المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجهاد في سبيل الله : سرايا الرسول (2ــ2)


adnan
02-28-2015, 07:25 PM
الأخ / فـضـل الـسـقـا

نقلا عن العامود اليومي بجريدة عكاظ السعودية

لوالدنا الفاضل الأستاذ / عبد الله بن عمر خياط





أ. عبدالله بن عمر خياط




الجهاد في سبيل الله : سرايا الرسول (2ــ2)
صلَّ الله عليه و على آله و صحبه و سلم

.. ولم يمر مؤرخو السيرة على هذه السرايا مرور الكرام بل سجلوا ما دار
فيها من أحداث ومن ذلك : أن المسلمين في سرية بواط شكوا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع، فقال :

( عسى الله أن يطعمكم )

قال : فأتينا سيف البحر فزخر البحر زخرة، فألقى دابة، فأورينا على
شقها النار، فاطبخنا، واشتوينا، وأكلنا، وشبعنا، قال جابر : فدخلت أنا
وفلان وفلان ــ حتى عد خمسة ــ في حجاج عينها، ما يرانا أحد، حتى
خرجنا، فأخذنا ضلعا من أضلاعه فقوسنا، ثم دعونا بأعظم رجل في
الركب، وأعظم جمل في الركب، وأعظم كفل في الركب، فدخل تحته
ما يطأطىء رأسه.
(عن كتاب إنارة الدجى في مغازي خير الورى
شرح العلامة حسن المشاط).

ولما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بواط بقي في المدينة
المنورة أقل من مائة يوم ثم خرج ومعه مائتان من المسلمين ونزل
بالعشيرة بين المدينة وينبع واستخلف على المدينة أبي سلمة بن عبد الأسد
وأقام بالعشيرة بضعة أسابيع ينتظر قافلة لقريش يرأسها أبو سفيان لكن
لأمر أراده الله فاتته القافلة .. ويقال ان هذه الغزوة أول غزوة غزاها
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلال إقامته بالعشيرة وادع بني مدلج،
ثم رجع عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، ولم يلق كبدا.

وجاء في كتاب محمد خاتم الأنبياء والمرسلين للأستاذ محمد علي مغربي
قوله : بعد عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة العشيرة بليال
قلائل لا تبلغ العشر أغار كرز بن جابر الفهري على إبل ومواشٍ كانت
تسرح للرعي حول المدينة، فخرج الرسول صلوات الله وسلامه عليه
للحاق به فلم يدركه، واستعمل على المدينة زيد بن حارثة وكان كرز بن
جابر هذا تربطه بمكة وبالقرشيين روابط معلومة عند الرسول
صلوات الله وسلامه عليه . (وقد أسلم كرز بن جابر رضي الله عنه
فيما بعد).

وفي تصوري أن قريشا أرادت أن تقابل غزوات الرسول
صلوات الله وسلامه عليه التي يقوم بها ويبعث فيها أصحابه بغزو
مماثل فأوعزت إلى كرز بن جابر ليغير على سرح المدينة فأغار عليها
ثم عاد مسرعا قبل أن يدركه المدافعون عن المدينة.

وقد بلغ الرسول صلوات الله وسلامه عليه في خروجه هذا واديا يقال له
صفوان من ناحية بدر ويطلق المؤرخون على هذه الغزوة غزوة
بدر الأولى.

السطـر الأخـير :
فحقق الله له ما وعد
وأوهن الكفر وأيـد الهدى