المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هكذا تورد الابل يا سعد ( 02-02 )


adnan
11-16-2014, 08:26 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله



ما هكذا تورد الابل يا سعد ( 02 - 02 )

كيف ذلك ؟
بدأت رحلة البحث عن حل وعن علاج لهذه الحالة أين يجد للعارض
علاج وللتابعة علاج رجل معافا صحيحا وما هي إلا ظروف الحياة ،
أصبح مريضا يبحث عن علاج وعن الأسباب والمسببات وهنا يأتي دور
الوسواس الخناس فهذا عمله أن يجعل من الوهم حقيقة ومن الصحة
مرضا ومن الرضا سخطا ومن الخِيرةِ اختيارا ومن الصبر جزعا ومن
الطاعة معصية ومن التسليم والانقياد عصيانا وجحودا فللوسواس
الخناس اتباعا من السحرة والمشعوذين والدجالين والنصابين فهو
الرابط بين الضحية والجلاد يوحي إلى المريض فإذا به يبحث عن المعالج
والمنقذ والشافي و المغْني والواهب لأسباب الراحة والحظوظ والأبواب
المفتوحة والمنقذ من العراقيل والتوابع والعوارض وإذا به يسلم نفسه
ويذهب برجليه و بمحض إرادته إلى مرضه وسحره وتلبيسه يخرج
من امتحان الله وابتلائه ،يخرج من كونه مأجورا على كل شوكة يشاكها
وعلى كل ألم ومرض يعتريه إلى أن يقذف بنفسه بين النصابين والدجالين
والمشعوذين و يتقاذفونه بينهم ليسلبوه ماله ودينه ذهب بنفسه إلى حتفه

{ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) }
سبأ: 20

وللأسف يصبح أيضا رسول للمشعوذين والنصابين ووسيلة دعائية لهم
فلا تراه في مجمع إلا والحديث عليهم ومنهم وفيهم وعلى إنجازاتهم فهم
الدين يشفون وهم الدين يغْنون ويفقرون وللأسرار مالكون
وفي الكون متصرفون

{ شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)
وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ
وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) }
الأنعام

وهنا ملاحظتان يجب الوقوف عندهما:

الأولى
قد يهيئ الله لهم بعض أسباب الشفاء وذلك امتحانا منه لعباده ليميز الله
الخبيث من الطيب والصالح من الطالح والصادق في دينه من الكاذب فهل
فعلا عندما يقول في كل ركعة من صلاته إياك نعبد وإياك نستعين صادق
في ذلك ام انه يستعين بغير الله.

الثانية
ان المشعوذين والدجالين يبعثون بسراياهم للناس الذين لهم عليهم سلطان
فالمؤمن الصادق التقي ليس له عليهم سلطان
كما قال تعالى

{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }

فالغاوون هم جنده الذين يستعرض بهم ليوقع غيرهم في شركه وخداعه
فيبعث بسراياه اليهم ويسحرهم ثم يوحي اليهم ان اذهب إلى الشيخ
الفلاني ليرفع عنه السحر فإذا به معافى من مريض لا يستطيع القيام
او اعمى لا يستطيع النظر وإذا به معافى فحدث ولا حرج وهلم جرا .
فهؤلاء المشعوذين يلبسون الحق بالباطل ويدمجون آيات القرآن وأحاديث
الرسول صلى الله عليه وسلم في أعمالهم وبدأوا في تحريف الطرق
الدينية و منه جوا طرقهم حتى يقبلها العامة والجهال وللأسف انخدع كثير
من العامة بهؤلاء النصابين وأصبح يبحث عن معلم وشيخ وعن طريقة
لكسب الاسرار والتصريفات والكرامات كما يزعمون ودخل الجهال في
طريق المشعوذين

فما هكذا تورد الابل يا سعد

ثانيا
فلا طريق للوصول إلى الله الا عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم
فإيّاك أن تسلك إلا طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ودعك ممن شرّق
أو غرّب ومن الطرق الملتوية والتي فيها حظوظ للجسد ورغبات للنفس
وإتباع للهوى فكن مع رسول الله خطوة خطوه فعلى أخلاقه وأقواله
واعماله توزن الاخلاق والأقوال والأعمال ولا تزيد عن ذلك فتخرج
من دائرة

{ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }
النور: 54

{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }
آل عمران: 31

{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ الأنبياء }

فلا تضيع عمرك في اوهام وخرافات فلا اسرار في الدين
ولا خفاء في الدين فهل في الدين سرّ لأحد دون الآخر؟

{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ
فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) }
آل عمران: 19

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) }
النحل: 97

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ }
الطلاق: 2

فكن مع الله في الرخاء والشدّة
كن مع الله في الصحة والمرض كن مع الله في اليسر والعسر
كن مع الله يكن الله معك.الزم باب ربك واترك كل دون واسأله السلامة
من دار الفتون وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن
الامة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك إلا بشيء
قد كتبه الله لك والله المستعان .