المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصَّبر


حور العين
07-20-2015, 06:26 PM
الأخت / الملكة نـــور
الصَّبر
عن صهيب بن سنان رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

( عَجَبا لأمر المُؤمن إنّ أمرَهُ كلّهُ لهُ خير ،

وليسَ ذلك لأحَد إلاّ للمُؤمن ، إن أصابتهُ سَرّاءُ شَكَرَ

فكان خيرا لهُ وإن أصابَتهُ ضّراء صَبَر فكانَ خيرا لهُ )

(رواه مسلم) .

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :

ما أصابتني مصيبة إلاّ رأيت أن لله عليّ فيها ثلاث نعم: أن لم تكن

المصيبة في ديني ، ولم يكن ما هو أكبر منها فدفع الله بها ما هو أعظم

منها ، والثالثة ماجعل الله فيها من الكفارة لما كنا نتوقاه

من سيئات أعمالنا.

الصبر هو أن :

يتصرف المرء مع البلاء مثل تصرفه عند العافية . فالله تعالى ما أخذ

شيئا أعطاه للعبد إلا ليصبر فيحبه على ذلك ،

{ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }

وإذا أحب الله عبدا إختار له ما هو خير له وما تقتضيه مصلحته ، فعلى

العبد أن يرضى بذلك ، وكذلك إذا ما أعطى الله العبد فإن ذلك العطاء

هو لأجل الشكر فيجازيه الله تعالى على ذلك الشكر حيث وعد الله:

{ وَسَنَجْزِى الشاكرين }
عن الخباب بن الأرت رضي الله عنه قال:

( شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو متوسِّد

بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو لنا ؟ فقال:

" قد كانَ من قبلَكُم يُؤخذُ الرجل فيُحفَرَ لَهُ في ألأرضِ فيُجعَلُ فيها ،

ثُمّ يؤتى بالمنشارِ فيوضَعَ على رأسِهِ فيُجعلُ نصفين ويُمشَطُ

بأمشاطِ الحديد ما دون لحمِهِ وعَظمِهِ ، ما يصّدُهُ ذلك عن دينهِ ،

واللّه ليُتِمّنّ اللّهُ هذا الأمر حتّى يسيرَ الراكِبُ من صَنعاءَ إلى

حَضرَموت لا يخافُ إلاّ اللّه والذئبَ على غَنَمِه ،

ولكنّكم تَستَعجلونَ )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

( ما يُصيبُ المُسلم من وَصَب (الوصب هو المرض)

ولا هَمّ ولا حَزَن ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكَةُ يُشاكَها

إلاّ كَفّرَ اللّهُ بها من خَطاياهُ )

والصبر التام هو الثبات مع الله وتلقي بلاءَهُ بالرحب والدعة . قال تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ

وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

فاصبروا بنفوسكم على طاعة الله وصابروا بقلوبكم على البلوى ورابطوا

بأسراركم على الشوق إلى الله. فالمؤمن يصبر ويوصي غيره من

المؤمنين بالصبر لئلا يكون من الخاسرين:

{ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *

إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ

وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

، وكان دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

في حالة السراء:

( الحَمدُ لِلّهِ الّذي بِنِعمَتِه تَتُمّ الصالِحاتُ )

وفي حالة الضراء:
( الحَمدُ لِلّهِ على كُلّ حال )