المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 18.10.1436


حور العين
08-02-2015, 07:58 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
- الصورة ]
صفةٌ ذاتيةٌ خبريةٌ ثابتةٌ لله عزَّ وجلَّ بالأحاديث الصحيحة.
· الدليل:

1- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الطويل في رؤية المؤمنين
لربهم يوم القيامة، وفيه:

( فيأتيهم الجبار في صورته التي رأوه فيها أوَّلَ مرة، فيقول:
أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا…) .

2- حديث:

( رأيت ربي في أحسن صورة ).

قال أبو محمد ابن قتيبة:
(والذي عندي – والله تعالى أعلم – أن الصُّورة ليست بأعجب من اليدين
والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت
الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع،
ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حدٍّ) .

وقال أبو يعلى الفراء في التعليق على حديث:

( رأيت ربي في أحسن صورة ):

(اعلم أن الكلام في هذا الخبر يتعلق به فصول: أحدها جواز
إطلاق الصُّورة عليه).

وقال شيخ الإسلام:
(والوجه الخامس: أن الأحاديث مع آيات القرآن أخبرت بأنه يأتي عباده
يوم القيامة على الوجه الذي وصف، وعند هؤلاء هو كل آتٍ، وما في
الدنيا والآخرة، وأما أهل الإلحاد والحلول الخاص، كالذين يقولون بالاتحاد
أو الحلول في المسيح أو علي أو بعض المشايخ أو بعض الملوك أو غير
ذلك مما قد بسطنا القول عليهم في غير هذا الموضع؛ فقد يتأولون أيضاً
هذا الحديث كما تأوله أهل الاتحاد والحلول المطلق؛ لكونه قال: فيأتيهم
الله في صورة، لكن يقال لهم: لفظ (الصُّورة) في الحديث (يعني رحمه الله:
حديث أبي سعيد) كسائر ما ورد من الأسماء والصفات التي قد يسمى
المخلوق بها على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله مختصة به؛ مثل
العليم والقدير والرحيم والسميع والبصـير، ومثل خلقـه بيديه واستوائـه
على العرش ونحو ذلك) .

وبهذا يتضح أن الصُّورةَ صفةٌ من صفات الله عزَّ وجلَّ الذاتية كسائر
الصفات الثابتة بالأحاديث الصحيحة.
أما حديث:

( خلق الله آدم على صورته )

؛ فلم أورده في الأدلة؛ للاختلاف القائم بين أهل العلم: هل الضمير في
(صورته) عائد على آدم أم على الله، وإن كان كثيرٌ من السلف يجعلونه
عائداً على الله عزَّ وجلَّ .

كما أني لم أورد حديث:

( إن الله خلق الله آدم على صورة الرحمن )

لاختلافهم في صحته، لكنهم كلهم مجمعون على إثبات الصورة
لله عزَّ وجلَّ.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين