المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأشهر الحُرم


هيفولا
08-26-2015, 10:58 PM
الأشهر الحُرم

على العبد أن يدخل الأشهر الحرم مستصحباا مفهومين:
المفهوم الأول: أن الله تبارك وتعالى حكيم.
لأنه قد يرد سؤال: لماذا خُصت شهور دون شهور؟ أيام دون أيام؟
ليال دون ليال؟ أمكنة دون أمكنة؟
والسؤال الصحيح: خصّ الله الأشهر بمزيد فضل؛ فماذا علي أن أفعل؟
قال القرطبي رحمه الله: "لايقال: كيف جعل بعض الأزمنة أعظم حرمة من بعض؟
فإنّا نقول: للبارئ تعالى أن يفعل ما يشاء ويخصّ بالفضيلة ما يشاء،
ليس عليه حجر، بل يفعل ما يريد بحكمته، وقد تظهر فيه الحكمة وقد تخفى".
لابد أن تعتقد أن الله حكيم، يختصّ ما يشاء بما يشاء،
ما فات القوم الخير إلا لأنهم ما قبلوا اختيار الله،
إيمانك أن الله حكيم يجعلك تبحث ماذا يجب أن يكون حالي في الأمر الذي اختاره الله،
اختار الله الأشهر الحرم لها ميزة وزيادة فضل
، أنا ماذا يجب علي أن أفعل؟ وستفهم ماذا يجب عليك أن تفعل لما تفهم الأمرين :
- الله حكيم، وما موقفنا من الحسنات
- والسيئات في الأشهر الحرم
لذا؛ لبد من تربية النشء على أن الله حكيم،
فتأتي الأشهر الحرم على علمٍ بأن الله حكيم في اصطفائه

المفهوم الثاني: ذكر أهل العلم: أن الحسنات تُضاعف في كل زمان ومكان فاضل،
وأن السيِّئات تُعَظم في كل زمان ومكان فاضل.
اتفقنا أن الحسنات تضاعف في الأماكن الفاضلة
والأزمنة الفاضلة وفي النيات الفاضلة، يهمني الآن الأماكن والأزمنة،
الأماكن والأمنة تشبه بعض في التقرير.
**الدليل على أن الزمان الفاضل تُعظم فيه السيئات :
قال تعالى :" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير "
كبير: أي عظيم أن نقع في مثل هذا، فهو أكبر من القتال في غيره.
في غير هذا الشهر القتل حرام، لكن في الشهر الحرام تكون المسألة أكبر،
كما قال الشيخ أي عظيم أن نقع في مثل هذا.
دليل على أن الزمان الفاضل تعظم فيه السيئات،
القتل رمز للسيئات، فالسيئات في الشهر الحرام كبيرة بالنسبة للسيئات في غيره.

**الدليل على أن المكان الفاضل تُعظ م فيه السيئات:
قال تعالى : "وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"
يعني مجرد إرادة الميل عن الطريق المستقيم بإلحاد بظلم، ماذا يفعل الله به؟
يذيقه من عذاب أليم، أين دليل تعظيم السيئة؟
أنه يعا قَب على السيئة بمجرد الإرادة وليس بالفعل،
وليس أي عقاب، نذقه من عذاب أليم!
فلو تحرك قلبك بذنب وما دفعته ولا استغفرت، تكون مستحقًّا للعذاب الأليم
. مثلا في الحرم ونحن جلوس وعندي مكان يتسع،
وناس مقبلين عليّ لكن لا يعجبوني، وعندي هوى! لا أريد هؤلاء
، فأوسع لنفسي، وفي نفسي إرادة أن يندفعوا، ولا يكونوا،
هذه الإرادة التي في نفسك تستحق عليها العذاب الأليم! يقول الله:
"وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"
إرادة قامت في قلبك،إرادة إيذاء من أمامك، ما فعلت شيء،
فقط تريد أن تؤذيه، هذه الإرادات كافية
لأن تُكتب عليك ذنوب وتذوق العذاب الأليم بسببها
، في مقابل أن في غيره من الأماكن الإرادة عندما تتحول إلى فعل تصير سيئة وتكتب عليك،
وإذا كانت هناك إرادة ولم يوجد فعل وذهبت
، إذا تركتها من أجل الله تكون حسنة،
لكن تركتها ما فعلت لأنها ذهبت وليس منعك مانع،
لا تكتب حسنة ولا سيئة،
لكن في الحرم الإرادة تكتب سيئة وتذوق من ورائها العذاب الأليم.

هيفولا:o