المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من السبب في الغلب ؟؟


vip_vip
10-14-2010, 11:21 AM
من السبب في الغلب ؟؟
الزوج أم الزوجة ؟
بقلم الأخت الأستاذة / إيمان القدوسي

http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f55846%5fAO4Nw0MAAW3fTLOAOA0XrHqf7 s4&pid=7&fid=111&inline=1

علي مشارف العسل يتساءل العروسان : من السبب في الحب ؟
القلب والعين وكل الجوارح هي السبب ، الأجمل أن هناك زوجين يسبحان في نهر السعادة ، وبارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير.
بعد مرور السنين ومجئ البنين وتضخم العائلة والمسئولية يتغير السؤال ويصبح : من السبب في الغلب ؟
النساء لا تكذب ولا تتجمل لكنها بطبيعتها تعرف كيف تعبر عن متاعبها فتذكر بعض المواقف المؤثرة وتشرح كيف تنوء بالأعباء بره وجوه وتنثر علي كلامها بعض العاطفة وقليل من الدموع فتبدو غلبانة جدا وتشير أصابع الاتهام فورا للزوج .
فهو قاسي لا يقدرها ، أو أناني مهتم بنفسه وعمله فقط ، أو منسحب يترك لها البيت والعيال ، أو خاضع لكلام أمه و أخته ، أو لا يعرف كيف يكسب رزقه ويكفي بيته ، أو لا يهتم باحتياجاتها النفسية وخاصة حقها في الخروج والنزهة .
الزوج أيضا يحتفظ لها بقائمة سوداء وإن لم يكن ماهرا في سردها ، فهي زنانة نكدية ، ثم إنها تهمل مظهرها وأصبح صوتها عاليا ودائما في صراع مع العيال ، كما أنها لا تكف عن طلب المال والمصاريف ، وهي لا تحب أهله بل أهلها فقط ، ولا تقدره حق قدره .
غالبا يكون هناك بعض الحق في اتهامات الطرفين ولكن أيضا لكل شئ سببه إنها ضغوط الواقع ، في الحقيقة الاثنين أغلب من بعض ، لكي نخرج من هذا المأزق فإن الخطوة الأولي هي إلغاء هذا السؤال نهائيا : من السبب ؟
هذا السؤال الخاطئ يجر المشاكل والخلاف ولا يحل شيئا ولا جدوي منه سوي النكد والعذاب ، إن التوغل فيه يؤدي للمزيد من تجريف الحب والاحترام وكل المشاعر الطيبة التي أمرنا بها من مودة ورحمة ، ولنستبدله بسؤال آخر :كيف نحل مشاكلنا ؟
ومادمنا في مركب واحد فلا شك أن تعاوننا سويا سيجعل الحلول ممكنة .

الخطوة الثانية هي البدء فورا بإيجاد حلول ، العجيب أننا بين الحين والآخر نقوم بفرز وترتيب دولاب الملابس والمكتبة والمطبخ وجهاز الكمبيوتر أيضا ولا نقوم بمثل هذا العمل بخصوص حياتنا ، مع أن الطريقة المتبعة هي نفسها ، نفرز مشاكلنا وسنجد منها أشياء قديمة تجاوزها الزمن ويجب التخلص منها فورا مثل ذكريات سيئة ومواقف قديمة فهذه كلها مكانها سلة المهملات ، والباقي يتم فرزه وترتيبه وسوف نكتشف أشياء سارة نسيناها وأمور يمكن استعادتها ، وتبقي بعض المشكلات التي تنتظر حلا .
الخطوة الأخيرة هي التحلي بروح الشجاعة والتعود علي النجاح ، مثلما يفعلون في تدريب الجياد علي قفز الحواجز ، في البداية حاجز منخفض جدا يعبره الحصان بسهولة فيكتسب الثقة بالنفس ويتحفز للمزيد وهكذا يعبر كل الحواجز لأنه صار شجاعا وناجحا .
وبدلا من أن نقول هذا كلام نظري ومشكلاتي المتراكمة بلا حل ، من السهل أن نقسمها إلي أجزاء صغيرة ونبدأ بحل أيسرها وسوف نندهش من تأثير حصولنا علي نجاح بسيط فهو يمهد لنجاحات متعددة ويمنحنا الإحساس بالراحة والرضا .
إن إعادة تنجيد أنتريه الصالة القديم والذي نتكاسل عنه سيضفي البهجة علي المكان بدلا من منظره الكئيب ، وزيارة خالتك المريضة والشعور بالراحة النفسية والتواصل مع الأهل سيجعل صدرك ينشرح ، أما الجلوس مع ابنك الذي تلاحظين انطوائه منذ فترة وإظهار التعاطف معه حتي يثق بك ويصارحك بمتاعبه سيجعلك تتخلصين من هواجسك بشأنه ، كما أن السفر مع زوجك أو الخروج بنية صافية خالية من الشوائب سيجدد العهد بينكما .
حتى المشاكل المادية لها حلول ، وعلاقات الجيرة والصداقة والقرابة يجب أن يتم جردها وتصفيتها أيضا ، المهم النية والعزم والاستعانة بالله ، تبقي بعض المشكلات التي لا نملك أمامها الكثير وهذه نتركها لله وحده ونستعين فيها بسلاح المؤمن ( الدعاء والصبر ) .
مع تصفية النفس والتماس الأعذار للطرف الآخر وأثناء التعاون معا في ترتيب حياتنا مرة أخري سوف يحدث تلقائيا نفض أتربة التعود عن العاطفة الكامنة والنفخ في رمادها لتشتعل ثانية ، وسيكون الطريق مفتوحا لسؤال جديد مفرح :
جددت حبك ليه ؟