المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 01.10.1436


حور العين
07-18-2015, 07:39 PM
إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
- السُّخرية بالكافرين ]
من الصفات الفعليَّة الخبريَّة الثابتة لله عزَّ وجلَّ بالكتاب والسنة.

· الدليل من الكتاب:

قولـه تعالى:

{ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

[التوبة: 79].

· الدليل من السنة:

حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في آخر أهل النار خروجاً منها

وآخر أهل الجنة دخولاً فيها، وفيه أنه قال يخاطب الله عزَّ وجلَّ:

( أتسخر بي؟ أو تضحك بي وأنت الملك... ).

قال الأزهري:

(يُقال: سَخِرَ منه وبه: إذا تَهَزَّأ به) .

قال قَوَّام السنة: (وتولى الذب عنهم (يعني: المؤمنـين) حـين قالـوا:

{ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ }

فقال:

{ اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ }

وقال:

{ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ }

وأجاب عنهم، فقال

{ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ }

فأجل أقدارهم أن يوصفوا بصفة عيب، وتولى المجازاة لهم، فقال:

{ اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ }

وقال:

{ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ }

لأن هاتين الصفتين إذا كانت من الله؛ لم تكن سفهاً، لأن الله حكيم،

والحكيم لا يفعل السفه، بل ما يكون منه يكون صواباً وحكمة) .

وقال شيخ الإسلام عند الرد على من زعم أنَّ هناك مجازاً في القرآن:

(وكذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن؛ كلفظ (المكر) و(الاستهزاء)

و(السخرية) المضاف إلى الله، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على

طريق المجاز، وليس كذلك، بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن

لا يستحق العقوبة؛ كانت ظلماً له، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه

عقوبة له بمثل فعله؛ كانت عدلاً؛ كما قال تعالى:

{ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ }

فكاد له كما كادت إخوته لما قاله له أبوه:

{ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا }

وقـال تعالى:

{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا }

وقـال تعالى:

{ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ

فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ }

وقال تعالى:

{ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الـمُطَّوِّعِينَ مِنْ الـمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ

وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ }

فأهل السنة والجماعة يثبتون صفة السخرية لله عزَّ وجلَّ كما أثبتها

لنفسه، كما يثبتون صفة الكيد والمكر، ولا يخوضون في كيفيتها، ولا

يشبهونها بسخرية المخلوق؛ فالله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ.

وانظر كلام ابن جرير الطبري في صفة (الاستهزاء)، فإنه مهم.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين