المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا قوطة يا مجنونة


حور العين
08-31-2015, 05:03 PM
من:الأخت / غـــرام الغـــرام
يا قوطة يا مجنونة
ندى هلال الصليمي
في السابق لم يكن الغلاء في السلع متفشياً بكثرة كما يحدث الآن.

وكان الناس ينعمون ببركة المطعم والملبس والتبضع.

صحيح أنه قد يكون هناك ارتفاع نسبي بين الفينة والأخرى

في سعر « الطماطم » التي يسميها إخواننا المصريون « مجنونة »

نظراً لتذبذب أسعارها في الارتفاع والانخفاض ومع ذلك تبقى الحياة بسيطة

في متناول الجميع .

بينما اليوم نشهد غلاء فاحشاً في كل شيء فترتفع أسعار السلع الضعف

وتتصاعد الأسعار دون انخفاض حتى أننا لنتمنى أن تكون أسعارنا مجنونة

كـ « القوطة »، وبما أننا شعب مستهلك عرف التجار من أين تؤكل الكتف

فتم اللعب بالأسعار كيفما يشاءون وكيفما يأخذهم الطمع إلى حيث يريد

لكن أن يستغل هؤلاء المتاجرون بأرزاق البشر وحاجات الإنسان الأساسية

من أجل حفنة من المال أو المزايدة في المال فهذا يعد من الجشع المنهيّ عنه

في التشريع القرآني وبخس الناس أشياءهم ظلم في حقهم

يستوجب الاعتراض عليه .

ووزارة التجارة وإن بذلت مجهوداً في محاسبة التجار

وتحديد قيمة السلع بدلاً عن العشوائية يبقى المستهلك هو الحلقة الأصعب

التي من الممكن أن تضيّق الخناق على التاجر

لو كان هناك مقاطعة حقيقية لسلعهم،

بالذات تلك المنتجات التي تحتوي على تاريخ صلاحية

فيقع التجار في دوامة بين الربح وبين الخسارة ليتدارك فساد منتجاتهم

الغذائية خاصة لعله يدرك أن الكسب بالمعقول هو الغاية النبيلة

التي من المفترض أن يسعى لها لا الغنى المتزايد على حساب جيوب الناس

وكدهم في الحياة .

اتبعوا قول عمربن الخطاب اتركوه لهم !!!

جاء الناس إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقالوا :

غلاء اللحم فسعره لنا

فقال: أرخصوه أنتم ؟

فقالوا : نحن نشتكي غلاء السعر واللحم عند الجزارين

ونحن أصحاب الحاجة فتقول : أرخصوه أنتم ؟

وهل نملكه حتى نرخصه ؟ وكيف نرخصه وهو ليس في أيدينا ؟

قال : اتركوه لهم .

صدق الفاروق فأفضل حل لغلاء الاسعار هو المقاطعة

وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه

يطرح بين أيدينا نظرية أخرى في مكافحة الغلاء،

وهي إرخاص السلعة عبر إبدالها بسلعة أخرى؛

فعن رزين بن الأعرج مولى لآل العباس،

قال: غلا علينا الزبيب بمكة، فكتبنا إلى علي بن أبي طالب بالكوفة

أن الزبيب غلا علينا،

فكتب أن أرخصوه بالتمر أي استبدلوه بشراء التمر

الذي كان متوافراً في الحجاز وأسعاره رخيصة،

فيقلّ الطلب على الزبيب فيرخص وإن لم يرخص فالتمر خير بديل .

ملاحظة

1 - وفيه قول ان الاثر جاء عن إبراهيم بن أدهم

وليس عن عمر رضي الله عنه ،

وقد جاء نحوه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

حلية الأولياء - (ج 8 / ص 32)

حدثنا محمد بن جعفر المؤدب ثنا عبدالله بن محمد بن يعقوب

ثنا أبو حاتم ثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني بعض أصحابنا

قال قيل لإبراهيم بن أدهم إن اللحم غلا قال فارخصوه أي لا تشتروه .

تاريخ دمشق - ( ج 6 / ص 282 )

وقيل لإبراهيم بن أدهم إن اللحم قد غلا فقال أرخصوه أي لا تشتروه.

تاريخ ابن معين - الدوري - ( ج 1 / ص 86 )

حدثنا يحيى قال حدثنا القاسم بن مالك عن يوسف بن دراقس

قال حدثني مغيرة بن عطية عن رزين بن الاعرج مولى

لآل العباس قال غلا علينا الزبيب بمكة فكتبنا إلى على بن أبى طالب بالكوفة

أن الزبيب قد غلا علينا فكتب أن أرخصوه بالتمر.

التاريخ الكبير للبخاري- (ج 3 / ص 325)

رزين الأعرج مولى آل العباس

غلا الزيت علينا بمكة فكتبنا إلى علي بالكوفة فكتب أرخصوه بالتمر

2 - وبالمناسبة ... فقد حدث - منذ زمن قريب - في إحدى البلدان الأجنبية

أن رفع التجار سعر إحدى السلع ..

و ما كان من المستهلكين إلاّ أن قاطعوها مدة من الزمن ...

و بعدها أجبر التجار على إعادة السعر أقل مما كان سابقاً.

3 - قال شيخ الإسلام ابن باز ـ رحمه الله

( هذا العصر : عصر الرفق والصبر والحكمة ،وليس عصر الشدّة .

الناس أكثرهم في جهل ، في غفلة وإيثار للدنيا ، فلا بدّ من الصبر ،

ولا بدّ من الرفق ؛حتى تصل الدعوة ، وحتى يبلغ الناس ،

وحتى يعلموا ونسأل الله للجميع الهداية )

قال محمود الوراق :

إني رأيت الصبر خير معول في النـــائبات لمن أراد معولا

ورأيت أسباب القناعة أكدت بعرى الغنى فجعلتها لي معقلا

فإذا نبا بي منزل جاوزته وجعلت منه غيره لي مـــــنزلا

وإذا غلا شيء علي تركته فيكون أرخص ما يكون إذا غلا

فاللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والشقاء ,
وقنعنا بما رزقتنا وارزقنا الحلال وبارك لنا فيه