المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الله يُبدئ و يعيد (09 - 72) / عبد الدائم الكحيل / إعجاز


adnan
12-09-2014, 09:58 PM
الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل



الله يُبدئ و يعيد

سوف نتحدث عن ظاهرة عجيبة معظمنا يغفل عنها:
إنها ظاهرة "البدء والإعادة" وكيف أن الإنسان فشل في ذلك....

ظاهرة مهمة جداً من حولنا ولكن لا ننتبه لها، إنها
ظاهرة البدء والإعادة. فما هي هذه الظاهرة، وكيف تتجلى
قدرة الخالق فيها عز وجل؟
لقد صمم الله تعالى الأرض لتقوم بكل شيء بدقة وأمانة وطواعية، فالماء
يتبخر من المحيطات والبحار ويتكاثف في الجو على شكل غيوم ثم يهطل
على شكل أمطار تتسرب للأرض وتختزن ثم تتفجر الينابيع والأنهار،
وتذهب لتصب في البحار وتتبخر من جديد ... وهكذا وفق دورة منظمة.
كذلك الأمر النباتات التي تنمو وتثمر ثم تصفر وتذبل ... وبعد ذلك تنمو
من جديد وهكذا وفق دورة شديدة التنظيم والدقة. وهذا الأمر ينطبق على
كل شيء: الكائنات الحية لها دورة منظمة أي ولادة ثم موت ثم تتحلل إلى
تراب ثم تولد كائنات جديدة وتكبر ثم تموت وتتحلل إلى تراب... وهكذا.
هذا النظام استمر لملايين السنين دون أي خلل حتى جاء الإنسان
في العصر الحديث ليلوث البيئة دون أن يعرف كيف يعيد إليها النقاء،
ويرمي النفايات دون أي يقدر على تدويرها وإعادتها لشكلها الأصلي...
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14a2f1edabdd75d4&attid=0.5&disp=emb&attbid=ANGjdJ9bpQjnNJtJN9QNKyBRoETljN2dzHZP_XSL9Q0 sRMn5LI6Qb6XZsL1mj4uqqHI5HF7xDUAYHSgrwCzXTWWWs2aOl 7I4cO09y8gEi8Abd744VOyQ_SIPqULn2Mw&sz=w1000-h678&ats=1418150852198&rm=14a2f1edabdd75d4&zw&atsh=1
عندما نتأمل الطبيعة من حولنا نلاحظ أن كل شيء فيها يسير بمنتهى
الدقة، وكل شيء منظم، الكائنات الحية تعيش بسلام والنباتات تقوم
بمهمتها والأرض تعمل بكفاءة عالية.

لقد صمم الله تعالى الطبيعة من حولنا لتقوم بهذه المهمة بكفاءة عالية،
فالنباتات تستهلك غاز الكربون وتعيد تصنيعه على شكل أوراق خضراء
وثمار، وهكذا تقوم بتنقية الجو باستمرار. ولكن هذه النباتات لم تصمم
للإفساد والتبذير الذي جعل الإنسان يضخ ملايين الأطنان من الملوثات
في الجو والبحر... لقد أصبح النبات عاجزاً عن تنقية الجو.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14a2f1edabdd75d4&attid=0.6&disp=emb&attbid=ANGjdJ8eupA5IeGz9qoI7SmGvx44GiRE4nm9t8o_jIU phJTSkDGYq9kYeOUXJXh1DFJLBUPcPOjicWcUNfTgW6NUSvVga Vvxc175Sa0Sri5vugA-4luh4gU_v0jYFCE&sz=w1000-h658&ats=1418150852198&rm=14a2f1edabdd75d4&zw&atsh=1
لقد لوث الإنسان كرتنا الأرضية باختراعاته وتجاربه، ولكنه لم يعرف
كيف يعيد هذه النفايات أو يتخلص منها فكان ذلك سبباً في ازدياد حرارة
الأرض والمجاعات وقلة المياه... لقد أفسد الإنسان النظام البيئي المحكم،
ولم يتمكن من إعادته لطبيعته الأساسية.

ومع أن العلماء يحاولون جاهدين أن يعيدوا تصنيع النفايات إلا أنهم
فشلوا في ذلك، لأن الكميات الضخمة من غاز الكربون والملوثات الأخرى
مثل الرصاص والمواد السامة، أحدثت خللاً في جول الأرض مما أدى
للاحتباس الحراري... وما هذه الكوارث الطبيعية وارتفاع حرارة الأرض
إلا إحدى نتائج هذا التلوث.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14a2f1edabdd75d4&attid=0.7&disp=emb&attbid=ANGjdJ_pXK1MnkuZ0NN8fmLJPHNe_h14sIhacXl3FO_ aUFyRs5cRR0I1tA9EHh6_gJDTbotj-gtQqKS4A4Gk9YlbCORou_vIbFiqvvcGVVzF-ttj0tj5gEGsoS59e4k&sz=w1000-h968&ats=1418150852199&rm=14a2f1edabdd75d4&zw&atsh=1
لقد وصل الإنسان إلى قمة التكنولوجيا واستثمار الثروات الطبيعية
واستخدام الطاقة النووية، ولكنه فشل في الحفاظ على البيئة، لأنه
عجز عن تدوير وإعادة تصنيع الملوثات التي أنتجها.

والآن ربما ندرك معنى قوله تعالى:

{ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[الروم: 11].

وقوله أيضاً:

{ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ }
[البروج: 13].

فهذه الآيات تذكرنا بنعمة عظيمة من نعم الخالق، إنها نعمة الخلق
والإعادة، ولم ندرك أهيمتها إلا عندما اختل نظام الأرض فأصبح الإنسان
يبدأ الاختراعات الجديدة ولكنه يفشل في إعادتها من جديد.فأصبح كل
اختراع يجر مشكلة للبشرية، مثلاً اختراع وسائل النقل جرّ مشكلة التلوث،
واختراع وسائل الاتصالات مثل الجوال جرّ مشاكل صحية للإنسان بتأثير
الذبذبات الكهرطيسية، واختراع وسائل جديدة في الزراعة وتربية
الحيوانات جرّ مخاطر على صحة الإنسان وأمراض لم نكن نسمع بها
من قبل مثل جنون البقر وإنفلونزا الخنازير...

وأقول سبحان الله!
لقد خلق الله لنا مليارات النعم من حولنا وجميعها تخدمنا دون أي ضرر
أو مشكلة، ولكن الإنسان وبمجرد أنه تدخل في خلق الله وحاول التغيير
والتطوير فشل في كل شيء، وأصبح العلماء الآن يفكرون في العودة
للطبيعة الأم والحياة الطبيعية كعلاج لمشكلات العصر... فالله تعالى يبدأ
الخلق ثم يعيده، والإنسان لا يخلق شيئاً ولا يعيد شيئاً...
فهل ندرك الآن معنى التحدي الإلهي:

{ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
[النمل: 64].

وهذا يدعونا للتفكير والتأمل في قدرة الخالق ونعمة "البدء والإعادة"
لنزداد إيماناً ويقيناً باليوم الآخر، فالله تعالى الذي خلق كل شيء وهو يعيد
الخلق وفق دورات منتظمة، قادر على إعادة خلقك أيها الإنسان من جديد،
فتأمل معي قوله تعالى:

{ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }
[العنكبوت: 19].

ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل