المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة أربع ومائة من الأعيان‏


adnan
02-19-2015, 09:51 PM
الأخ / مصطفى آل حمد



ممن توفي سنة أربع ومائة من الأعيان‏
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها توفي من الأعيان‏:‏
خالد بن سعدان الكلاعي
له روايات عن جماعة من الصحابة، وكان تابعياً جليلاً، وكان من العلماء
وأئمة الدين المعدودين المشهورين، وكان يسبح كل يوم أربعين ألف
تسبيحة وهو صائم، وكان إمام أهل حمص، وكان يصلي التراويح
في شهر رمضان، فكان يقرأ فيها في كل ليلة ثلث القرآن‏.‏

وروى الجوزجاني، عنه، أنه قال‏:‏ من اجترأ على الملاوم في مراد الحق،
قلب الله تلك المحامد عليه ذماً‏.‏

وروى ابن أبي الدنيا، عنه، قال‏:‏ ما من عبد إلا وله أربعة أعين‏:‏
عينان في وجهه يبصر بهما أمر دنياه، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر
آخرته، فإذا أراد الله بالعبد خيراً فتح عينيه اللتين في قلبه فأبصر بهما أمر
آخرته وهما غيب، فأمن الغيب بالغيب، وإذا أراد الله بالعبد خلاف ذلك ترك
العبد القلب على ما هو عليه، فتراه ينظر فلا ينتفع، فإذا نظر بقلبه نفع‏.‏

وقال‏:‏ بصر القلب من الآخرة، وبصر العينين من الدنيا و له فضائل كثيرة
رحمه الله تعالى‏.‏

عامر بن سعد بن أبي وقاص الليثي
له روايات كثيرة عن أبيه وغيره، وهو تابعي جليل، ثقة مشهور‏.‏

عامر بن شراحيل الشعبي
توفي فيها في قول، كان الشعبي من شعب همدان، كنيته أبو عمرو، وكان
علامة أهل الكوفة، كان إماماً حافظاً، ذا فنون، وقد أدرك خلقاً من
الصحابة وروى عنهم وعن جماعة من التابعين، وعنه أيضاً روى
جماعة من التابعين‏.‏

قال أبو مجلز‏:
‏ ما رأيت أفقه من الشعبي‏.‏

وقال مكحول‏:‏
ما رأيت أحداً أعلم بسنة ماضية منه‏.‏

وقال داود الأودي‏:‏
قال لي الشعبي‏:‏ قم معي هاهنا حتى أفيدك علماً بل هو رأس العلم‏.‏ قلت‏:‏
أي شيء تفيدني‏؟‏ قال‏:‏ إذا سئلت عما لا تعلم فقل‏:‏ الله أعلم،
فإنه عالم حسن‏.‏

وقال‏:‏ لو أن رجلاً سافر من أقصى اليمن لحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل
من عمره ما رأيت سفره ضائعاً، ولو سافر في طلب الدنيا أو الشهوات
إلى خارج هذا المسجد، لرأيت سفره عقوبة وضياعاً‏.‏

وقال‏:‏ العلم أكثر من عدد الشعر، فخذ من كل شيء أحسنه

أبو بردة بن أبو موسى الأشعري
تولى قضاء الكوفة قبل الشعبي، فإن الشعبي تولى في خلافة عمر
بن عبد العزيز، واستمر إلى أن مات، وأما أبو بردة فإنه كان قاضياً
في زمن الحجاج، ثم عزله الحجاج وولى أخاه أبا بكر، وكان أبو بردة
فقيهاً حافظاً عالماً، له روايات كثيرة‏.‏

أبو قلابة الجرمي
عبد الله بن يزيد البصري، له روايات كثيرة عن جماعة من الصحابة
وغيرهم، وكان من كبار الأئمة والفقهاء، وطلب للقضاء فهرب منه
وتغرب، قدم الشام فنزل داريا وبها مات رحمه الله‏.‏

قال أبو قلابة‏:‏
إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة، ولم يكن همك ما تحدث به
الناس، فلعل غيرك ينتفع ويستغني، وأنت في الظلمة تتعثر، وإني لأرى
هذه المجالس إنما هي مناخ البطالين‏.‏

وقال‏:‏ إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له عذراً جهدك،
فإن لم تجد له عذراً فقل‏:‏ لعل لأخي عذراً لا أعلمه‏.‏