المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 26 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الرؤى و الأحلام


vip_vip
12-15-2010, 12:23 PM
26 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الرؤى و الأحلام
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f162784%5fAOkNw0MAARchTK5LkARLnDdC Pn0&pid=1.4&fid=Trash&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f162784%5fAOkNw0MAARchTK5LkARLnDdC Pn0&pid=1.5&fid=Trash&inline=1

http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f162784%5fAOkNw0MAARchTK5LkARLnDdC Pn0&pid=1.6&fid=Trash&inline=1
الحمد لله ، أبدع الكائنات بقدرته ، و سوى أمور الخلائق بحكمته :
{ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا }
[الفرقان:2] ،
و أشهد أن لا إله إلا الله تقدّس سبحانه و تنزه ، الحق كتابُه ، و العدل بابُه ،
{ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ }
[الرعد:8] ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله ،
إمام المتقين و قائد الغرِّ المحجلين و صفي الخلق أجمعين ،
صلوات ربي و سلامه عليه و على آله الطيبين الطاهرين ،
و على أصحابه أولي الأحلام و النهى و أهل المكرمات الأولى و الدرجات العلى ،
اللهم أرضَ عنهم أجمعين ، و عنا معهم بعفوك و كرمك يا أكرم الأكرمين .
أمــــا بعــــــد :
فاتقوا الله معاشر المسلمين ، و أعلموا أن هذه الدنيا دار ممرّ ،
و أن الآخرة هي دار القرار ،
(( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ *وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ))
[الزلزلة:7، 8] .
أيها الناس ، إن لبني آدم ولَعاً بالغاً و شغفاً ثائراً فيما يتعلق بالأمور الغيبية ،
الماضي منها و اللاحق،
و إنكار هذه الظاهرة ضربٌ من ضروب تجاهل الواقع و النأي عنه .
غيرَ أن تراوُحَ هذه الظاهرة صعوداً و هبوطاً يُعدّ مرهوناً
بمدى قرب الناس من مشكاة النبوة و الشِّرعة الحقة التي أحكمت هذا الباب
و أخبر الله سبحانه و تعالى من خلالها بقوله :
(( عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ))
[الجن:26، 27] .
و لا غرو حينئذ إذا وجدنا هذه العصور المتأخرة مظِنةً للخلط و اللغط
بالحديث عن الغيبيات و توقان النفوس الضعيفة إلى مكاشفتها ،
ما بين مؤمن بالخرافة و راضٍ بالكهانة و آخرين سادرين في السجع و التخمين
يقذفون بالغيب في كل حين ، مع أن آيات الله تُتلى عليهم بكرةً و عشياً
و فيها قوله سبحانه و تعالى :
(( قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وٱلأرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ))
[النمل:65] ،
و تُقرأ عليهم سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم و فيها قوله :
(( خمس لا يعلمهن إلا الله عز و جل : و قرأ
(( إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلأَرْحَامِ
وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ
إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ ))
[ لقمان:34] ))
رواه الترمذي .
ثم إن الناجين من هذه الظاهرة قد لا يسلمون من تطلُّع آخر يحملهم عليه الشغف
و رَوم معرفة الحال اللاحقة ، و التي يظنون أن لها إرتباطا وثيقا باستقرار
مستقبلهم من عدمه ، فاشرأبَّت نفوسهم إلى الوقوف على ذلك في مناماتهم
من خلال ما يعتريهم من رؤى و أحلام ، و لذا فإن أحدنا قد يلاقي أخاً له أو صديقاً
فيراه عبوسا متجهِّما أو فرحا مسرورا ، فيزول عنه العجب حينما يعلم
أن سببَ هذا الفرح أو الحزن رؤيا مؤنسة أو أخرى مقلقة .
و هذا الأمر ـ عباد الله ـ ليس قاصراً على أفراد الناس و عامتهم فحسب ،
بل يشاركهم فيه العظماء و الكبراء ، فكم أقضّت الرؤيا عظيما من مضجعه ،
و كم بشَّرت الرؤيا أفرادا بمستقبلهم ، و كم شغلت شعباً كبيرا برمته ،
و ما رؤيا يوسف عليه السلام بغائبة عنا ، و لا رؤيا ملك مصر بخافية علينا ،
فقد أجتمع فيها تبشير و تحذير في آن واحد ،
إذ بشارتها هي السَّعة عليهم في الرزق سبعَ سنين ،
و نذارتها هي في الجدب و القحط سبعًا مثلها .
الرؤى ـ عباد الله ـ لها أهميتُها الكبرى في واقع الناس قبل الإسلام و بعد الإسلام ،
لكنها من خلال نظرات المتعلمين و المثقفين قد تتفاوت تفاوتاً كثيراً
في اختلاف المرجعية من قبل كل طائفة ، فقد أنكرها الفلاسفة ،
و نسبوا جميع الرؤى إلى الأخلاط التي في الجسد ،
فرأوا أنها هي التي تحدث انعكاسا مباشرا على نفس الرائي
بقدر هيجان الأخلاط التي في جسده .
و لبعض علماء النفس مؤقفٌ سلبي تجاه هذه الرؤى أيضاً ،
قاربوا فيه قول الفلاسفة فجعلوها خليطا من الأمزجة و الرواسب التي تكمُن في
ذاكرة الإنسان فيهيّجها المنام ، حتى قصروا أمرَها في قالب مادي صِرف كما زعموا .
و أما شريعة الإسلام فإن علماءَها و أئمتَها قد ساروا على منهاج النبوة
و وقفوا من الرؤى بما نصَّ عليه الكتاب و السنة ،
فذهبوا إلى أن الرؤيا المنامية الصالحة الصادقة إنما هي حق من عند الله ،
فمنها المبشِّرة و منها المنذرة ، لما روى مالك في الموطأ و غيره
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
(( ذهبت النبوة وبقيت المبشرات )) ،
قيل : و ما المبشرات ؟
قال :
(( الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له ))
و التبشير هنا ـ عباد الله ـ يحتمل التبشير بالخير و التبشير بالشر
كما قال عز و جلّ عن الكفار :
(( فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ))
[آل عمران:21] .
و هذه الرؤيا ـ عباد الله ـ هي التي قال عنها الصادق المصدوق
صلوات الله و سلامه عليه حيث قال :
(( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ،
وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا ،
و رؤيا المؤمن جزء من ستة و أربعين جزءاً من النبوة ))
الحديث رواه البخاري و مسلم .
و بعدُ يرعاكم الله ، فلقد تكالبت همم كثير من الناس في هذا العصر
بسبب الخواء الروحي الذي يتبعه الجزع و الخوف و نأيُ النفس عن تعلقها بالله
و إيمانها بقضائه و قدره و بما كان و يكون و أن شيئا لن يحدث إلا بأمر الله و مشيئته ،
فما شاء كان و ما لم يشأ لم يكن ، حتى لقد تعلَّقت نفوسهم بالرؤى و المنامات
تعلُّقًا خالفوا فيه من تقدَّمهم في الزمن الأول من السلف الصالح ، ثم توسَّعوا فيها ،
و في الحديث عنها و الأعتماد عليها ،
إلى أن أصبحت شغلَهم الشاغل عبر المجالس و المنتديات و المجامع
بل و القنوات الفضائية ، إلى أن طغت على الفتاوى الشرعية ،
فأصبح السؤال عن الرؤى أكثر بأضعافٍ عن السؤال في أمور الدين
و ما يجب على العبد و ما لا يجب ،

vip_vip
12-15-2010, 12:28 PM
كل ذلك إبان غفلةٍ عما ينبغي أن يقِفه المؤمن تجاهَ هذه الرؤى ،


و أن هناك هديا نبويا للتعامل معها ، ينبغي أن لا يتجاوزه المرء فيطغى ،


و لا يتجاهله فيعيى ؛ و لأجل أن نقف جميعا على صورة مثلى للتعامل


مع الرؤى المتكاثرة فلنستمع إلى جملة من الآداب المرعية تجاه هذه الظاهرة


الناخرة في المجتمع ، فقد روى مسلم في صحيحه أن أبا سلمة قال :


كنت أرى الرؤيا أُعرَى منها ـ أي : أمرض منها ـ


غير أني لا أزَمَّل حتى لقيتُ أبا قتادة فذكرت ذلك له


فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :


(( الرؤيا من الله ، و الحلم من الشيطان ،


فإذا حلم أحدكم حلماً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثاً و ليتعوّذ بالله من شرها ،


فإنها لن تضرّه )) ،


و في رواية عند مسلم أيضاً قال أبو سلمة :


إن كنت لأرى الرؤيا أثقل عليَّ من جبل ، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث ، فما أباليها .


و من هنا ـ عباد الله ـ فما كل ما يراه النائم يُعد من الرؤى التي لها معنى تفسَّر به ؛


إذ إن ما يراه النائم في منامه يتنوّع إلا ثلاثة أنواع لا رابع لها ،


كما عند ابن ماجه في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه


عن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال :


(( إن الرؤيا ثلاث :


منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم ،


و منها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه ،


و منها جزء من ستة و أربعين جزءاً من النبوة )) .


يقول البغوي يرحمه الله : " في هذا الحديث بيان أنه ليس كل ما يراه الإنسان


في منامه يكون صحيحاً و يجوز تعبيره ، إنما الصحيح منها ما كان من الله عز و جلّ ،


و ما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها " .


و مثال هذه الأضغاث ـ عباد الله ـ ما رواه مسلم في صحيحه أن أعرابياً


جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله،


رأيت في المنام كأن رأسي ضُرب فتدحرج فاشتددتُ على أثره !!


فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للأعرابي :


(( لا تحدث الناس بتلعّب الشيطان بك في منامك )) .


فأما موقف المرء من هذا النوع من الرؤى و هو الغالب على حال الكثيرين


فإنه قد جاء في السنة آداب خاصة به في أحاديث صحيحة في الصحيحين و غيرهما ،


و هي التعوذ بالله من شر هذه الرؤيا و من شر الشيطان ،


و أن يتفل الرائي حين يهُبّ من نومه ثلاثاً عن يساره ، و أن لا يذكرَها لأحد أصلا ،


و أن يصلي ما كُتب له ، و أن يتحوّل من جنبه الذي كان عليه .


و زاد بعض أهل العلم قراءةَ آية الكرسي لما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم


أن من قرأها لا يقربهُ شيطان ، و هذا النوع الأول من الرؤى إنما هو من الشيطان ،


و أما النوع الثاني من الرؤى فهو ما يحدِّث به المرء نفسَه في يقظته ،


كمن يكون مشغولا بسفر أو تجارة أو نحو ذلك ، فينام فيرى في منامه


ما كان يفكّر فيه في يقظته ، و هذا من أضغاث الأحلام التي لا تعبير لها .


فلا يبقى إلا النوع الثالث و هو الرؤيا الصادقة الصالحة التي تكون من الله ،


و هي التي تكون بشارة أو نذارة ،


و قد تكون واضحة ظاهرة لا تحتاج إلى تأويل كما رأى إبراهيم عليه السلام


أنه يذبح ابنَه في المنام ،


و قد تكون خافية برموز تحتاج فيها إلى عابر يعبُرها


كرؤيا صاحبي السجن مع يوسف عليه السلام .


و هذا النوع هو الذي نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم


أن يُقصّ إلا على عالم أو ناصح ، فقد قال صلوات الله و سلامه عليه :


(( لا تُقصّ الرؤيا إلا على عالم أو ناصح ))


رواه الترمذي .


و ما عدا ذلك من الرؤى التي تتعلق بإثبات شيء من أحكام الشريعة


في حلال أو حرام أو فعل عبادة أو تحديد ليلة القدر مثلاً


و هي التي أرِيَها النبي صلى الله عليه و سلم ثم أُنسيَها أو تلك الرؤى


التي ينبني عليها آثار متعدية تتعلق بحقوق الناس و حرماتهم و إساءة الظنون بهم


من خلال بعض الرؤى مثلا أو الحكم على عدالتهم و نواياهم من خلالها ،


فإن ذلك كلَّه من أضغاث الأحلام و من الظنون التي لا يجوز الاعتماد عليها


في قول جمهور أهل العلم .


و قد ذكر الشاطبي يرحمه الله في كتابة الاعتصام أن الخليفة المهدي


أراد قتل شريك بن عبد الله القاضي فقال له شريك :


و لِم ذلك ـ يا أمير المؤمنين ـ و دمي حرام عليك ؟!


قال : لأني رأيت في المنام كأني مقبل عليك أكلمُك و أنت تكلمني من قفاك ،


فأرسلت إلى من يعبِّر فسألته عنها فقال :


هذا رجل يطأ بساطَك و هو يُسِرّ خلافَك ،


فقال شريك : يا أمير المؤمنين ، إن رؤياك ليست رؤيا يوسف بن يعقوب ،


و إن دماء المسلمين لا تسفَك بالأحلام ،


فنكَّس المهدي رأسه و أشار إليه بيده أن اخرُج ، فانصرف .


و قد ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق أن بعضهم رأى في المنام الشافعيَّ يرحمه الله


فقال له : كذبَ عليَّ يونس بن عبد الأعلى في حديث ،


ما هذا من حديثي و لا حدثتُ به ،


فقال الحافظ ابن كثير رحمه الله معلقاً على هذا الكلام :


" يونس بن عبد الأعلى من الثقات لا يُطعن فيه بمجرد منام " .


ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين، و أستغفروا ربكم إنه كان غفاراً .


نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،


أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ،


فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

vip_vip
12-15-2010, 12:29 PM
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f162784%5fAOkNw0MAARchTK5LkARLnDdC Pn0&pid=1.7&fid=Trash&inline=1





http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f162784%5fAOkNw0MAARchTK5LkARLnDdC Pn0&pid=1.8&fid=Trash&inline=1

الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و إمتنانه ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله الداعي إلى جنته و رضوانه ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و إخوانه ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمــــــا بعـــــــد :
فيا أيها الناس ، إن من باب الإنصاف و المصارحة و النصح أن لا نلقي باللائمة كلها في موضوع الرؤى و الإفراط فيها على آحاد الناس فحسب ، بل لا بد من تعدية الأمر إلى العابرين أنفسهم الذين يعبُرون الرؤى ، إذ عليهم مسؤولية عظمى تجاه الرائين .
إن الدين يقومَ على آدابٍ جُلَّى فلا بد للعابر أن يكون عالماً بهذا العلم العظيم ،
و أن يدرك المصالح و المفاسد في هذا الميدان ،
و أن لا ينصِّب نفسه للفتيا في الرؤى و يتطلَّع إليها ،
لا سيما عبر الشاشات و في المجامع الكبيرة .
ثم إن على العابرين أن لا يتسارعوا في التعبير ، و أن لا يجزموا بما يعبرون ،
و أن يعلموا خطورةَ هذا الجانب و ما يوصله إليه من الافتتان و الإعجاب بالنفس
و تعظيم شأنه فوق شأن المفتين و أهل العلم ،
و قد نقل ابن عبد البر عن الإمام مالك أنه سئل : أيعبُر الرؤيا كلُّ أحد ؟
فقال مالك : أبالنبوة يُلعب؟!
و قد نقل ابن عبد البر أيضاً عن هشام بن حسان انه قال :
كان أبن سيرين يُسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب فيها بشيء ،
إلا أنه يقول : أتق الله و أحسن في اليقظة فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم ،
و كان يجيب في خلال ذلك و يقول : إنما أجيب بالظن ، و الظن يخطئ و يصيب .
فإذا كان هذا هو قول إمام المعبرين في زمانه و ما بعده من الأزمان
فما الظن بمن جاء بعده ، إننا لنسمع بالمعبِّر يُسأل عن ألف رؤيا
لا تسمع مرةً يقول : لا أدري ، أو يقول : هذه أضغاث أحلام ،
أو يقول : هذه حديث نفس ، إلا من رحم ربك .
ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين ، و راقبوه في السر و العلن ، و القصد القصد تفلحوا .
ثم صلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة
نبيكم محمد رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه
فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله :
( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )
[ الأحزاب : 56 ] .
اللهم صلَّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا و نبينا محمد ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين ،
و أرض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على
و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين
و من سار على دربهم إلى يوم الدين
و عنا معهم بعطفك و جودك و كرمك يا أرحم الراحمين
اللهم أعز الإسلام و المسلمين و ............ ثم باقى الدعاء


اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت