المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه


adnan
01-15-2015, 07:37 PM
الأخ / محمدالخواص





سيرة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه


ذو النورين عثمان :
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، أمير المؤمنين ،
أبو عمرو ، وأبو عبد الله ، القرشي الأموي . روى عن النبي
صلى الله عليه وسلم وعن الشيخين .

قال الداني :
عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه
أبو عبد الرحمن السلمي ، والمغيرة بن أبي شهاب ، وأبو الأسود ،
وزر بن حبيش .

روى عنه :
بنوه : أبان وسعيد وعمرو ، ومولاه حمران ، وأنس ، وأبو أمامة
بن سهل ، والأحنف بن قيس ، وسعيد بن المسيب ، وأبو وائل ، وطارق
بن شهاب ، وعلقمة ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، ومالك بن أوس
بن الحدثان ، وخلق سواهم .

أحد السابقين الأولين ، وذو النورين ، وصاحب الهجرتين ، وزوج
الابنتين . قدم الجابية مع عمر ، وتزوج رقية بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم قبل المبعث ، فولدت له عبد الله ، وبه كان يكنى ،
وبابنه عمرو .

وأمه :
أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس ، وأمها البيضاء بنت
عبد المطلب بن هاشم ، فهاجر برقية إلى الحبشة ، وخلفه النبي
صلى الله عليه وسلم عليها في غزوة بدر ليداويها في مرضها ، فتوفيت
بعد بدر بليال ، وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه من بدر
وأجره ، ثم زوجه بالبنت الأخرى أم كلثوم . ومات ابنه عبد الله ،
وله ست سنين ، سنة أربع من الهجرة .

وصف سيدنا عثمان:
وكان عثمان فيما بلغنا لا بالطويل ولا بالقصير ، حسن الوجه ،
كبير اللحية ، أسمر اللون ، عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ،
يخضب بالصفرة ، وكان قد شد أسنانه بالذهب .

وعن أبي عبد الله مولى شداد ، قال :
رأيت عثمان يخطب ، وعليه إزار غليظ ثمنه أربعة دراهم ، وريطة كوفية
ممشقة ، ضرب اللحم أي : خفيفه طويل اللحية ، حسن الوجه .

وعن عبد الله بن حزم ، قال :
رأيت عثمان ، فما رأيت ذكرا ولا أنثى أحسن وجها منه .

وعن الحسن ، قال :
رأيته وبوجهه نكتات جدري ، وإذا شعره قد كسا ذراعيه .

وعن السائب ، قال :
رأيته يصفر لحيته ، فما رأيت شيخا أجمل منه .

وعن أبي ثور الفهمي ، قال :
قدمت على عثمان ، فقال : لقد اختبأت عند ربي عشرا : إني لرابع أربعة
في الإسلام ، وما تعتيت ولا تمنيت ، ولا وضعت يميني على فرجي منذ
بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مرت بي جمعة منذ أسلمت
إلا وأنا أعتق فيها رقبة ، إلا أن لا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك ،
ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام قط .

وعن ابن عمر ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم )

وعن عائشة نحوه إن صحا .


وعن الحسن ، قال :
إنما سمي عثمان ذا النورين لأنا لا نعلم أحدا أغلق بابه
على ابنتي نبي غيره .

وروى عطية ، عن أبي سعيد ، قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يدعو لعثمان .

وعن عبد الرحمن بن سمرة ، قال :

( جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه ،
حين جهز جيش العسرة ، فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم
فجعل يقلبها بيده ويقول : " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم " )
رواه أحمد في مسنده ، وغيره .

وفي مسند أبي يعلى ، من حديث عبد الرحمن بن عوف ، أنه جهز جيش
العسرة بسبع مائة أوقية من ذهب .

وقال خليد ، عن الحسن ، قال :
جهز عثمان بسبع مائة وخمسين ناقة وخمسين فرسا ، يعني
في غزوة تبوك .

وعن حبة العرني ، عن علي ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( رحم الله عثمان تستحييه الملائكة )

وعن أبي هريرة ، قال :
اشترى عثمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مرتين :
يوم رومة ، ويوم جيش العسرة .

وقالت عائشة :

( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته كاشفا
عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر ، ثم عمر ، وهو على تلك
الحال فتحدثا ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله
صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه ، فدخل فتحدث ، فلما خرج قلت
: يا رسول الله دخل أبو بكر ، فلم تجلس له ، ثم دخل عمر ،
فلم تهش له ، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك ، قال :
" ألا أستحيي من رجل تستحي منه الملائكة ؟ )
رواه مسلم .
وروي نحوه من حديث علي ، وأبي هريرة ، وابن عباس .

وقال أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في دين الله عمر
وأصدقهم حياء عثمان )

وعن طلحة بن عبيد الله ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لكل نبي رفيق ، ورفيقي عثمان )
. أخرجه الترمذي .


وقال ابن عمر :
كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر ، ثم
عمر ، ثم عثمان . رواه جماعة عن ابن عمر .

وقال الشعبي :
لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء من الصحابة غير عثمان ،
ولقد فارق علي الدنيا وما جمعه .

وقال ابن سيرين :
كان أعلمهم بالمناسك عثمان ، وبعده ابن عمر .

وقال ربعي :
عن حذيفة : قال لي عمر بمنى : من ترى الناس يولون بعدي ؟
قلت : قد نظروا إلى عثمان .

وقال أبو إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، قال :
حججت مع عمر ، فكان الحادي يحدو : إن الأمير بعده ابن عفان وحججت
مع عثمان ، فكان الحادي يحدو : إن الأمير بعده علي وقال الجريري ،
عن عبد الله بن شقيق ، عن الأقرع مؤذن عمر ، أن عمر دعا الأسقف ،
فقال : هل تجدونا في كتبكم ؟ قال : نجد صفتكم وأعمالكم ، ولا نجد
أسماءكم . قال : كيف تجدني ؟ قال : قرن من حديد ، قال : ما قرن من
حديد ؟ قال : أمير شديد ، قال عمر : الله أكبر ، قال : فالذي بعدي ؟ قال :
رجل صالح يؤثر أقرباءه ، قال عمر : يرحم الله ابن عفان ، قال : فالذي
من بعده ؟ قال : صدع وكان حماد بن سلمة يقول : صدأ من حديد . فقال
عمر : وادفراه وادفراه ، قال : مهلا يا أمير المؤمنين ، إنه رجل صالح ،
ولكن تكون خلافته في هراقة من الدماء .


وقال ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، قال :
كان نقش خاتم عثمان " آمنت بالذي خلق فسوى " .

وقال ابن مسعود حين استخلف عثمان :
أمرنا خير من بقي ولم نأل .

وصح من وجه ، أن عثمان قرأ القرآن كله في ركعة .

وقال عبد الله بن المبارك ، عن الزبير بن عبد الله ، عن جدته ،
أن عثمان كان يصوم الدهر .

وقال أنس :
إن حذيفة قدم على عثمان ، وكان يغزو مع أهل العراق قبل إرمينية ،
فاجتمع في ذلك الغزو أهل الشام ، وأهل العراق ، فتنازعوا في القرآن
حتى سمع حذيفة من اختلافهم ما يكره ، فركب حتى أتى عثمان ، فقال :
يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف
اليهود والنصارى في الكتب ، ففزع لذلك عثمان ، فأرسل إلى حفصة
أم المؤمنين : أن أرسلي إلي بالصحف التي جمع فيها القرآن ، فأرسلت
إليه بها ، فأمر زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ،
وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن ينسخوها في المصاحف ، وقال :
إذا اختلفتم أنتم وزيد في عربية فاكتبوها بلسان قريش ، فإن القرآن إنما
نزل بلسانهم ، ففعلوا حتى كتبت المصاحف ، ثم رد عثمان الصحف إلى
حفصة ، وأرسل إلى كل جند من أجناد المسلمين بمصحف ، وأمرهم أن
يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل إليهم به ، فذلك زمان
حرقت فيه المصاحف بالنار .

وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص خطب عثمان الناس ، فقال :
يها الناس ، عهدكم بنبيكم بضع عشرة ، وأنتم تمترون في القرآن ،
وتقولون قراءة أبي ، وقراءة عبد الله ، يقول الرجل : والله ما تقيم
قراءتك ، فأعزم على كل رجل منكم كان معه من كتاب الله شيء لما جاء
به ، فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن ، حتى جمع من ذلك
كثيرا ، ثم دخل عثمان ، فدعاهم رجلا رجلا ، فناشدهم : أسمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أمله عليك ؟ فيقول : نعم ، فلما فرغ
من ذلك ، قال : من أكتب الناس ؟ قالوا : كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
زيد بن ثابت ، قال : فأي الناس أعرب ؟ قالوا : سعيد بن العاص ،
قال عثمان : فليمل سعيد وليكتب زيد ، فكتب مصاحف ففرقها في الناس .

وروى رجل ، عن سويد بن غفلة ، قال :
قال علي في المصاحف :
لو لم يصنعه عثمان لصنعته .

وقال أبو هلال : سمعت الحسن يقول :
عمل عثمان اثنتي عشرة سنة ، ما ينكرون من إمارته شيئا .

وقال الجريري :
حدثني أبو بكر العدوي ، قال : سألت عائشة : هل عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أحد من الصحابة عند موته ؟ قالت : معاذ الله
إلا أنه سار عثمان ، أخبره أنه مقتول ، وأمره أن يكف يده .

وقد روى شعبة ، عن حبيب بن الزبير ،
عن عبد الرحمن بن الشرود ، أن عليا قال :
إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان
ممن قال الله تعالى :

{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }
[ الحجر ] .

ورواه عبد الله بن الحارث ، عن علي .

وقال مطرف بن الشخير :
لقيت عليا ، فقال : يا أبا عبد الله ما بطأ بك ، أحب عثمان ؟ ثم قال :
لئن قلت ذاك ، لقد كان أوصلنا للرحم ، وأتقانا للرب .

وقال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل :
لو انقض أحد لما صنعتم بابن عفان لكان حقيقا .

وقال هشام :
حدثنا محمد بن سيرين ، عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله
بن عمرو ، قال : يكون على هذه الأمة اثنا عشر خليفة ، منهم أبو بكر
الصديق ، أصبتم اسمه ، وعمر الفاروق قرن من حديد ، أصبتم اسمه ،
وعثمان ذو النورين ، أوتي كفلين من الرحمة ، قتل مظلوما ،
أصبتم اسمه . رواه غير واحد عن محمد .

وقال عبد الله بن شوذب :
حدثني زهدم الجرمي ، قال : كنت في سمر عند ابن عباس ، فقال :
لأحدثنكم حديثا : إنه لما كان من أمر هذا الرجل يعني عثمان ما كان ،
قلت لعلي : اعتزل هذا الأمر ، فوالله لو كنت في جحر لأتاك الناس حتى
يبايعوك ، فعصاني ، وايم الله ليتأمرن عليه معاوية ، ذلك بأن الله يقول :

{ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ۖ
إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا }
[ الإسراء ] .

وقال أبو قلابة الجرمي :
لما بلغ ثمامة بن عدي قتل عثمان وكان أميرا على صنعاء بكى فأطال
البكاء ، ثم قال : هذا حين انتزعت خلافة النبوة من أمة محمد ، فصار
ملكا وجبرية ، من غلب على شيء أكله .

وقال يحيى بن سعيد الأنصاري :
قال أبو حميد الساعدي وكان بدريا لما قتل عثمان :
اللهم إن لك علي أن لا أضحك حتى ألقاك .

قال قتادة :
ولي عثمان اثنتي عشرة سنة ، غير اثني عشر يوما .
وكذا قال خليفة بن خياط ، وغيره .

وقال أبو معشر السندي :
قتل لثماني عشرة خلت من ذي الحجة ، يوم الجمعة ، زاد غيره ، فقال :
بعد العصر ، ودفن بالبقيع بين العشائين ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة .
وهو الصحيح . وقيل : عاش ستا وثمانين سنة .

وعن عبد الله بن فروخ ، قال :
شهدته ودفن في ثيابه بدمائه ، ولم يغسل . رواه عبد الله بن أحمد
في زيادات المسند ، وقيل : صلى عليه مروان ، ولم يغسل .

وروي أن نائلة بنت الفرافصة كانت مليحة الثغر ، فكسرت ثناياها بحجر ،
وقالت : والله لا يجتليكن أحد بعد عثمان ، فلما قدمت على معاوية الشام ،
خطبها ، فأبت .

وقال فيها حسان بن ثابت .
قتلتم ولي الله في جوف داره
وجئتم بأمر جائر غير مهتدي فلا ظفرت أيمان قوم تعاونوا
على قتل عثمان الرشيد المسدد

وقال كعب بن مالك :
يا للرجال لأمر هاج لي حزنا لقد عجبت لمن يبكي على الدمن
إني رأيت قتيل الدار مضطهدا عثمان يهدى إلى الأجداث في كفن

وقال بعضهم :
لعمر أبيك فلا تكذبن لقد ذهب الخير إلا قليلا
لقد سفه الناس في دينهم وخلى ابن عفان شرا طويلا