المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 18.03.1436


adnan
01-09-2015, 10:24 PM
إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم


[ شرح أسماء الله الحسنى ]

- السميع، البصير

قال تعالى:

{ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }
[الحج: 75].

و(السميع):
اسم من أسماء الله الحسنى، بمعنى (السامع)، إلا أنه أبلغ في الصفة،
وبناء فعيل: بناء مبالغة، كقولهم: عليم من عالم، وقدير من قادر.
والله عز وجل سميع يسمع السر والنجوى، سواء عنده الجهر والخفوت،
والنطق والسكوت. فهو الذي يسمع دعوات عباده وتضرعهم إليه،
لا يشغله نداء عن نداء، ولا يمنعه إجابة دعاء عن إجابة دعاء.
ويكون السماع أيضاً بمعنى القبول والإجابة،
كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم:

( اللهم إني أعوذ بك من قول لا يسمع )

أي دعاء لا يستجاب، ومثله قول المصلي: (سمع الله لمن حمده) أي قبل
الله حمد من حمده.فهو سبحانه وتعالى السميع الذي يجيب الدعوة عند
الاضطرار، ويكشف المحنة عند الافتقار، ويغفر المذلة عند الاستغفار،
ويرحم الضعف عند الذل والانكسار.وقد ذكر السميع في القرآن الكريم
أكثر من أربعين مرة، اقترن في أكثر من ثلاثين منها بالعليم.
كما اقترن في عشرة مواضع بالبصير، وجاء مقترناً بالقريب مرة واحدة.
قال تعالى:

{ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
[البقرة: 137].

{ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }
[الحج: 75].

{ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ }
[سبأ: 50].

{ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ
إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء }
[إبراهيم: 39].

يقول ابن القيم:
وهو السميع يرى ويسمع كل ما
في الكون من سر ومن إعلان
ولكل صوت منه سمع حاضر
فالسر والإعلان مستويان
والسمع منه واسع الأصوات لا
يخفى عليه بعيدها والداني

فسمعه تعالى نوعان: أحدهما سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة
الخفية والجلية، وإحاطته التامة بها.

الثاني: سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم،
ومنه قوله تعالى: إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء وقول المصلي
(سمع الله لمن حمده) أي استجاب .

أما اسم الله (البصير): فمعناه الذي أحاط بصره بجميع المبصرات
في أقطار الأرض والسموات، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة
الصماء في الليلة الظلماء. وجميع أعضائها الباطنة والظاهرة، وسريان
القوت في أعضائها الدقيقة، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار
وعروقها، وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها ودقتها،
ويرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من ذلك .

قال ابن القيم:
وهو البصير يرى دبيب النملة السـ
ـــــوداء تحت الصخر والصوان
ويرى مجاري القوت في أعضائها
ويرى نياط عروقها بعيان
ويرى خيانات العيون بلحظها
ويرى كذلك تقلب الأجفان

فهو سبحانه وتعالى البصير الذي يشاهد الأشياء كلها، ظاهرها وخفيها،
يبصر خائنة الأعين وما تخفي الصدور. يشاهد ويرى ولا يغيب عنه
ما فوق السموات العلا أو ما تحت الثرى


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
--- --- --- --- --- ---
المصدر : موقع " الدُرر السُنيَة الصديق .

و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ