المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الإستسقاء من المسجد النبوى بعنوان : الطاعات سبب الخير و البركات


adnan
11-21-2014, 10:02 PM
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - يحفظه الله



خطبة الإستسقاء المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :



الطاعات سبب الخير والبركات



والتي تحدَّث فيها عن أسباب الخير والبركة، وهي: طاعة الله تعالى، ودعاؤُه،

واستغفارُه، والبُعد عما نهَى عنه، كما بيَّن أن الدعاء من أعظم أسباب كشف الضر.



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=149c81b9f950313f&attid=0.6&disp=emb&attbid=ANGjdJ9SmaVTD_a-ldqqxBFnEPceNXAMwKgFKkKSfY9AT_6DAiRRFbGsx0Aj0JKnDs 3eyux6pwoJqdS3hxuMdG-sIfFg4--AOsQPOzXSH2gYrdLRxnSryRiqObbMQ-A&sz=w350-h102&ats=1416596491658&rm=149c81b9f950313f&zw&atsh=1



الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.



الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله الحليم العظيم،

لا إله إلا الله ربُّ السماوات وربُّ الأرض العليُّ العظيم،

لا إله إلا الله ذو العرش المجيد، لا إله إلا الله فعَّالٌ لما يُريد،

لا إله إلا الله الإلهُ الحقُّ يُبدِئُ ويُعيد، لا إله إلا الله الغنيُّ الحميد.



أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الغفورُ الودود،

وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه شفيعُ الأمة الذي جعله الله عليها شهيدًا

يشهدُ عليها يوم القيامة،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمدٍ،

وعلى آله وصحابتِه ذوي النَّهج السَّديد.



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=149c81b9f950313f&attid=0.7&disp=emb&attbid=ANGjdJ9FoJITgiyj9UpcCRNsOmR2ZShCxL9z4SIfAHj ChFOKYDg4IRGBe1fmFeq3tYOiUu3zlb4vKh0Yx0qKaQrQ-Hmt6SZcFAPQoXdWZgy7WcBHtdw7jUtm6mXuaGM&sz=w135-h62&ats=1416596491659&rm=149c81b9f950313f&zw&atsh=1



أيها الناس :



إنكم شكوتم إلى الله جَدْبَ دياركم، واستئخارَ المطر عن إبَّان زمانِه عنكم،

وإن الله - تبارك وتعالى - أمركم بأن تدعُوه، فادعُوه - تبارك وتعالى - فإنه قريبٌ مُجيب،

قال الله تعالى:



{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

[ غافر: 60 ]

وقال - عزَّ وجلَّ -:



{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

[ البقرة: 186 ].



إن الله - عز وجل - أمرَنا أن نستجيبَ له، والاستجابةُ لله جزاؤُها أن يستجيبَ لنا،

قال - تبارك وتعالى -:



{ وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ }

[ الشورى: 26 ]

وقال - عز وجل -:



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }

[ الأنفال: 24 ].



الاستجابةُ لله أن تمتثِلَ أوامِرَ الله - عز وجل -، وأن تبتعِدَ عن نواهِيه؛

فإن من استجابَ لله استجابَ الله له، وإن الدعاءَ ومُداومتَه سببٌ لكل خيرٍ في الدنيا

والآخرة، فإن جماعَ الطاعات هو الدعاءُ ودوامُه لله - عز وجل -.



فالله يحبُّ من عباده أن يُظهِروا التضرُّع، وأن يُظهِروا الفاقةَ والحاجةَ لله؛

فإن الناسَ بل الخلقُ كلُّهم مُفتقِرون ومُحتاجون إلى الله - عز وجل -،

لولا ربُّنا - عز وجل - ما قامَت الحياةُ أبدًا،

قال - تبارك وتعالى -:



{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }

[ فاطر: 15 ].



أنتمُ الفقراءُ إلى الله في كل شيءٍ، أوجدَكم - تبارك وتعالى - من العدَم، وربَّاكم بنِعَمه،

ودفعَ عنكم النِّقَم؛ فاشكُروا الله - عز وجل - على ذلك،

واستَجيبُوا لربِّكم - سبحانه وتعالى -.



وإن من أسبابِ كلِّ خيرٍ في الدنيا والآخرة، ومن أسبابِ البركات:

كثرةُ الاستِغفار، وكثرةُ الاستِغفار يمحُو اللهُ بها الذنوب، ويُعظِمُ الله - تبارك وتعالى –

بها الحسنات، قال - تبارك وتعالى - عن نوحٍ - عليه الصلاة والسلام -:



{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا

وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }

[ نوح: 10- 12 ]



{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ }

[ هود: 3 ].



ويقول - تبارك وتعالى - عن هُودٍ - عليه الصلاة والسلام -:



{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ

يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ }

[ هود: 52 ].



إن لله - تبارك وتعالى - سُننًا في هذا الكون؛ فالطاعاتُ وتقوى الله هي سببُ كل خيرٍ،

والمعاصِي والفُسوقُ والتمرُّد على ربِّ العالمين بعِصيانِه هي سببُ كل شرٍّ في الدنيا

والآخرة، وسببُ كل نازِلة، قال - تبارك وتعالى -:



{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ

وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ

أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ

أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }

[ الأعراف: 96- 99 ].



والله - تبارك وتعالى - يقول:



{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ

وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ

لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ }

[ المائدة: 65، 66 ].



وإن الأرزاقَ التي يسوقُها الله - عز وجل - إلى كل مخلوقٍ،

هذه الأرزاقُ إذا شملَتْها وإذا كانت في طاعة الله - عز وجل - وكان العبادُ على استِقامةٍ؛

فإن الله - تبارك وتعالى - يجعلُ فيها بركة،

وإن البركةَ هي من الله لا تكونُ إلا بطاعة الله - عز وجل -.



وقد يكونُ الرزقُ مسُوقًا إلى المخلوقات ولكن لا بركةَ فيه؛ لأن العِصيان كثُر،

وكثرةُ العِصيان تمحَقُ البركة، وإن من أسباب البركة ومن أسباب الخير هو الاستِقامةُ

على طاعة الله - تبارك وتعالى -، والتوبةُ إلى الله، فالتوبةُ إلى الله يمحُو الله بها الخطايا،

ويُكفِّرُ الله - تبارك وتعالى - هذه السيِّئات، ويُعظِمُ الله بها الأجور.



فيا أيها الناس:



تُوبُوا إلى الله - عز وجل -، ليَتُب كلُّ مسلمٍ من كل مظلَمة؛ فإن المظالِم شرٌّ ومحقٌ للخير،

المظالِمُ إذا تابَ منها المسلمُ فإنه على خيرٍ في دُنياه وفي أُخراه.

وإن الله - تبارك وتعالى - قد تكفَّل بأرزاقِ الخلقِ، والله - عز وجل –

جعلَ هذا الغيبَ جعلَه سببًا لكل خير، وجعلَه سببًا في الحياة، ولا حياةَ بدون غيثٍ

وبدون ماءٍ يُنزِلُه الله - عز وجل -، ويُبقِيه في الأرض للناس،

قال - تبارك وتعالى -:



{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ }

[ الملك: 30 ].



فيا عباد الله :



تعرَّضُوا لنفَحَات الله .. أدِيمُوا الدعاءَ لله .. تُوبُوا إلى الله - عز وجل -،

والله - تبارك وتعالى - يقبلُ التوبة، ويُقيلُ المُذنِبين من ذنوبِهم؛ فإنه غفورٌ رحيم،

وقد خلقَ الله الإنسانَ مُعرَّضًا للخطأ،

يقول النبي - عليه الصلاة والسلام -:



( كل ابن آدم خطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوابون )

وفي الحديث:



( والذي نفسي بيدِه؛ لو لم تُذنِبُوا لذهبَ الله تعالى بكم،

ولجاءَ بقومٍ يُذنِبُون فيستغفِرون الله فيغفِرُ لهم )

رواه مسلم.



وإن من أسبابِ منعِ نزولِ الأمطار، إن من أسبابِ ذلك: المعاصِي والذنوب،

وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرَ معاصِيَ في حديثِ ابن عُمر تمنعُ

من نزول الغيثِ،

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثِ عبد الله بن عُمر -:



( يا معشر المُهاجِرين ! خمسٌ بخمسٍ، إذا ابتُليتُم بهنَّ،

وأعوذُ بالله أن تُدرِكوهنَّ: ما ظهرَت الفاحِشةُ في قومٍ حتى يُعلِنُوا بها

إلا ظهر فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكُن في أسلافِهم،

وما منعَ قومٌ زكاةَ أموالهم إلا مُنِعوا القطرَ من السماء ولولا البهائمُ لم يُمطَروا،

وما لم تحكُم أئمَّتُهم بكتابِ الله إلا جعلَ الله بأسَهم بينَهم،

وما نقَضُوا عهدَ الله وعهدَ رسولِه إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرِهم

فأخذَ بعضَ ما في أيديهم )



فيا عباد الله:



تُوبُوا إلى الله، إن ربَّكم غفورٌ رحيم، والله - تبارك وتعالى - في هذه الدنيا تكفَّل

بأرزاقِ الخلقِ، الله - تبارك وتعالى - رحيم، وربُّنا - عز وجل - غفور،

يُقبِلُ على عبدِه إذا أقبلَ عليه، ويُثيبُه.



فاتقوا الله - أيها الناس -، وتضرَّعوا إليه.



اللهم إنا نسألُك ألا تكِلَنا إلى أنفُسِنا، اللهم بارِك لنا في أعمارِنا، وفي أعمالِنا،

وفي حياتِنا، وفي أرزاقِنا، وفيما آتيتَنا، وفي أهلِنا، وفي أولادِنا يا رب العالمين.



اللهم إنا نسألُك أن تُنزِلَ البركةَ يا رب العالمين في أعمالِنا التي تُوفِّقُنا للعمل بها؛

فإن البركةَ فيما جعلَه الله - عز وجل -، إن البركةَ لا تكونُ إلا بطاعةِ الله،

وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( ليس القحطُ ألا تُمطَروا، إنما القحطُ أن تُمطَروا فلا يُبارَكُ فيه )



فيا عباد الله:



تُوبُوا إلى الله - عز وجل -، إن الظلمَ والتمرُّد على الله - عز وجل - هو سببُ كلِّ شرٍّ،

قال الله - تبارك وتعالى -:



{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }

[ الشورى: 30 ].



فنسألُ الله - تبارك وتعالى - أن يتوبَ علينا وعلى المُسلمين،

وألا يكِلَنا إلى أنفُسِنا طرفةَ عينٍ.

اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن تُوفِّقَنا لطاعاتِك.

ليتذكَّر المُسلمُ أن ربَّه - تبارك وتعالى - لو حبسَ عنه ومنعَ عنه نعمةً صغيرةً

فإنه لا يقدِرُ أحدٌ أن يسُوقَها إليه.



اللهم إنا نسألُك يا رب العالمين أن تُغيثَنا،

اللهم أغِثنا

اللهم أغِثنا

اللهم إنا خلقٌ من خلقِك لا غِنى بنا عن رحمتِك،

اللهم إنا خلقٌ من خلقِك لا غِنى بنا عن رحمتِك،

اللهم لا تكِلنا إلى أنفُسِنا.



اللهم أغِثنا،

اللهم أغِثنا،

اللهم أنزِل علينا الغيثَ غيثًا يا رب العالمين تنفعُ به البلاد، وتُغيثُ به العباد،

وتجعله متاعًا وخيرًا للحاضِر والباد،

اللهم أغِثنا يا رب العالمين،

اللهم أغِثنا غيثًا مُغيثًا هنيئًا مريئًا مريعًا، غدَقًا سحًّا عامًّا يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم سُقيا رحمة لا سُقيا عذابٍ ولا هدمٍ ولا غرق.



أيها المسلمون:



توجَّهوا إلى الله - تبارك وتعالى -، وأقلِبُوا لِباسَكم، وتضرَّعوا إليه.



اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد،

كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ،

اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد، كما بارَكت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.



اللهم استجِب دُعاءَنا، اللهم استجِب دُعاءَنا، واكشِف يا رب العالمين هذا الكربَ،

اللهم تولَّ أحوال المُسلمين يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.