المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 18.06.1436


adnan
04-08-2015, 09:46 PM
إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم

[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة - الأوَّلية ]

صفةٌ ذاتيةٌ لله عزَّ وجلَّ، وذلك من اسمه (الأوَّل)، الثابت في الكتاب
والسنة، ومعناه: الذي ليس قبله شيء.
الدليل من الكتاب:
قولـه تعالى:

{ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم }
[الحديد: 3].

الدليل من السنة:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:

(... اللهم أنت الأوَّل؛ فليس قبلك شيء...) .

قال ابن القيم:
فأوليَّةُ الله عزَّ وجلَّ سابقة على أوليَّةِ كل ما سواه، وآخريَّتُه ثابتةٌ بعد
آخرِيَّةِ كل ما سواه، فأوليَّتُه سَبْقُه لكل شيء، وآخريَّتُه بقاؤه بعد كل
شيء، وظاهريَّتُه سبحانه فوقيَّتُه وعلوه على كل شيء، ومعنى الظهور
يقتضـي العلو، وظاهر الشيء هو ما علا منه وأحاط بباطنه، وبطونه
سبحانه إحاطته بكل شيء، بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، وهذا قرب
غير قرب المحب من حبيبه، هذا لون وهذا لون، فمدار هذه الأسماء
الأربعة على الإحاطة، وهي إحاطتان: زمانيَّة، ومكانيَّة، فإحاطة أوليَّتِه
وآخريَّتِه بالقَبْلِ والبَعْدِ، فكل سابق انتهى إلى أوليَّتِه، وكلُ آخرٍ انتهى إلى
آخريَّتِه، فأحاطت أوليَّتُه وآخريَّتُه بالأوائل والأواخر، وأحاطت ظاهريَّتُه
وباطنيَّتُه بكلِّ ظاهرٍ وباطن، فما من ظاهرٍ إلا والله فوقه، وما من باطن إلا
والله دونه، وما من أولٍ إلا والله قبله، وما من آخرٍ إلا والله بعده، فالأوَّلُ
قِدَمُه، والآخرُ دوامه وبقاؤه، والظاهر علوه وعظمته، والباطن قربه
ودنوه، فسبق كلَّ شيء بأوليَّته، وبقي بعد كلِّ شيء بآخريَّتِه، وعلا على
كل شيء بظهوره، ودنا من كل شيء ببطونه، فلا تواري منه سماءٌ
سماءً، ولا أرضٌ أرضاً، ولا يحجب عنه ظاهرٌ باطناً، بل الباطنُ له ظاهر،
والغيبُ عنده شهادة، والبعيدُ منه قريب، والسرُّ عنده علانية، فهذه
الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد، فهو الأوَّل في آخريَّتِه،
والآخر في أوليَّتِه، والظاهر في بطونه، والباطن في ظهوره،
لم يزل أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين