المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا مات السبب، ظهر العجب!


حور العين
08-26-2015, 05:37 PM
من:الابنة / آية عبد الرحمن
إذا مات السبب، ظهر العجب!
ماذا يَمنعُنا من التقدُّم؟
مَن ذا الذي يقفُ بيننا وبين تطوُّرنا وازدهارنا؟
بل ما هي الطريقة التي تخلِّصُنا من كل مَن يُعرقِلُ مسيرتَنا،

ويضع
"العصيَّ في دواليبنا"؟!

وماذا كنا سنفعل لو أننا تصبَّحْنا

في يوم على خبر اختفاء كلِّ المحبِّطين

والمخذِّلين؟!

تلك تساؤلات يحتجُّ بها بعضُ مَن وُكلوا

بوظائف ومهمات وأعمال - مدفوعة أو تطوُّعية –

ويلقون باللائمة على غيرهم،

ويتهمون عناصرَ مجهولة

بالوقوف في طريق إنجازاتهم!

تخيلوا - قراءنا الأكارم - أن أحدَ الموظفين

يَدَّعي بأن غرفتَه غيرُ مناسبة،

ولا تتلاءم مع ظروف العمل؛

لذلك فهو يُحسُّ بالخمول والكسل!

وآخرُ: يشتكي من الكرسيِّ الذي يجلس عليه؛

بحجة أنه غير مريح، ولا يُشعرُه بالنشاط،

ولا بالرغبة في إكمال أعماله!

وثالثٌ: يَرفَعُ عريضة إدارية، متحاملاً على شباك مكتبه،

الذي يطلُّ على شارع مزدحم،

ولا يَترُكُ له مجالاً للتركيز والإبداع!

خلاصة تلك الشكاوى: تعددت الأسباب، والفشلُ واحد!

إن ذلك يَضطرُّنا للسؤال الآتي:

مَن هو المسؤول الحقيقيُّ عن هذا الوضع المتردِّي؟!

وما دام أن مِن واجبنا أن نعرفَ السبب ليَبْطُلَ العجب،

فإليكم قصة بعنوان: (إذا مات السبب)؛

لعلنا نكشف اللِّثامَ عمن يضع الألغام في وجه كلِّ طَمُوح مِقدام!

ففي أحد الأيام وصل الموظَّفون إلى مكاتبهم،

فتفاجؤوا بوجود لوحة كبيرة معلَّقة على البوابة الرئيسية،

وقد كُتِب عليها:

(بمزيد من الحزن والأسى نُبلغكُم بوفاة الشخص الذي كان يعيق تقدُّمَكم

ونموَّكم في هذه الشركة،

ونرجو منكم جميعًا التوجُّه فورًا إلى الصالة الكبرى لتقديم واجب العزاء)!

تأسَّف الجميع لوفاة أحد زملائهم في العمل،

لكن الفضولَ تملَّكَهم بعد قراءة الخبر؛

إنهم يريدون أن يعرفوا من هو العائق الذي منع تطورهم،

وحال دونَ تحسُّنِ ظروف عملهم!

بدأ الموظفون بالدخول إلى المكان المخصص،

حيث تولَّى رجال الأمن عملية تنظيمهم؛

ليُلقي كلُّ واحد منهم النظرةَ الأخيرة على المسجَّى

داخل كفنه فوقَ طاولة وسط القاعة،

وكان كلما دخل موظف ورأى الموجود داخلَ الكفن،

خرج محمرَّ الوجه، غائر العينَيْنِ،

مُرْتبكًا، مُتَلعْثمًا، غيرَ قادر على التعبير،

وكأن شيئًا صَفَعه على وجهه،

فأفاق بعدَ غفلة!

لقد كان داخلَ الكفن مرآةٌ كبيرة،

تَعكِسُ صورةَ كلِّ مَن يَنظُرُ إلى الداخل،

وبجانبها لافتة صغيرة مكتوب عليها:

(شخص واحد في هذا العالم يمكنه أن يضع حدًّا لطموحاتك: إنه أنت! وحدك أنت!)..

تلك قصة تُوضِّحُ لنا أن الكراسي والشبابيك والغرف

والمكاتب - وحتى الأشخاص - كلهم أبرياء من اتِّهاماتِنا

كبراءة الذئبِ من دم يوسفَ عليه السلام،

وأنها لا يمكن أن تُعيقَ تقدُّمًا، أو تمنع ازدهارًا ونموًّا...

وعلينا إزاءَ ذلك أن نحرِّر نعوات لإحباطاتنا الشخصية،

وانتكاساتنا النفسية، وتقاعساتنا العمليَّة،

قبل أن تتسبَّب في طردِنا من ساحة الإنجازات الحقيقية!

إن حياةَ كلِّ واحد منا قد لا تتغيَّرُ إلى الأحسن

إذا بدلنا أمكنةَ عملِنا، أو مُدِيرينا،

ولا حتى لو انتقلنا إلى شركة أخرى؛

لكنها حتمًا ستتحوَّلُ إلى الأفضل إذا

وضعنا لأنفسنا أطرًا مفتوحة،

تنطلق من قوله تعالى :

{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}

التوبة: 105
فلا سدودَ بعدَ اليوم،

ولا حججَ واهية بعد أن يموت مَن كان

يقف في وجه تحقيق أهدافكم،

ويولد مكانه شخصٌ يستطيع وحدَه

أن يُوصلكم إلى ما تَصْبون إليه،

أما تلك الشمَّاعة التي كنتم تعلِّقون

عليها عجزَكم وتقصيركم،

فقد دفناها معًا!

لم يَعُدْ أمامنا إلا أن نردِّد هذه الأبيات كلَّ صباح،

مهما كانت أعمالنا، وأينما كانت غرفُنا،

وكيفما كانت كراسينا:

دَبَبْتُ للمجدِ والسَّاعون قد بلغوا جهدَ النفوسِ وألقَوْا دونَه الأُزرَا

وكابدوا المجدَ حتى ملّ أكثرُهم وعانقَ المجدَ مَن أوفى ومَن صبرَا