المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عجبًا لأمر المؤمن


حور العين
08-09-2015, 07:56 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
عجبًا لأمر المؤمن

(عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كله خير، وليس ذلك لأحد

إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له،

وإن أصابته ضرآء صبر فكان خيرًا له )

قوله:
( عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كله له خير ).

أي: أن الرسول عليه الصلاة والسلام أظهر العجب على وجه الاستحسان

لأمر المؤمن، أي: لشأنه، فإنَّ شأنه كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.

ثم فصل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر الخير فقال:

( إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له،

وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له ).

هذه حال المؤمن وكل إنسان،

فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين:

إما سراء وإما ضراء، والناس في هذه الإصابة ينقسمون إلى قسمين:

مؤمن وغير مؤمن، فالمؤمن على كل حال ما قدر الله له فهو خير له، إن

أصابته الضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله، واحتسب

الأجر على الله فكان خيرًا له، فنال بهذا أجر الصابرين.

وإن أصابته سراء من نعمة دينية كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية

كالمال والبنين والأهل شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل. فيشكر

الله فيكون خيرًا له، ويكون عليه نعمتان: نعمة الدين ونعمة الدنيا، نعمة

الدنيا بالسراء، ونعمة الدين بالشكر هذه حال المؤمن. وأما الكافر فهو

على شرٍّ -والعياذ بالله- إن أصابته الضراء لم يصبر بل يضجر، ودعا

بالويل والثبور، وسبَّ الدهر، وسبَّ الزمن...

والحديث فيه الحث على الصبر على الضراء، وأن ذلك من خصال

المؤمنين، فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابرًا محتسبًا، تنتظر

الفرج من الله سبحانه وتعالى، وتحتسب الأجر على الله فذلك عنوان

الإيمان، وإن رأيت بالعكس فلُمْ نفسك، وعدِّل مسيرك، وتُبْ إلى الله .