المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشعور بالظلم وراء عناد الأطفال


adnan
01-21-2015, 09:08 PM
سيدي الأخ العقيد / سامى عطا الياس



الشعور بالظلم وراء عناد الأطفال

أظهرت دراسة سلوكية أن :
الأطفال يرفضون بدافع العناد تقاسم الأشياء مع غيرهم إذا تبين لهم أنهم
سيحصلون على نصيب أقل من الآخرين. توصل إلى هذه النتيجة فريق
من الباحثين تحت إشراف كاثرين ماك أوليف من جامعة ييل الأمريكية،
ونشرت نتيجة الدراسة في مجلة «بايولوجي ليترز» التابعة للأكاديمية
الملكية للعلوم في بريطانيا.

وكان علماء النفس والسلوكيات يعلمون بالفعل أن الأطفال يرفضون
مثل هذه القسمة غير العادلة ولكنهم كانوا يعتقدون حتى الآن أن دافع
الرفض هو الإحباط وليس العناد.

وأوضح الباحثون أن :
قدرة الإنسان على التعاون مع الغرباء مميزة كثيرا مقارنة بقدرة الحيوان
على ذلك، ولكن البشر يرفضون المواقف غير العادلة وخاصة إذا كان ذلك
يلحق ظلما مباشرا بهم.

وأظهرت دراسات مقارنة مع الحيوانات أن :
هذا التصرف الرافض للظلم يمكن أن يكون نابعا من فطرة الإنسان، حيث
إن بعض الحيوانات ترفض الاستفادة من أشياء أقل قيمة إذا رأت أن أحد
أقرانها حصل على مكافأة أفضل منها على نفس العمل.ويرجح العلماء أن
الدافع الرئيس للحيوانات وراء هذا السلوك هو الإحباط في حين يعتقد
العلماء أن العناد هو سبب مثل هذا الرفض لدى الإنسان، وأن رفض
الأفراد لمواقف الظلم هو محاولة منهم لتصحيح مرتبتهم ومنزلتهم،
وبعبارة أخرى: من الأفضل لي ألا يحصل كلانا على شيء من أن
تحصل أنت على أكثر مما أحصل عليه.

حاول الباحثون تحت إشراف كاثرين ماك أوليف معرفة سبب هذا التصرف
الناقم على الآخرين، حيث أجروا عدة تجارب يتم خلالها توزيع حلوى
بشكل مختلف خلال إحدى الألعاب.

وشارك في هذه الألعاب أطفال من مجموعات عمرية مختلفة وكذلك
بالغون سمح لهم بالحصول على مكافأة موزعة بشكل مختلف أو رفضها.
وعندما كان الشخص المشارك في اللعبة الأولى يقبل مكافأة فإن ذلك يعني
أنه يوافق على حصوله على مكافأة أقل من خصمه، في حين أن رفضها
يعني أن كلا من الطرفين لن يحصل على شيء.

وفي التجربة الثانية كان :
الخصم يحصل في كل الأحوال على كمية أكبر من الحلوى على سبيل
المكافأة ولم يكن باستطاعة الشخص المشارك في التجربة التأثير على
مجريات الأمور سوى من خلال قبوله بكمية أقل من الحلوى
أو عدم قبوله أصلا.

وكانت النتيجة أن :
الأطفال في سن أربع إلى تسع سنوات قرروا في سلسلة التجارب
الأولى وبأغلبية المشاركين ألا يحصل أحد من المشاركين في الألعاب
على مكافأة.