المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة ثمان و سبعين


adnan
01-09-2015, 10:39 PM
الأخ / مصطفى آل حمد



ثم دخلت سنة ثمان وسبعين
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

ففيها
كانت غزوة عظيمة للمسلمين ببلاد الروم افتتحوا إرقيلية، فلما رجعوا
أصابهم مطر عظيم وثلج وبرد، فأصيب بسببه ناس كثير‏.‏

وفيها
ولى عبد الملك موسى بن نصير غزو بلاد المغرب جميعه فسار إلى طنجة
وقد جعل على مقدمته طارقاً فقتلوا ملوك تلك البلاد، وبعضهم قطعو
أنفه ونفوه‏.‏

وفيها
عزل عبد الملك أمية بن عبد الله عن إمرة خراسان وأضافها إلى الحجاج
مع سجستان أيضاً، وركب الحجاج بعد فراغه من شأن شبيب من إمرة
الكوفة إلى البصرة، واستخلف على الكوفة المغيرة بن عبد الله بن عامر
الحضرمي، فقدم المهلب على الحجاج وهو بالبصرة وقد فرغ من شأن
الأزارقة أيضاً، فأجلسه معه على السرية واستدعى بأصحاب البلاء من
جيشه، فمن أثنى عليه المهلب أجزل الحجاج له العطية، ثم ولى الحجاج
المهلب إمرة سجستان، وولى عبد الله بن أبي بكرة إمرة خراسان، ثم ناقل
بينهما قبل خروجهما من عنده، فقيل‏:‏ كان ذلك بإشارة المهلب، وقيل‏:‏ إنه
استعان بصاحب الشرطة وهو عبد الرحمن بن عبيد بن طارق العبشمي،
حتى أشار على الحجاج بذلك فأجابه إلى ذلك، وألزم المهلب بألف ألف
درهم، لأنه اعترض على ذلك‏.‏

قال أبو معشر‏:‏
وحج بالناس فيها الوليد بن عبد الملك وكان أمير المدينة أبان بن عثمان
، وأمير العراق وخراسان وسجستان وتلك النواحي كلها الحجاج، ونائبه
على خراسان المهلب بن أبي صفرة، ونائبه على سجستان عبد الله
بن أبي بكرة الثقفي، وعلى قضاء الكوفة شريح، وعلى قضاء البصرة
موسى بن أنس بن مالك الأنصاري‏.‏

وقد توفي في هذه السنة من الأعيان
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، أبو عبد الله الأنصاري السلمي،
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وله روايات كثيرة، وشهد العقبة
وأراد أن يشهد بدراً فمنعه أبوه وخلَّفه على إخوانه وأخواته، وكانوا
تسعة، وقيل‏:‏ إنه ذهب بصره قبل موته‏.‏

توفي جابر بالمدينة وعمره أربع وتسعون سنة، وأسند إليه ألف
وخمسمائة وأربعين حديثاً‏.‏

شريح بن الحارث
ابن قيس أبو أمية الكندي، وهو قاضي الكوفة، وقد تولى القضاء لعمر
بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبى طالب، ثم عزله علي، ثم ولاه
معاوية ثم استقل في القضاء إلى أن مات في هذه السنة، وكان رزقه على
القضاء في كل شهر مائة درهم، وقيل‏:‏ خمسمائة درهم، وكان إذا خرج
إلى القضاء يقول‏:‏ سيعلم الظالم حظ من نقص، وقيل إنه كان إذا جلس
للقضاء قرأ هذه الآية‏:‏ ‏

{ ‏يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ
وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى ‏}
‏ الآية، ‏[‏ص‏:‏ 26‏]‏‏.‏

وكان يقول‏:‏ إن الظالم ينتظر العقاب والمظلوم ينتظر النصر‏.‏

وقيل‏:‏ إنه مكث قاضياً نحو سبعين سنة‏.‏

وقيل‏:‏ إنه استعفى من القضاء قبل موته بسنة، فالله أعلم‏.‏

وأصله من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن، وقدم المدينة بعد موت النبي
صلى الله عليه وسلم، توفي بالكوفة وعمره مائة وثمان سنين‏.‏

وقد روى الطبراني قال‏:
حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد،
عن شعيب بن الحبحاب، عن إبراهيم التيمي، قال‏:‏ كان شريح يقول‏:‏
سيعلم الظالمون حق من نقصوا‏.‏ إن الظالم ينتظر العقاب، وإن المظلوم
ينتظر النصر‏.‏ورواه الإمام أخمد، عن إسماعيل بن علية، عن ابن عون،
عن إبراهيم، به‏.‏

وقال الأعمش‏:‏
اشتكى شريح رجله فطلاها بالعسل وجلس في الشمس فدخل عليه عواده
فقالوا‏:‏ كيف تجدك‏؟‏ فقال‏:‏ صالحاً‏.‏ فقالوا‏:‏ ألا أريتها الطبيب‏؟‏ قال‏:‏ قد
فعلت، قالوا‏:‏ فماذا قال لك‏؟‏ قال‏:‏ وعد خيراً‏:‏ وفي رواية أنه خرج بإبهامه
قرحة فقالوا‏:‏ ألا أريتها الطبيب‏؟‏ قال‏:‏ هو الذي أخرجها‏.‏

وقال الأوزاعي‏:‏
حدثني عبدة بن أبي لبابة قال‏:‏ كانت فتنة ابن الزبير تسع سنين
وكان شريح لا يختبر ولا يستخبر‏.‏

ورواه ابن ثوبان، عن عبدة، عن الشعبي، عن شريح، قال‏:‏ لما كانت
الفتنة لم أسأل عنها‏.‏ فقال رجل‏:‏ لو كنت مثلك ما باليت متى مت، فقال
شريح‏:‏ فكيف بما في قلبي‏.‏

وقد رواه شقيق بن سلمة، عن شريح، قال‏:‏ في الفتنة ما استخبرت
ولا أخبرت ولا ظلمت مسلماً ولا معاهداً ديناراً ولا درهماً، فقال أبو وائل‏:‏
لو كنت على حالك لأحببت أن أكون قدمت، فأوى إلى قلبه فقال‏:‏ كيف
يهدأ، وفي رواية كيف بما في صدري تلتقي الفتيتان وإحداهما أحب إلي
من الأخرى‏.‏وقال لقوم رآهم يلعبون‏:‏ مالي أراكم تلعبون‏؟‏ قالوا‏:‏ فرغنا ‏!‏
قال‏:‏ ما بهذا أمر الفارغ

وقال سوار بن عبد الله العنبري‏:
حدثنا العلاء بن جرير العنبري، حدثني سالم أبو عبد الله أنه قال‏:‏ شهدت
شريحاً وتقدم إليه رجل فقال‏:‏ أين أنت‏؟‏ فقال‏:‏ بينك وبين الحائط، فقال‏:‏
إني رجل من أهل الشام، فقال‏:‏ بعيد سحيق، فقال‏:‏ إني تزوجت امرأة،
فقال‏:‏ بالرفاء والبنين، قال‏:‏ إني اشترطت لها دارها، قال‏:‏ الشرط أملك،
قال‏:‏ اقض بيننا، قال‏:‏ قد فعلت‏.‏وقال سفيان‏:‏ قيل لشريح بأي شيء أصبت
هذا العلم‏؟‏ قال‏:‏ بمعاوضة العلماء، آخذ منهم وأعطيهم‏.‏

وروى عثمان بن أبي شيبة، عن عبد الله بن محمد بن سالم،
عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن هبيرة،
أنه سمع علياً يقول‏:‏
يا أيها الناس ‏!‏ يأتوني فقهاؤكم يسألوني وأسألهم، فلما كان من الغد
غدونا إليه حتى امتلأت الرحبة، فجعل يسألهم‏:‏ ما كذا ما كذا، ويسألونه
ما كذا ما كذا فيخبرهم ويخبرونه حتى إذا ارتفع النهار تصدعوا غير
شريح فإنه جاث على ركبتيه لا يسأله عن شيء إلا أخبره به، قال‏:‏ سمعت
علياً يقول‏:‏ قم يا شريح فأنت أقضى العرب‏.‏وأتت شريحاً امرأتان جدة
صبي وأمه يختصمان فيه كل واحدة تقول‏:‏ أنا أحق به

أبا أميه أتيناكَ وأنتَ المستعانُ بهِ * أتاكَ جدةُ ابنٍ وأمٌ وكلتانا تفديه
فلو كنتِ تأيمتِ لما نازعتكي فيهِ * تزوجتِ فهاتيه ولا يذهبْ بكِ القيهِ

ألا أيها القاضي فهذهِ قصتي فيهِ *
قالت الأم‏:‏

ألا أيها القاضي قد قالت لك الجدة * قولاً فاستمع مني ولا تطردني ردهْ
تعزى النفسَ عن ابني * وكبِدي حملتْ كَبدهْ
فلما صار في حجري * يتيماً مفرداً وحدهْ
تزوجتُ رجاءَ الخيرِ * منْ يكفينيَ فقدهْ
ومن يُظهرُ لي الودَ * ومنْ يحسنُ لي رِفدهْ
فقال شريح‏:‏

قد سمع القاضي ما قلتما ثم قضى * وعلى القاضي جهد إن غفل
قال للجدة‏:‏ بيني بالصبي * وخذي ابنك من ذات العلل
إنها لو صبرت كان لها * قبل دعوى ما تبتغيه للبدل
فقضى به للجدة‏.‏

وقال عبد الرازق‏:
‏ حدثنا معمر بن عون، عن إبراهيم، عن شريح، أنه قضى على رجل
باعترافه فقال‏:‏ يا أبا أميه قضيت عليَّ بغير بينة، فقال شريح‏:‏ أخبرني
ابن أخت خالتك‏.‏

وقال علي بن الجعد، أنبأنا المسعودي، عن أبي حصين، قال‏:‏
سئل شريح، عن شاة تأكل الذباب فقال‏:‏ علف مجان ولبن طيب‏.‏

وقال الإمام أحمد
، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي حيان التيمي، حدثنا أبي، قال‏:‏ كان شريح
إذا مات لأهله سنور أمر بها فألقيت في جوف داره، ولم يكن له مشعب
‏"‏ شارع ‏"‏ إلا في جوف داره يفعل ذلك اتقاء أن تؤذي المسلمين -يعني
أنه يلقي السنور في جوف داره لئلا تؤذي بنتن ريحها المسلمين -، وكانت
مياذيب أسطحة داره في جوف الدار لئلا يؤذي بها المارة من المسلمين‏.‏
وقال الرياشي، قال رجل لشريح‏:‏ إن شأنك لشوين‏.‏ فقال له شريح‏:‏ أراك
تعرف نعمة الله على غيرك وتجهلها في نفسك‏.‏

وقال الطبراني،
حدثنا أحمد بن يحيى تغلب النحوي، حدثنا عبد الله بن شبيب، قال‏:‏ حدثني
عبد الرحمن بن عبد الله بن زياد بن سمعان‏.‏قال‏:‏ كتب شريح إلى أخ له
هرب من الطاعون‏:‏ أما بعد فإنك والمكان الذي أنت فيه والمكان الذي
خرجت منه بعين من لا يعجزه من طلب، ولا يفوته من هرب، والمكان
الذي خلفته لم يعد أمراً لكمامه ومن تظلمه أيامه‏.‏
وإنك وإياهم لعلى بساط واحد، وإن المنتجع من ذي قدرة لقريب‏.‏

وقال أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا علي بن مسهر، عن الشيباني، عن الشعبي، عن شريح، أن عمر،
كتب إليه‏:‏ إذا جاءك الشيء من كتاب الله فاقض به ولا يلفتنك عنه رجاء
ما ليس في كتاب الله، وانظر في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاقض بها، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله فانظر
ما اجتمع عليه الناس فخذ به، وفي رواية‏:‏ فانظر فيما قضى به
الصالحون، فإن لم يكن فإن شئت فتقدم وإن شئت فتأخر، وما أرى
التأخر إلا خيراً، والسلام‏.‏

وقال شريح‏:‏ كنت مع علي في سوق الكوفة فانتهى إلى قاص يقص فوقف
عليه وقال‏:‏ أيها القاص ‏!‏ تقص ونحن قريبو العهد‏؟‏ أما إني سائلك فإن
تجب فما سألتك وإلا أدبتك، فقال القاص‏:‏ سل يا أمير المؤمنين عما شئت،
فقال علي‏:‏ ما ثبات الإيمان وزواله‏؟‏ قال القاص‏:‏ ثبات الإيمان الورع
وزواله الطمع‏.‏ قال علي‏:‏ فذلك فقص‏.‏ قيل إن هذا القاص هو نوف البكالي‏.‏
وقال رجل لشريح‏:‏ إنك لتذكر النعمة في غيرك وتنساها في نفسك، قال‏:‏
إني والله لأحسدك على ما أرى بك‏.‏ قال‏:‏ ما نفعك الله بهذا ولا ضرني‏.‏

وروى جرير، عن الشيباني، عن الشعبي، قال‏:‏
اشترى عمر فرساً من رجل على أن ينظر إليه، فأخذ الفرس فسار به
فعطب، فقال لصاحب الفرس‏:‏ خذ فرسك، فقال‏:‏ لا ‏!‏ فاجعل بيني وبينك
حكماً، قال الرجل‏:‏ نعم ‏!‏ شريح، قال عمر‏:‏ ومن شريح‏؟‏ قال‏:‏ شريح
العراقي، قال‏:‏ فانطلقا إليه فقصا عليه القصة، فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين
رد كما أخذت أو خذ بما ابتعته، فقال عمر‏:‏ وهل القضاء إلا هذا‏؟‏ سر إلى
الكوفة فقد وليتك قضاءها، فإنه لأول يوم عرفه يومئذ‏.‏

وقال هشام بن محمد الكلبي، حدثني رجل
من ولد سعد بن وقاص، قال‏:
‏ كان لشريح ابن يدعو الكلاب ويهارش بين الكلاب، فدعا بداوة وقرطاس
فكتب إلى مؤدبه فقال‏:‏
ترك الصلاة لأكلب يسعى بها * طلب الهراش مع الغواة الرجس
فإذا أتاك فعفَّه بملامة * وعظه من عظة الأديب الأكيس
فإذا هممت بضربه فبدرة * فإذا ضربت بها ثلاثاً فاحبس
واعلم بأنك ما أتيت فنفسه * مع ما تجرعني أعز الأنفس

عبد الله بن غنم الأشعري
نزيل فلسطين وقد روى عن جماعة من الصحابة وقيل إن له صحبة وقد
بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام ليفقه أهلها في الدين وكان
من العباد الصالحين‏.‏

جنادة بن أمية الأزدي
شهد فتح مصر وكان أميراً على غزو البحر لمعاوية، وكان موصوفاً
بالشجاعة والخير، توفي بالشام وقد قارب الثمانين‏.‏

العلاء بن زياد البصري
كان من العباد الصالحين من أهل البصرة، وكان كثير الخوف والورع،
وكان يعتزل في بيته ولا يخالط الناس، وكان كثير البكاء، لم يزل يبكي
حتى عمي، وله مناقب كثيرة، توفي بالبصرة في هذه السنة‏.‏ قلت‏:‏ إنما
كان معظم بكاء العلاء بن زياد بعد تلك الرؤيا التي رآها له رجل من أهل
الشام أنه من أهل الجنة، فقال له العلاء‏:‏ أما أنت يا أخي فجزاك الله عن
رؤياك لي خيراً، وأما أنا فقد تركتني رؤياك لا أهدأ بليل ولا نهار، وكان
بعدها يطوي الأيام لا يأكل فيها شيئاً وبكى حتى كاد يفارق الدنيا، ويصلي
لا يفتر، حتى جاء أخوه إلى الحسن البصري فقال‏:‏ أدرك أخي فإنه قاتل
نفسه، يصوم لا يفطر، ويقوم لا ينام، ويبكي الليل والنهار لرؤيا رآها
بعض الناس له أنه من أهل الجنة، فجاء الحسن فطرق عليه بابه فلم
يفتح، فقال له‏:‏ افتح فإني أنا الحسن، فلما سمع صوت الحسن فتح له،
فقال له الحسن‏:‏ يا أخي الجنة وما الجنة للمؤمن، إن للمؤمن عند الله
ما هو أفضل من الجنة، فقاتل أنت نفسك‏؟‏ فلم يزل به حتى أكل وشرب
وقصر عما كان فيه قليلاً‏.‏

وروى ابن أبي الدنيا عنه أنه أتاه آت في مقامه فأخذ بناصيته وقال‏:‏
يا غلام قم فاذكر الله يذكرك‏.‏ فما زالت تلك الشعرات التي أخذ بها قائمة
حتى مات، وقد قيل إنه كان يرفع له إلى الله كل يوم من العمل الصالح
بقدر أعمال خلق كثير من الناس كما رأى ذلك بعض أصحابه في المنام‏.‏
وقال العلاء نحن قوم وضعنا أنفسنا في النار فإن شاء الله أن يخرجنا منها
أخرجنا‏.‏ وقال كان رجل يرائي بعمله فجعل يشمر ثيابه ويرفع صوته إذا
قرأ فجعل لا يأتي على أحد إلا سبه، ثم رزقه الله الإخلاص واليقين فخفض
من صوته وجعل صلاحه بينه وبين الله، فجعل لا يأتي على أحد بعد ذلك
إلا دعا له بخير‏.‏

سراقة بن مرداء الأزدي
كان شاعراً مطبقاً، هجا الحجاج فنفاه إلى الشام فتوفي بها‏.‏

النابغة الجعدي الشاعر‏.‏

السائب بن يزيد الكندي، توفي في هذه السنة‏.‏

سفيان بن سلمة الأسدي‏.‏

معاوية بن قرة البصري‏.‏

زر بن حبيش‏.‏