المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مــادح الســجن


حور العين
07-28-2015, 08:05 PM
الأخ / فـضـل الـسـقـا
نقلا عن العامود اليومي بجريدة عكاظ السعودية
لوالدنا الفاضل الأستاذ / عبد الله بن عمر خياط
أ. عبدالله بن عمر خياط

مــادح الســجن

كم تمنيت أن أجد كتابا في أدب السجون يبدأ بقصة سيدنا يوسف

عليه السلام .. ولعل أديبا من أدبائنا مثل اللواء متقاعد الشاعر عبدالقادر

كمال يضطلع بهذه المهمة، ويعرج على السجون في المملكة، ومنها قصة

سجن جدة في الشرفية الذي تم هدمه ومساواته بالأرض قبل بضع سنين.

ومقال اليوم خصصته لشاعر كبير شهير كان راعي أغنام في اليمامة،

وسمع أن الخليفة يكرم الشعراء فشد الرحال إلى بغداد،

وألقى قصيدته التي مطلعها :

أنت كالكلب في حفاظك للود

وكالتيس في قراع الخطوب

وقد ضحك الخليفة المتوكل وقال :

هذا الشاعر بدوي جاء من اليمامة حيث كان يرعى الغنم لكن اتركوه

في بغداد حتى يصطبغ بصبغة مدنية حضارية وانظروا ماذا يقول .

ولم يلبث الشاعر سوى شهر واحد حتى ألقى قصيدته البديعة :

عيون المها بين الرصافة والجسر

جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

أما القصيدة التي مدح فيها السجن فهي :

قالوا حبست فقلت ليس بضائـري

حبســـــي وأي مهند لا يغمــــد

أو ما رأيت الليث يألف غيـــله

كبرا وأوباش السباع تردد

والشمس لولا أنها محجــــوبة

عن ناظريك لما أضـــاء الفرقد

والبدر يدركه السرار فتنجـــلي

أيامه ، وكأنــــــه متجــــــدد

والغيث يحصره الغمام فما يرى

إلا وريقه يراح ويرعد

والزاعبية لا يقيـــم كعـــوبهـــا

إلا الشقاف وجذوة تتــــوقد

والنار في أحجـــارها مخبوءة

لا تصطلى إن لم تثرها الأزند

والحبس ما لم تغشه لدنية

شنعاء نعم المنـــزل المتورد

بيت يجـــــــدد للكريم كرامـــة

ويزار فيه ولا يزور ويحفد

لو لم يكن في الحبس إلا أنه

لا يستذلك بالحجــــاب الأعبد

كم من عليل قد تخطاه الردى

فنجــا ومات طبيبه والعود

أبلغ أمير المؤمنيـــن ودونــه

خوض العدى ومخاوف لا تنفـــد

أنتم بني عم النبي محمــــــد

أولى بما شــرع النبي محمــــد

ما كان من كرم فأنتم أهـــله

كرمت مغارسكم وطاب المحتد

أمن السوية يا ابن عم محمـــد

خصــــــم تقربه وآخــر تبعد

إن الذين سعوا إليك بباطل

حساد نعمتك التي لا تجحد

شهدوا وغبنا عنهم فتحكمـوا

فينا وليس كغائب من يشهد.

السطر الأخير :

لو يجمع الخصماء عندك مجلس يـــوما لبان لك الطريق الأقصد

فبأي جرم أصبحت أعراضنا نهبــا تقسمها اللئيم الأوغد