فسكت معه ثم قال في تردد : صراحة أنا أشعر بأني محتاج للحب ،
فابتسمت وقلت له : ولماذا أنت متردد ؟
فطلبك هذا مشروع وليس خطأ ، بل هو طلب فطري ،
فنظر إلي وتنفس الصعداء ورفع رأسه ، ثم قال :
ولكني أستحيي من نفسي كيف أطلب هذا الطلب
والمفروض أن حب الله ورسوله يغنيني عن كل حب !

قلت له : كلامك صحيح فأساس الحب هو حب لله ورسوله
ولكن هذا لا يلغي حاجة الإنسان لحب آخر ،
ثم إنه ما المانع من أن تستمتع بالحب ويكون حبك منبثقا من حب الله ورسوله !
فالإنسان بحاجة لحب الأوطان وحب الوالدين وحب الزوجة
وحب الأطفال وحب الرياضة وحب الترفيه وحب الطعام وحب ممارسة الهوايات..
فهذه كلها حب ولا غنى للإنسان عنها ،
ولا تتعارض مع حب الله ورسوله.


ومفهوم الحب عندك غير صحيح ،
فأنت خلطت بين الحب الإيماني والحب الإنساني وهناك فرق بينهما ،
وإذا تأملت في سيرة النبي الكريم تجده محبا لله ونصرة دينه
ومع ذلك قال : حبب إلي من دنياكم ثلاث وذكر منها (النساء والطيب) ،
وقد حزن حزنا شديدا على فقد زوجته وحبيبته خديجة رضي الله عنها ،
لأن فقد الحبيب من المصائب الكبيرة ، فما المانع من الجمع بين الحبين ؟
ولماذا أنت محرج من التعبير عن مشاعرك ؟
فأنت لم تطلب أمرا خطأ أو مخالفا للفطرة ،
بل أنت تطلب ما فطرك الله عليه وهو حاجتك للحب في حياتك.
فالتفت علي وقال : تعرف؟! على الرغم من أني تحدثت عن الحب كثيرا
ولكن هذا المعنى في التفرقة بين الحب الإيماني والحب الإنساني لم أفكر فيه سابقا ،
قلت له مازحا : وهل تعتقد أن كل ملتزم بالدين لا يحتاج حبا في حياته ؟
وهل الحب بضاعة صممت لغير الملتزمين بالدين
أم الحب بضاعة غير إسلامية ولم تذبح على الطريقة الشرعية ؟

فضحك وقال والله معك حق ،
وهذا ما لم أفكر فيه ، فقلت له : إذن عبر عن حبك لمن تحب ،
وإذا كنت فاقدا للحب فابحث عمن تحبه ويعطيك حبا ،
وإن كان حبك ميتا فأحيه ، فحياة لا حب فيها كجدول لا ماء فيه ،
فالحديث عن الحب وطلب الحب ليس حراما طالما أنه كما أمر الله ورسوله ،
وأذكر بالمناسبة شيخا انتقد الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
لأنه تكلم عن الحب، وقال له: كيف تتكلم بالحب وأنت قاض وعالم ،
فرد عليه بكتاب ألفه عنوانه (غزل الفقهاء) ، فلا مانع من البحث عن الحب .
. وليس أي حب وإنما هو (الحب الحلال).

هيفولا:o